سورية

رأى أن تجربة الناطق الإعلامي في الخارجية فشلت «لأننا وضعنا شخصاً فاشلاً» … نائب وزير الخارجية: واشنطن أكدت لموسكو أنها لن تعتدي على سورية مجدداً

طغت الجلسة الختامية من المؤتمر الوطني الأول للإعلام الذي حمل عنوان «حق المواطن في الإعلام» على فعاليات اليوم الثالث والأخير من المؤتمر بحضور نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد وإجابته في حوار مفتوح على أسئلة الحاضرين والتي أكد خلالها أن تجربة الناطق الإعلامي في وزارته فشلت «لأننا وضعنا شخصاً فاشلاً»، مطالباً الإعلامي السوري بالبحث عن المادة الإعلامية أينما وجدت، وكاشفاً عن أن الولايات المتحدة قالت لروسيا إنها لن تقوم بعدوان آخر على سورية.
وخلال جلسة مفتوحة، وفي معرض الرد على أسئلة الحضور في المؤتمر، رد المقداد على سؤال وجهه رئيس تحرير «الوطن» الزميل وضاح عبد ربه حول إخفاق تجربة الناطق الإعلامي لوزارة الخارجية والمغتربين بالقول: «أنا في البداية لم أكن أريد كل هذا الأمر، لأنه يتعلق أحياناً بالشخص والمواصفات، ورغم ذلك فهذه التجربة في كل المؤسسات» وطرح مثالاً أن الانتخابات الرئاسية في أميركا أول ما ينتخب الرئيس الأميركي يعين ناطقاً باسمه وهؤلاء كلهم وزارات إعلام، وأنتم تتحدثون عن وزارة الإعلام في سورية فهي تناسب واقعنا. كما ربط المقداد التجربة بالظروف حيث قال: إن «تجربتنا كانت فاشلة في المستوى الشخصي لكن تجربة تعيين ناطق رسمي لم تكن خاطئة».
وجدد المقداد، التأكيد على أن «تجربتنا كانت فاشلة على المستوى الشخصي ومن الممكن ألا يتحمل بلدنا ناطقاً رسمياً في ظروف معينة»، واستدرك: «إذا ارتأت الوزارات المعنية بما فيها الخارجية تسمية ناطق رسمي لا شيء يمنع ولكن دائماً نخطئ في الأشخاص». وختم إجابته بالقول: «تجربتنا كانت فاشلة لأننا وضعنا شخصاً فاشلاً، وقولوا ما تريدون».
وخلال الجلسة انتقد المقداد عدم طلب الإعلاميين السوريين دائماً إجراء لقاءات مع المسؤولين في الخارجية و«أنتم تطلبون مرة، وفي هذه اللحظة إما أن نكون غير قادرين على تلبية الدعوة أو غير قادرين على الحديث عن هذا الموضوع في هذه اللحظة».
واعتبر، أن «الإعلامي السوري عليه أن يبحث عن المادة أينما كانت وأينما شعر أنها موجودة ولو اضطره ذلك للصعود 10 طوابق للحصول على موضوع يهتم فيه أما نشرها فهذه مسألة أخرى». وأضاف: الآن وأنا أدخل (صحيفة) «الوطن» دفعتني لإجراء مقابلة غصباً عني وأنا غير قادر على مقاومة إغراءات «الوطن».
وكان المقداد افتتح حديثه بالتعبير عن «اعتزازه بالإعلام الوطني على الرغم من وجود بعض العيوب فيه لكنني على ثقة تامة أن هذه العيوب أقل من عيوب الإعلام في دول أخرى كثيرة بما فيها الدول التي تدعي أن حرية الإعلام فيها مصانة».
وأضاف: عندما نطالب بتطوير الإعلام السوري فلكي نشبع ما بداخلنا من نزعات في الوقت المناسب»، مشدداً على أن الإعلام أحد الحوامل الأساسية للدبلوماسية والسياسة.
وبيّن المقداد أن ما يجري في الاجتماعات الداخلية ليس ما يعلن على وسائل الإعلام، كاشفاً أن أكثر من يحرص على ألا يخرج كل شيء وخاصة الخطوط الحمراء التي يجري الاتفاق عليها داخل الاجتماع هم قادة ورؤساء الدول الغربية، وأضاف: قد يصل للإعلام ما يتناقض بشكل كامل مع الاجتماعات الداخلية.
وتطرق المقداد إلى الاتهامات التي تكال لسورية تحت مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون في إدلب بالقول: «أؤكد باسم الجمهورية العربية السورية وعلى أعلى المستويات أن سورية لا يوجد لديها غازات سامة». كما تحدث عن «فكرة أن الإعلام يخدم مؤسسات معينة وليس ضيراً على إعلامنا السوري أن يخدم الهوية الوطنية التي يمثلها». وأضاف: إن «حروب كاملة تشن بناء على ما تقوله وسائل الإعلام».
واعتبر المقداد، أن حجب المعلومة يجوز في بعض الأحيان ولكن هذا غير ممكن لمدة طويلة في عالم اليوم وقد نضطر كمسؤولين في الاستعجال بكشفها قبل أن تتناولها وسائل الإعلام الخارجية من جهة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تأخذ دوراً مهماً»، وأضاف: أقدر أن المواطن يتشوق لمعرفة رأي دولته وهذا يدل على ثقة المواطن بهذه الدولة».
وفي معرض رده على أحد الأسئلة، كشف المقداد أن الحكومة ترسل الرسائل المتطابقة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن «لتثبيت جزء من تاريخ سورية»، وقال: نرسل الرسائل المتطابقة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لأن هذه الرسائل أولاً تعبر عن موقف الدولة تجاه حدث معين وثانياً لأن هذه الرسائل تأتي تثبيتاً لجزء من تاريخ سورية وهي تترجم مباشرة في الأمم المتحدة إلى اللغات الرسمية الست في المنظمة.. ولكي تعمم على كل الأمم المتحدة وإلى سفاراتنا ونطلب منهم تعميمها على الرأي العام. واعتبر المقداد، أن «أخطر المعلومات وأكثرها حساسية ومصداقية هي ما يسرب إلى وسائل الإعلام».
كما تطرق المقداد إلى الزيارة التي أجراها برفقة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى روسيا الخميس الماضي، وقال «زرنا حليفنا الاتحاد الروسي واجتمعنا مع السيد (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف»، معتبراً أن «الروس ضحوا بدماء جنودهم إلى جانب دماء جنود الجيش العربي السوري».
وتابع: «عندما يقول الأصدقاء الروس إنهم أكدوا لـ(وزير الخارجية الأميركي ريكس) تيلرسون أنهم لن يسكتوا على أي ضربة قادمة لحليفهم السوري. إذا قلنا لكم إن الولايات المتحدة قالت إنها لن تقوم بعدوان آخر على سورية فنحن نعطيكم المعلومة». وتابع: «في حال تكرار هذا العدوان فإن الجيش العربي السوري وحلفاءه هم من سيردون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن