سورية

بدا غير راضٍ عن عدم اتحاد داعش و«النصرة» … الظواهري يهيئ أتباعه لخسارة مناطق سيطرتهم

| الوطن- وكالات

فضح زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري زيف ما يسمى «فك ارتباط» فرع التنظيم في سورية جبهة النصرة التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» ومن ثم حلت نفسها ضمن «هيئة تحرير الشام» عن التنظيم الأم.
وفيما بدا أنه أمر عمليات لأتباع «القاعدة» المنتشرين في سورية، دعا الظواهري المسلحين إلى التحول عن إستراتيجيتهم القتالية السابقة القاضية بالتمسك بالمناطق والدفاع عنها، والتحول عنها باتجاه حرب العصابات لأنها تستنزف الخصم، مهيئاً بذلك المسلحين لخسارة مزيد من المناطق أمام تقدم قوات الجيش السوري وحلفائه الذين يشنون هجوماً على معقل المسلحين المتطرفين الرئيس في محافظة إدلب عبر ريف حماة.
وفي الوقت الحالي تتصدر «فتح الشام»، (النصرة سابقاً) وكانت فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، تحالفا من الفصائل الإسلامية يعرف باسم «هيئة تحرير الشام» الذي يقود المعارك ضد القوات الحكومية السورية والقوى المتحالفة معها على معظم الجبهات الرئيسية في البلاد. ويلعب التحالف دوراً رئيسياً في السيطرة على معظم محافظة إدلب. وفي عام 2001، ساهم الظواهري، مع كل من الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن ومؤسس حركة «طالبان» الأفغانية الملا عمر في بلورة إستراتيجية حرب العصابات التي اتبعتها الحركة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001.
وفي رسالته الأخيرة أخرج الظواهري من جعبته هذا التكتيك عله ينقذ أتباعه ومريديه من هزيمة محققة. وعلى الأرجح أن إخفاق دعوته الأخيرة لـ«الوحدة ما بين المجاهدين» والتي أراد منها رأب الصدع ما بين زعيمي تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، و«النصرة» أبو محمد الجولاني هو ما دفعه إلى ذلك.
وانكسرت الجرة ما بين الرجلين في عام 2013 وفشلت كل المحاولات التي بذلها الظواهري وغيره من منظري الفكر السلفي الجهادي، في التوفيق بينهما، قبل أن يدخل تنظيماهما في حرب أسفرت عن طرد داعش لمسلحي «النصرة» من المنطقة الشرقية. وبدا الظواهري مغازلاً للبغدادي عندما حذر المسلحين من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ويتولى قتال داعش في شرق سورية، والذي اكتفى بتوجيه ضربات محدودة لما يسمى «جماعة خراسان» المحسوبة على «القاعدة» وينتشر أعضاؤها الذين من بينهم كبار «الجهاديين» العرب في محافظة ادلب تحت حماية «النصرة».
واللافت في الرسالة التي وجهها الظواهري، أنه اعتبر الحرب في سورية شأن جميع المسلمين في دعوة مكشوفة لأتباع فكر «القاعدة» إلى السفر إلى هناك تحت ذريعة «الجهاد» ضد «أعدائهم» من «الصليبيين» (الدول الغربية) والجيش السوري وحلفائه من الإيرانيين وحزب الله.
وفي تسجيل صوتي على الإنترنت نشر الأحد، دعا الظواهري «مسلحي المعارضة» للتحلي بالصبر، وقال إن عليهم أن «يستعدوا لمعركة طويلة ضد التحالف الدولي والمقاتلين المدعومين من إيران» الذين يقاتلون دعماً للجيش السوري. وقال: «عليكم يا أهلنا في شام الرباط والجهاد أن تعدوا أنفسكم لحرب طويلة مع الصليبيين وحلفائهم (من الإيرانيين والجيش السوري) (!!)».
وشدد الظواهري في التسجيل، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، على أن «أعداء» «الجهاديين» يستهدفونهم لأنهم يسعون لحكم إسلامي في سورية، مضيفاً: إن الغرب وحلفاءه يبذلون كل ما بوسعم لإيقاف «المد الإسلامي».
ولم يتضح متى تم التسجيل الذي قال فيه زعيم «القاعدة»: إن «الجهاد في سورية ليس واجب السوريين فحسب وإنما كل المسلمين»، محذراً «مسلحي المعارضة من تحويل الصراع إلى صراع داخلي سوري بحت»، كما شدد على التحذير من «علمنة» الأزمة السورية، في إشارة إلى رفضه أي حل لا يسفر عن بناء إسلامي متطرف بديل، ونبه المسلحين إلى أن السعي لإرضاء الغرب لن يفيد الساحة السورية. وتابع: «لم يرضوا عن محمد مرسي رغم أنه قدم لهم كل ما يريدون».
وفي كلمات تنبأ بعدم رضاه عن تحالف «هيئة تحرير الشام» ودفعه وراء حلف بين «النصرة» وداعش، وشدد الظواهري على ضرورة أن تشكل الفصائل السورية المسلحة المناهضة للحكومة، اتحاداً من أجل مواجهة ما اعتبره «العدو الصليبي وحلفاءه».
وفي تموز من العام الماضي أعلنت «النصرة» عن فك الارتباط مع «القاعدة»، وإلغاء العمل باسم «جبهة النصرة» وإعادة تشكيل جماعة جديدة باسم «جبهة فتح الشام»، وفي حينه زعم الجولاني أنه ليست للجبهة بحلتها الجديدة علاقة بأي جهة خارجية. جاء ذلك في خطوة فاشلة كان الغرض منها إخراج هذه الجماعة من قوائم الإرهاب الدولية.
كما أعلنت «فتح الشام» وكذلك «حركة نور الدين الزنكي»، التي كان الغرب يعتبرها جزءاً من «المعارضة السورية المعتدلة»، و3 فصائل أخرى، عن حلها نفسها وتشكيلها تنظيما جديداً أطلق عليه اسم «هيئة تحرير الشام» بقيادة أبو جابر هاشم الشيخ، قائد ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» سابقاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن