عربي ودولي

مرشحا الوسط واليمين المتطرف في سباق إلى الإليزيه .. أوروبا تهنئ ماكرون.. ولوبان تنتقد منافسها: جبهة جمهورية متعفنة!

بعد النتائج التي حققتها الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية والتي جاءت مفاجئة بأكملها حيث أقصت اليمين واليسار الفرنسيين واللذين يعتبران من ثوابت الحياة السياسية الفرنسية لأكثر من نصف قرن، انهالت تهاني المسؤولين الأوروبيين على مرشح الوسط الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد بعد تصدر الدورة الأولى من الانتخابات أمام مؤيديه أنه سيحمل «صوت الأمل» لفرنسا و«لأوروبا».
وفي ختام حملة انتخابية حافلة بالمفاجآت استمرت عدة أشهر، تصدر الوسطي إيمانويل ماكرون (39 عاماً) نتائج الدورة الأولى الأحد حاصداً 24٫01 بالمئة من الأصوات، بينما حلت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان (48 عاماً) في المرتبة الثانية بحصولها على 21.3 بالمئة من الأصوات وذلك بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية. وقال ماكرون وسط هتافات مناصريه «باسمكم سأحمل… صوت الأمل لبلادنا ولأوروبا»، مؤكداً أنه يريد أن يكون «رئيس الوطنيين في مواجهة تهديد القوميين». وقال: «بدلنا خلال سنة وجه الحياة السياسية الفرنسية». وأضاف ماكرون الذي كان استقال في آب 2016 من الحكومة: «عبر الفرنسيون عن الرغبة في التجديد. إن منطقنا هو منطق الجمع الذي سنواصله حتى الانتخابات التشريعية» في حزيران 2017. ودعت أغلبية الطبقة السياسية الفرنسية سواء من اليمين أو من اليسار، وخصوصاً فرنسوا فيون وبونوا آمون، إلى «تشكيل حاجز» بوجه اليمين المتطرف.
في المقابل قالت لوبان الداعية إلى إغلاق الحدود والخروج من اليورو وتعليق الهجرة: إن «الرهان الكبير في هذه الانتخابات هو العولمة العشوائية التي تشكل خطراً على حضارتنا».
وأضافت متوجهة إلى أنصارها: «إما أن نكمل على طريق الإزالة التامة للضوابط، وإما أن تختاروا فرنسا»، طارحة نفسها على أنها «مرشحة الشعب».
ويأمل اليمين المتطرف أن يكسب بعض أصوات حركة «فرنسا المتمردة» التي يقودها زعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون الذي حصل على نسبة لا بأس بها من الأصوات في الدورة الأولى، ولم يعط لناخبيه أي توجيهات للتصويت لمرشح معين في الدورة الثانية كما فعل الباقون.
وحملت مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف الإثنين على ما سمته «جبهة جمهورية متعفنة تحاول تشكيل ائتلاف» حول منافسها.
وقالت لوبان أثناء زيارة لسوق في روفروا في شمال فرنسا: «إن الجبهة الجمهورية البالية المتعفنة تماما والتي لم يعد أحد يرغب فيها ورفضها الفرنسيون بعنف استثنائي، تحاول تشكيل ائتلاف حول السيد ماكرون. أكاد ارغب في القول حسناً يفعلون».
وستكون المبارزة في 7 أيار حول برنامجين عل اختلاف تام في العديد من المواضيع كالانفتاح مقابل الانغلاق، والهوية الوطنية مقابل التعددية، والليبرالية مقابل الحمائية، غير أن الاستقطاب الحقيقي فيها سيكون حول موضوعين محوريين هما أوروبا والعولمة. وأسفرت الدورة الأولى من الانتخابات التي تميزت بمشاركة كثيفة ناهزت 80بالمئة، عن خروج الحزبين الكبيرين اليميني (الجمهوريون) واليساري (الحزب الاشتراكي) من الشوط الأخير من السباق إلى قصر الإليزيه، في وضع غير مسبوق في فرنسا، مع بروز مرشحين على طرفي نقيض أحدهما عن الآخر أوصلتهما رغبة الفرنسيين في تجديد الحياة السياسية في بلادهم.
وأكدت أولى الاستطلاعات التي أجريت بعد ظهور نتائج الدورة الأولى أن ماكرون سيفوز بفارق كبير على لوبان في الدورة الثانية.
وسجل المحافظ فرنسوا فيون، هزيمة مذلة، وحل في المرتبة الثالثة مع 19.91 بالمئة من الأصوات، متنافسا مع زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي حقق اختراقا قياسيا بعد حملة خارجة عن الأنماط المعروفة تمحورت حول إعادة ترتيب مؤسسات الجمهورية.
أما الاشتراكي بونوا آمون، فوصف بنفسه نتيجته بأنها «كارثة»، إذ لم يجمع سوى 6.35 بالمئة من الأصوات في ختام ولاية رئاسية اشتراكية مستمرة منذ خمس سنوات.
وفي ردود الأفعال هنأ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مرشح الوسط الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«النتيجة التي حققها». وتمنى له «التوفيق لاحقاً».
وكتبت وزيرة الخارجية في المفوضية الأوروبية فيديريكا موغوريني من جهتها على موقع «تويتر» أن «رؤية إعلام فرنسا والاتحاد الأوروبي تحيي نتيجة إيمانويل ماكرون، يمثل أمل جيلنا ومستقبله».
هذا وأكد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، «نحترم خيار الفرنسيين ونؤيد إقامة علاقات جيدة ومفيدة للطرفين». كما تمنى شتيفن سايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، «حظا سعيدا» لمرشح الوسط الفرنسي.
وعبر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال عن ثقته بأن المرشح البالغ من العمر 39 عاماً سيصبح رئيس فرنسا المقبل. كما هنأ رئيس حزب حرية النمسا اليميني المتطرف، هاينز كريستيان ستراش، لوبان على «نجاحها التاريخي».
وأشاد وزير المال السابق، المحافظ جورج أوزبورن بالنتيجة الجيدة التي حققها الوسط الفرنسي وغرد على «تويتر» «تهانينا لصديقي إيمانويل ماكرون، إنه دليل على أنه بإمكان الوسط الفوز. وأخيراً، جاءت الفرصة للقيادة التي تحتاجها فرنسا».
كما هنأ رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن إيمانويل ماكرون، وقال: «مبروك إيمانويل ماكرون. لا بد من انتظار التصويت النهائي، ولكن أوروبا بحاجة إلى فرنسا منفتحة وتتجه نحو الإصلاح».
وكتب بورغي بريندي، وزير خارجية النرويج على «تويتر» «نحتاج إلى زيادة لا تقليل التعاون في أوروبا».
ورأى النائب غيرت وايلدرز من أقصى اليمين والمتحالف مع لوبان، في نتيجة الدورة الأولى «يوما رائعا بالنسبة إلى الوطنيين في فرنسا وغيرها الطامحين إلى مزيد من السيادة الوطنية، ونسب أقل من الاتحاد الأوروبي والهجرة».
وبعد إعلان النتائج وضع 29 شخصاً قيد الحجز الاحتياطي إثر تظاهرات «مناهضة للفاشية» بباريس مساء الأحد وفق ما أفادت الشرطة.
وأصيب ستة شرطيين وثلاثة متظاهرين بجروح طفيفة في هذه المواجهات التي تم توقيف 143 شخصاً إثرها، بحسب الشرطة.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن