الأخبار البارزةشؤون محلية

قيّم زيارته الميدانية لطرطوس في اجتماع موسّع مع مسؤوليها … خميس لـ«الوطن»: إعفاء بعض الإدارات قريباً… ما بعد الزيارة غير ما قبلها .. دعم الدولة لا يصل إلى مستحقيه نتيجة الفساد

| طرطوس- الوطن

الاجتماع الرسمي الأخير لرئيس الحكومة المهندس عماد خميس مع مسؤولي محافظة طرطوس الحزبيين والحكوميين – في اليوم الأخير لزيارته الميدانية للمحافظة- كان مختلفاً عن الكثير من الاجتماعات الحكومية التي شهدتها المحافظة على مدى سنوات عديدة سابقة سواء لجهة الشفافية وعدم المجاملة في توصيف الواقع الذي لاحظه خلال الزيارة، أو لجهة تقييم الأداء والعمل من الدوائر والوحدات الإدارية ومجالس المدن، ووضع الرؤى الإستراتيجية المطلوبة لتطوير وتنمية المحافظة من الجوانب، أو لجهة الوعد بوضع آليات عمل وإنجاز ومتابعة جديدة وجادة من شأنها تغيير الواقع كلياً للأفضل.. الخ. وفي بداية الاجتماع استعرض المحافظ صفوان أبو سعدى حاجيات طرطوس الضرورية من الحكومة فأشار إلى المبالغ المطلوبة لاستكمال الطرق التي تخدم أسر الشهداء والجرحى ولإتمام مشروع النفايات الصلبة في وادي الهدة وتفرعاته ولإصلاح وتأهيل آليات الإسعاف والنظافة، ولاستكمال العقد المرورية المتعثرة، وإنجاز بعض مشاريع الصرف الصحي لمنع التلوث عن السدود والينابيع، ولإشادة عدد من المدارس للحد من زيادة عدد التلاميذ في الشعبة الواحدة، وللبدء بمباني الجامعة.. الخ.

مفاجأة غير متوقعة
بعد ذلك تحدث رئيس الحكومة في ضوء ما لاحظه ولمسه هو وفريقه الوزاري من ايجابيات وسلبيات بعد خمسة أيام أمضوها في طرطوس ومناطقها مؤكداً أن الواقع في المحافظة غير مرض أبداً رغم بعض النقاط الإيجابية بفضل دماء الشهداء وعمل الشرفاء فيها مشيراً إلى أن ذلك شكّل مفاجأة لهم وبالتالي لابد من البحث عن وسائل جديدة لتطوير العمل وفق رؤى إستراتيجية تتواءم مع مفرزات وتداعيات الحرب الشرسة على بلدنا بما في ذلك وهو الأهم الاعتناء والاهتمام الاستثنائي بأسر الشهداء والمخطوفين والمفقودين وبالجرحى الأبطال الذين يعانون، فهؤلاء تاج على رؤوس كل منا وهؤلاء برعاية وتوجيهات كريمة ودائمة من قائد الوطن الرئيس بشار الأسد، وعلينا أن نرتقي في خدمتهم وتأمين متطلباتهم، والتقصير تجاههم غير مسموح به على الإطلاق، مؤكداً في هذا المجال ضرورة وضع آلية عمل من كل وحدة إدارية لتخديم أسرة الشهيد بدءاً من وصول خبر الاستشهاد وليس انتهاء بإنجاز جميع الإجراءات لإيصال الاستحقاقات القانونية لها ومن ثم متابعة رعايتها بعيداً عن عقلية المزرعة. وقال خميس: لاحظنا خلال الجولات أن جهوداً تبذل في العمل لكنها ليست كافية وآليات العمل مقبولة لكنها غير جيدة والدعم الذي تقدمه الدولة لا يصل لمستحقيه نتيجة الفساد في بعض مفاصل العمل، وطلب من الجميع أن يكونوا قادة إداريين استثنائيين في عملهم وفق مواصفات الإداري الناجح وعدم الاستمرار في النمطية القائمة والارتقاء بالمسؤولية من خلال تطوير الذات والعمل وفق رؤى ومشاريع عمل بعيداً عن الروتين المتبع والبيروقراطية القاتلة للإبداع وبعيداً عن عقلية المزرعة التي يمارسها البعض في عملهم وعلاقاتهم ضمن المؤسسات التي يديرونها.
وشدّد رئيس الحكومة على ضرورة أن يكون المدير ورئيس الوحدة الإدارية خادماً أميناً للمواطنين والوطن موجهاً وزارة الإدارة المحلية والمحافظ بإجراء تقييم لجميع مجالس المدن والبلدان والبلديات في ضوء ما تقدم وغيره من الأسس ليتم استبعاد وإعفاء المقصرين والمترهلين إضافة لمساءلة ومحاسبة المرتكبين.

التوسع الشاقولي
وقال المهندس خميس إن الواقع التنظيمي والعمراني في مناطق المحافظة غير مقبول ولابد من تشكيل مجموعات عمل متخصصة بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان لتطوير أنظمة ضابطة البناء والعمران ومنع المخالفات والانتشار العشوائي للبناء على حساب الأراضي الزراعية والمناطق الخضراء والطبيعة المميزة والاتجاه للتوسع الشاقولي في البناء المرخّص مع وضع قرميد مائل على أسطح أبنية الريف قدر الإمكان، وألا يختبئ أحد وراء الأزمة ليقول إن الأزمة تمنعه من العمل والتطوير.

قروض تنموية بـ300 مليار
وكشف خميس مجدداً أن الحكومة خصصت 300 مليار ليرة من المصارف لإقراضها من أجل إقامة مشاريع إنتاجية تنموية في كل المحافظات طالباً منهم تقديم دراسات اقتصادية لمثل هذه المشاريع في قطاع كل منهم ليصار إلى تنفيذها من الحكومة أو عرضها على رجال الأعمال لتنفيذها واستثمارها وفق شروط يتفق عليها كما طلب من الوحدات الإدارية إعادة النظر بقيمة أجور الاستثمارات القائمة على أملاكها لزيادة الإيرادات واتخاذ كل الخطوات لمكافحة الفساد في دوائرنا ومؤسساتنا ووحداتنا الإدارية مع تشكيل فرق عمل للمتابعة.
تعاونوا ولا (تتآمروا)!
وبعد أن استمع رئيس الحكومة لأمين فرع الحزب ووزير الإدارة المحلية والبيئة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك وبعض الحضور الذين طرحوا العديد من الملاحظات والأفكار والمقترحات، قرر تشكيل فريق عمل حكومي لمتابعة نتائج زيارته والوفد الوزاري للمحافظة برئاسة المهندس علي حمود وزير النقل وعضوية المهندس علي غانم وزير النفط والثروة المعدنية والمحامي صفوان أبو سعدى محافظ طرطوس وعدد من معاوني الوزراء ورفع تقرير نصف شهري لرئاسة مجلس الوزراء بالإجراءات التنفيذية المتخذة تباعاً مشيراً إلى أنه لم يضع حجر أساس لمشروع غير متعاقد عليه ومباشر به ولم يدشّن مشروعاً غير موضوع بالخدمة من باب المصداقية في عمل الحكومة، مطالباً الجميع العمل والإنتاج والتعاون بعيداً عن التآمر والإساءات لبعضنا في الوقت الذي يتآمر أعداء الوطن علينا.
وفِي تصريح خَص به (الوطن) أكد رئيس مجلس الوزراء أن آلية المتابعة التي ستقوم بها رئاسة الحكومة لنتائج الزيارة من شأنها تنفيذ جميع القرارات المتخذة وفق آليات عمل جديدة وبرامج محددة كاشفا أنه سيتم إعفاء بعض الإدارات التي تم تقييمها في الفترة القريبة الماضية كما سيتم إعفاء أي مدير أو رئيس وحدة إدارية وحل أي مجلس محلي في ضوء نتائج التقييمات التي وجهنا بها وستجرى لهم في الفترة القريبة القادمة.
وتوقع خميس أن يكون الواقع في طرطوس بعد هذه الزيارة غير ما قبلها من كل الجوانب وبما ينعكس خيرا على أبناء المحافظة بشكل خاص والوطن بشكل عام تنفيذا لتوجيهات كريمة ودائمة من السيد الرئيس بشار الأسد.وفور عودته إلى دمشق أصدر أمس خميس قراراً يقضي بتشكيل بعثة تفتيشية للتحقيق في الأملاك والاستثمارات التابعة لمجلس صافيتا بريف طرطوس وتقييم عمله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن