شؤون محلية

الحرب على الطفولة

| محمد راكان مصطفى

أبشع أشكال الإجرام هو المرتكب بحق الأطفال، الذي يفسد الأخلاق ويقتل البراءة، ويخلق السلوك المنحرف، ولعل أسوأ أشكال الحرب على سورية يكمن في استهداف أطفالها ليحولهم إلى آلة قتل وإرهاب والعمل على إفساد تربيتهم بما يحقق تدمير المستقبل.
تجلت هذه الأهداف بوضوح وبصورة مباشرة في برمجة العصابات الإرهابية بعض الأطفال لتحولهم إلى آلة قتل مجردة من كل مشاعر الإنسانية وبراءة الطفولة، وتجنيدهم ضمن أعمال إرهابية.
على حين اختبأت أهدافهم في حالات أخرى متسللة عبر التغرير بالطفولة وجرها إلى تعاطي المخدرات، أو من خلال الإمعان في تشديد الحصار الاقتصادي لخلق بيئة فقيرة تدفع بعض الأطفال إلى ارتكاب الجنح من سرقة ونشل وتسول لتأمين أدنى مقومات الحياة.
ودليل ذلك وجود حالات كثيرة لأطفال تم تجنيدهم كأدوات في الحرب على سورية مستغلين التشتت الأسري الحاصل وحالات النزوح والتهجير والفقر، الأمر الذي سهل على الكثير من الجهات الداعمة للإرهاب وشبكات الاتجار بالبشر استغلال أطفال سورية والمتاجرة بهم وبأعضائهم.
ما تم ذكره يضعنا أمام ضرورة وضع إستراتيجية لحماية مستقبل سورية، وضمان أن يعيش كل طفل براءة طفولته من خلال تسخير كامل الطاقات لتحقيق هذا الهدف عبر الجهات المعنية سواء لجهة تطبيق إلزامية التعليم بجدية واتخاذ الإجراءات التي تراعي الصحة النفسية للطفل وقيام المدارس بدورها التربوي وقبل كل شيء تأمين متطلبات الطفل المعيشية بما يضمن له حياة كريمة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن