سورية

في اليوم الثاني من «حق المواطن في الإعلام».. البيرق دعا إلى تحويل الصحف الرسمية إلى مستقلة.. وزريق لفت إلى غياب إستراتيجية وطنية شاملة … عبد ربه: الإعلام صناعة موادها الأولية المعلومة والمال.. وتوقفوا عن إهانته

| سامر ضاحي

اعتبر الزميل رئيس تحرير «الوطن» وضاح عبد ربه أن الإعلام «صناعة» تحتاج إلى مواد أولية تتمثل في «المعلومات والمال»، ودعا إلى الانتقال بالإعلام السوري من «موقع الدفاع عن النفس إلى الهجوم» خصوصاً أن «الشعب السوري لديه من الخيال ما يكفي»، مطالباً بالتوقف عما سماه «إهانة الإعلام السوري»، في حين دعا رئيس تحرير صحيفة «تشرين» الحكومية محمد البيرق إلى «تحويل ملكية الصحف الرسمية إلى مؤسسات مستقلة»، على حين لفت مدير مركز دمشق للأبحاث والدراسات «مداد» هامس زريق إلى «غياب إستراتيجية إعلامية وطنية شاملة تتسم برسالة وأهداف محددة».
وتواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي فعاليات المؤتمر الوطني الأول الذي تنظمه وزارة الإعلام تحت عنوان «حق المواطن في الإعلام»، حيث عقدت عدة جلسات كان أبرزها جلسة حول «الإعلام الوطني والخاص»، بدأ عبد ربه خلالها حديثه بالقول: «توقفوا عن إهانة الإعلام السوري، حتى في ترتيب تنظيم هذا المؤتمر، وأرفض أن ترعاه شركة توابل».
وأضاف: إن الصحفي السوري يحتاج إلى من يحميه ويحتاج إلى وزير أو مؤسسة تحمي هذا الصحفي بحيث لا يمكن لمدير عام أن يقيله من عمله»، معتبراً أن المطلوب أن نفكر إلى الأمام، وداعيا إلى «الاستفادة من الخبرات والكفاءات العالية التي لدينا».
وشدد عبد ربه على أن «أهم حق للمواطن أن تصله المعلومة»، معتبراً أن الإعلام السوري ومنذ 6 سنوات حتى اليوم «لا يزال في حالة دفاع عن النفس وفي كل مرة تأتي الضربة الإعلامية ونحاول الدفاع عنها، ولكن علينا الانتقال إلى الهجوم والشعب السوري لديه من الخيال ما يكفي». وأعتبر عبد ربه، أن «الإعلام صناعة تحتاج إلى مواد أولية وهي المعلومات، وطالما المعلومات غير متوافرة نحن لا يمكن أن نعمل»، قبل أن يضيف «المال» إلى هذه المواد، ويعتبر في سياق الرد على بعض الأسئلة: أن «الإعلام الخاص أقدر اليوم على إدارة الإعلام بشقه المالي أكثر من شقه السياسي».
من جانبه، أكد مدير إذاعة «ميلودي إف إم» وسام تاج، أن «المطلوب هو الدعم المادي فدون المال ليس هناك إعلام»، معتبراً أن الإعلام الغربي يفهم لغة مختلفة عن التي نستخدمها سواء في الكلام أو الطرح»، بعد أن كانت الزميلة في قناة «سما» هناء الصالح اعترضت في بداية الجلسة على التفريق بين الإعلام الوطني والإعلام الخاص، معتبرة أن الإعلام وطني سواء كان عاماً أو خاصاً.
ومن جانبه اعتبر الزميل نضال حميدي عضو مجلس الشعب أن الإعلام يجب أن يكون مختلفا بين الحرب والسلم، مشدداً على ضرورة أن تزرع الدولة ثقافة القانون الذي وجد لتنظيم حياة المواطن وليس للضغط عليه.
وشارك وزير الإعلام في الإجابة عن بعض الأسئلة والتعقيب على المداخلات لاسيما التي تساءلت عن وجود إستراتيجية إعلامية بالإشارة إلى «وجود نوع من المشاورات فيما يتعلق بالقرار الإعلامي لاسيما في ظل الظروف الصعبة»، مؤكداً «وجود خطوط عامة نعمل عليها جميعاً وفي كل حدث طارئ هناك مشاورات»، مقدماً مثالاً على ذلك في العدوان الأميركي على مطار الشعيرات في 7 الشهر الجاري.
وكان ترجمان أكد خلال الجلسة الأولى التي كانت بعنوان «الحرية والإعلام المرجعيات والرؤى»، أن المؤتمر بمثابة «لقاء تشاوري للوقوف على مكامن قوة الإعلام ومشاكله ومعوقاته ضمن الإمكانات المتوافرة والمتاحة»، مؤكداً أن الغاية هي الوصول إلى «إعلام وطني منتج يحظى بالمصداقية»، ومشددا على أن الأساس في العمل الإعلامي ضمن الظروف الحالية هو التركيز على موضوع الانتماء للوطن والدولة وتماسكها وإبراز مكامن قوتها.
بدوره وخلال الجلسة أكد رئيس تحرير صحيفة «الثورة» الزميل علي قاسم، أن الظروف والمعطيات التي فرضتها الأزمة «دفعت سقوف الحرية الإعلامية باتجاهات كبرى»، وشدد على أن المسموح والممنوع في الإعلام تحدده الطريقة التي يتم فيها تناول الموضوع.
من جهتها أشارت عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق كلية الإعلام نهلة عيسى إلى أن الإعلام في العصر الراهن بات يصنع الواقع بشروط الواقع وبدأ يتدخل في تحديد رؤى وملامح العالم كما أنه أصبح سلطة من سلطات العولمة في العالم.
وفي جلسة أخرى بعنوان «واقع الإعلام التقليدي في ظل تطور تكنولوجيا الاتصالات» ركز زريق على مسألة غياب الإستراتيجية الإعلامية بالإضاءة على بعض النقاط التي اعتبرها ضرورية عند الحديث على أي خطوات مستقبلية في صنع هذه الإستراتيجية وأهمها «غياب إستراتيجية وطنية شاملة تتسم برسالة وأهداف محددة وواضحة لأن الإعلام الإستراتيجي يخدم الأهداف الإستراتيجية للدولة، وانه لا يمكن إدارة واقع جديد بأدوات قديمة، مع الأخذ بعين الاعتبار مكونات وعلاقات العالم الافتراضي الجديد». وأضاف: لا يمكن الركون إلى «امتلاك الحقيقة» كأساس منهجي لأي سياسة إعلامية، وأن الإعلام الإستراتيجي لا يستسلم إلى الواقع بل يسعى إلى إحداث تغييرات إستراتيجية أو بناء فكري أساسي، وكذلك «عدم جدوى إخفاء الحقائق بحجة «عدم إثارة الرأي العام، وهذا يجعل الإعلام السوري يغيب كمصدر للمعلومة وكمؤثر»، وأشار إلى «ضرورة إشراك المؤسسات الأكاديمية ومراكز الدراسات بأي تصور مستقبلي حول الإعلام السوري».
أما الجلسة التي حملت عنوان «الإعلام الإلكتروني واقع ومواقع» فشهدت دعوة رئيس تحرير صحيفة «تشرين» إلى ضرورة تحويل ملكية الصحف الرسمية إلى مؤسسات مستقلة غير خاضعة في سياستها الإعلامية لتوجيهات أو تدخّلات من الحكومة أو مؤسساتها، على حين تطرقت رئيسة تحرير موقع جهينة نيوز الإلكتروني فاديا جبريل إلى السلبيات والإيجابيات في واقع ومواقع الإعلام الإلكتروني، معتبرة أن ازدهار الإعلام الالكتروني الخاص في سورية ونموّه مرهونٌ بدعمه على قدر المساواة مع الإعلام الحكومي وإعطائه المزيد من الحرية والإمكانية.
كما عقدت جلسة أخرى بعنوان «دور المؤسسات في صناعة الرأي العام» تحدث فيها كل من وزير التعليم العالي السابق محمد عامر المارديني وعبد السلام راجح وحسن حميد ترأستها سمر خضور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن