سورية

«التحقيق الأممية» أكدت عدم امتلاكها إثباتات على مسؤولية دمشق عن الهجوم الكيميائي .. لافروف وتيلرسون يتفقان على وجوب النظر بتنظيم تحقيق موضوعي بحادثة خان شيخون

| وكالات

اتفق وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون على وجوب النظر مجددا في إمكانية تنظيم تحقيق موضوعي تحت رعاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حادثة خان شيخون. وأعلنت اللجنة الدولية المعنية بالتحري في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، التي أنشئت بناء على قرار لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنها لا تملك إثباتات على مسؤولية دمشق عن الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون. وقالت الخارجية الروسية في بيان صدر الجمعة، وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: أن لافروف أعرب لتيلرسون خلال مكالمة هاتفية عن أسفه لمعارضة واشنطن مبادرة روسيا بإرسال خبراء إلى سورية للتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في بلدة خان شيخون يوم 4/4/2017 ووجود مواد كيميائية في قاعدة الشعيرات التابعة للجيش السوري». كما اتفق لافروف وتيلرسون على إطلاق عمل مجموعة العمل الروسية الأميركية المشتركة على مستوى نواب وزيري الخارجية للبلدين، والمكلفة تسوية الخلافات في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في أسرع وقت.
وجدد لافروف مطالبة موسكو لواشنطن بإعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية الموجودة على الأراضي الأميركية (مجمعان ترفيهيان في الولايات المتحدة تمتلكهما الحكومة الروسية)، التي تمت مصادرتها بصورة غير شرعية بموجب القرار الذي وقع عليه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يوم 29/12/2016، بحسب البيان.
وبحسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، فإن وزارة الخارجية الأميركية، قالت في بيان بشأن الاتصال: إن «تيلرسون أكد للافروف دعمه لآلية منظمة حظر الأسلحة الكيميائي القائمة للتحقيق في الهجوم الكيمائي». وأضاف بيان الخارجية الأميركية: إن «الوزيرين ناقشا أيضاً سلسلة من القضايا تشمل الأمور التي ناقشها تيلرسون خلال زيارته لموسكو في 11 و12 نيسان».
وفي سياق متصل، قال رئيس اللجنة الدولية المعنية بالتحري في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية سيرجيو بينيرو، في تصريح للصحفيين وفق ما نقلت «روسيا اليوم»: إن «أعضاءها يدرسون جميع الفرضيات حول الهجوم، لكنها لا تستطيع تأكيد تصريحات الدول الغربية حول ضلوع القوات الحكومية السورية في الحادث». وأضاف: إن المحققين أثبتوا، بعد استجواب شهود عيان ودراسة صور فوتوغرافية وتسجيلات فيديو، واستشارة خبراء طبيين وعسكريين، تعرض خان شيخون لسلسلة من الغارات الجوية في نحو الساعة السابعة صباح يوم 4 نيسان، الأمر الذي «تصادف مع انبثاق مادة كيميائية شبيهة بـ(غاز) السارين، كما أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالأمس». وأضاف: إن «الغارة الثانية استهدفت، بعد أربع ساعات، مستشفى كان يقوم بتقديم خدمات لضحايا الهجوم (الكيميائي)». وشدد بينيرو على أن اللجنة لم تستطع تحديد الجهة التي قام طيرانها بشن الهجوم، و«الاستنتاج الوحيد الذي توصلنا إليه هو أنه (أي الهجوم) وقع بالفعل».
كما لفت إلى أن المحققين «لم يثبتوا وجود علاقة بين الغارة الجوية وانبثاق الغاز السام»، مشيرا إلى أن «ثمة فرضيات عدة حول هذا الموضوع ولم تتوصل اللجنة بعد إلى استنتاج نهائي».
من جانبه صرح أحد أعضاء اللجنة، بأن من بين الفرضيات قيد البحث تلك التي طرحها الجانب الروسي، ومفادها أن «الغارة دمرت مستودعا كان المسلحون يخزنون فيه أسلحتهم الكيميائية». وشارك أعضاء اللجنة الجمعة، في لقاء غير رسمي مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، ليناقشوا معهم الوضع في سورية.
من جانبها، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن ممثل وزارة الخارجية الأميركية قوله: إن المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكد من خلال رفضه للمقترحات الروسية الإيرانية حول إنشاء آلية جديدة للتحقيق في واقعة خان شيخون، أكد دعمه للتحقيق المحايد في الهجوم، الذي تقوم به البعثة حاليا.
وشدد الدبلوماسي الأميركي على أن البعثة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تملك كامل الصلاحيات التي تتيح لها الانخراط في مثل هذه الأنشطة.
وفي 20 نيسان الجاري طرحت روسيا وإيران على التصويت أمام الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مقترحاتهما حول التحقيق في كيميائي خان شيخون، طالبتا فيها بإنشاء لجنة مستقلة ذات تمثيل متوازن وإرسال خبراء إلى مكان الاستخدام المزعوم للمواد السامة في خان شيخون وقاعدة الشعيرات، دون اقتصار التحقيق على المواد المأخوذة من الإنترنت والمعلومات التي مصدرها المعارضة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن