سورية

أنباء عن مقترح روسي لـ«تخفيف التوتر» عبر نشر قوات فصل محايدة في خطوط التماس … وفد الحكومة السورية يصل إلى العاصمة الكازاخية.. والأمم المتحدة تدعم مسار «أستانا»

| الوطن- وكالات

في الوقت الذي وصل فيه وفد الجمهورية العربية السورية إلى العاصمة الكازاخية للمشاركة في اجتماعات «أستانا 4» حول الأزمة السورية، أعربت الأمم المتحدة عن دعمها الكامل لعملية «أستانا» كخطوة تمهد الطريق للنجاح في محادثات جنيف، وسط أنباء عن طرح روسيا مقترح لـ«تخفيف التوتر» عبر إدخال قوات من دول محايدة إلى خطوط التماس بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، وصل أمس، وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة بشار الجعفري إلى العاصمة الكازاخية للمشاركة في اجتماعات «أستانا 4» حول الأزمة في سورية، المقرر أن تبدأ غداً وتستمر يومين.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الكازاخية في بيان: إن «وزير الخارجية خيرات عبد الرحمانوف أطلع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال لقائه السبت في نيويورك على التطورات بشأن محادثات أستانا»، موضحة أن غوتيريس أعرب عن الدعم الكامل للجهود المبذولة في أستانا باتجاه المصالحة»، معتبراً أنها تمهد الطريق للنجاح في محادثات جنيف.
وكان نائب وزير الخارجية الكازاخي مختار تليوبيردي أعلن في الـ27 من الشهر الماضي أن اجتماع أستانا المقبل حول سورية سيكون عالي المستوى. واستضافت أستانا ثلاثة اجتماعات حول الأزمة في سورية عقد الأول يومي الـ23 والـ 24 من كانون الثاني الماضي وصدر في ختامه بيان أكد الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وشدد الاجتماع الثاني الذي عقد في الـ16 من شهر شباط الماضي على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية في سورية، على حين عقد الاجتماع الثالث يومى الـ14 والـ15 من آذار الماضي بغياب وفود «الميليشيات المسلحة».
من جانبها نقلت وكالة «فارس» للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أمس: «إن اجتماع أستانا هو اجتماع بمحور ثلاثي بين إيران وروسيا وتركيا، حيث تمكنت هذه الدول، وبناء على المشتركات التي قد تكون لديهم بشأن سورية، من بدء تعاون بينها في هذا المجال».
واعتبر قاسمي أنه «لا يمكن تجاهل دور تركيا في سورية»، مشيراً إلى أن مشاركتها في هذا الاجتماع إلى جانب إيران وروسيا، من شأنه أن يشكل نقطة إيجابية تحظى بأهمية.
وأوضح أنه رغم وجود اختلاف مع تركيا في الميول والرؤى بشأن سورية، إلا أنه بسبب هذا الاختلاف لا تعطل بلاده اجتماع أستانا، بل تصر على استمراره وتعزيزه، وتبذل جهوداً ليمضي هذا الاجتماع في أعماله قدماً وبكل قوة، وأن يكون مؤثراً في قضايا سورية وأزمتها».
في الأثناء، كشف العميد الفار «فاتح حسون»، عضو وفد المسلحين إلى «أستانا» وعضو وفد «الهيئة العليا للمفاضات» المعارضة، أن روسيا طرحت فكرة إنشاء مناطق خاصة للتخفيف من حدة التوتر بين قوات الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة وإدخال قوات من دول محايدة إلى خطوط التماس، حسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني.
وقال: «لم يتم تحديد الدول التي ستشارك في تلك القوات التي سيتم نشرها على خطوط التماس بين طرفي الصراع في سورية»، لكنه أشار أن الدول المشاركة بقواتها ستكون محايدة وغير مشاركة بالمعارك الجارية حالياً في سورية. ولفت إلى أنه لم يكن هناك أي طرح لأسماء دول، وفي حال تمت الموافقة من أطراف الصراع على اقتراح موسكو، فسيتم إنشاء مجموعة عمل، والتي ستختار بدورها الدول التي ستشارك في تشكيل تلك القوات.
وتابع: «روسيا كضامن لبدء العملية السياسية والاتفاقات التي تم التوصل إليها مع النظام السوري، وذلك يتطلب من المجتمع الدولي تدخلاً أكبر في محادثات أستانا، كما أن روسيا تطالب بتدخل دولي أكبر في مؤتمرات أستانا، وحقيقة هذا شيء مشجع».
وأكد حسون أن هناك مقترحات من الجانب الروسي تظهر جديتها حيال تثبيت وقف إطلاق النار وإقامة مناطق تخفيف التصعيد وضم بعض اللاعبين الدوليين إلى هذه الاتفاقيات الجديدة.
من جهتها، نقلت مواقع معارضة عن عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة يحيى عريضي الذي كان قد شارك ضمن وفد المسلحين إلى اجتماعات أستانة 1 و2، قوله: «إن هذا الاقتراح الروسي تم طرحه شفهياً، وعُرض خلال اجتماعات الفصائل العسكرية في أنقرة الأسبوع الماضي»، متوقعاً أن يتم التوسع في بحث المقترح خلال اجتماعات «أستانا 4».
بموازاة ذلك، قال مسؤول عسكري في الميليشيات المسلحة إن «الاقتراح يشمل إقامة أربع مناطق آمنة بين قوات الجيش العربي السوري والمسلحين، في شمالي سورية وجنوبها»، على حين ذكرت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن المقترح الروسي، نص على «إنشاء المناطق الأربع» في إدلب، وشمال حمص، والغوطة الشرقية، وجنوب سورية.
وأكدت الميليشيات المسلحة مشاركتها في هذه الجولة من اجتماعات أستانا، بعد أن كانت قاطعت الجولة الثالثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن