سورية

حصيلة قتلى الطرفين ترتفع إلى أكثر من 100 … تصاعد حدة المعارك بين «جيش الإسلام» و«النصرة» في الغوطة الشرقية

| الوطن

تصاعدت حدة المعارك في غوطة دمشق الشرقية أمس بين ميليشيا «جيش الإسلام» من جهة وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وميليشيا «فيلق الرحمن» من جهة ثانية، وسط محاولات من الأولى للسيطرة على بلدة زملكا، وسط أنباء عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 100.
وتحدثت مواقع معارضة عن «ارتفاع وتيرة الاشتباكات» صباح أمس بين «جيش الإسلام» من جهة و«النصرة» و«فيلق الرحمن» من جهة أخرى في مدينتي زملكا وسقبا، في حين ذكرت صفحات على موقع «فيسبوك»، أن «جيش الإسلام» يحاول منذ الصباح اقتحام زملكا وسط معارك عنيفة مع «فيلق الرحمن» وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وفي وقت لاحق ذكرت الصفحات أن «جيش الإسلام» تقدم داخل أحياء زملكا وسط معارك عنيفة ومستمرة، وأنه نشر عدداً من مسلحيه فوق الأبنية المرتفعة في المدينة ليقوموا باستهداف أي تحرك داخل المدينة سواء مدنيين أو مسلحين. وذكر نشطاء أن اشتباكات عنيفة جرت بين «فيلق الرحمن» و«النصرة» من جهة وجيش الإسلام» من جهة أخرى في المزارع بمحيط حوش الأشعري واستخدمت الأطراف المتقاتلة مجنزرات ثقيلة في المعارك. كما اندلعت اشتباكات في مزارع إفتريس أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، في حين استهدف «جيش الإسلام» تجمعات لـ«فيلق الرحمن» في مدينة سقبا بالرشاشات الثقيلة.
وكان «جيش الإسلام» قد شن هجوماً قبل أربعة أيام على مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «النصرة» أبرز مكوناتها بهدف إنهاء الأخيرة، والسيطرة على مقراتها، وذلك بعيد توجيه عضو المكتب السياسي في «جيش الإسلام»، المدعو أبو عمار دلوان اتهاماً مباشراً إلى «النصرة» باختطاف رتل مؤازرة بالكامل يعود لـ«جيش الإسلام» كان متوجهاً من الغوطة الشرقية إلى حي القابون شرقي دمشق. وقد انحاز «فيلق الرحمن» إلى جانب «النصرة» وسقط في المعارك لغاية الآن بحسب نشطاء أكثر من 100 قتيل من جميع الأطراف بينهم مدنيون.
وكانت مصادر متقاطعة أكدت بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن زوجة أبو عاصم العبداني «أمير» «هيئة تحرير الشام» في الغوطة الشرقية، تعرضت للإصابة خلال اقتحام مقاتلي «جيش الإسلام» لمنزل أبو عاصم في مدينة عربين، حيث أكدت المصادر أن مقاتلي «جيش الإسلام» اقتحموا المنزل لمحاولة اعتقال أبو عاصم، فقامت زوجته بإطلاق النار على مقاتلي «جيش الإسلام»، عقبه تبادل لإطلاق النار، ما أسفر عن إصابتها بجراح بليغة.
ونشر نشطاء مقطع فيديو يظهر إطلاق الرصاص من قبل «جيش الإسلام» الأحد الماضي على عشرات المتظاهرين في مدينة عربين بالغوطة الشرقية. وتظهر الصور تقدم عشرات المتظاهرين باتجاه عناصر «جيش الإسلام» الذين يسيطرون على مدينة عربين بعد معارك مع «فيلق الرحمن» و«النصرة»، وعند الاقتراب منهم بدأ عناصر «جيش الإسلام» بإطلاق الرصاص على التظاهرة ما أوقع إصابات في صفوف المدنيين.
من ناحيته قال مدير العلاقات الإعلامية في «هيئة تحرير الشام» المدعو عماد الدين مجاهد: إن مقاتلي الهيئة استعادوا السيطرة على بلدتي «حزة، جسرين بشكل كامل، وأجزاء من المحمدية»، مشيراً إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في عربين والأشعري والأفتريس.
واتهم مجاهد في تصريح نقلته صحيفة «زمان الوصل» المعارضة الالكترونية بعض الميليشيات التابعة لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» بالتواطؤ مع «جيش الإسلام» في الهجوم على الهيئة، من خلال تنفيذ الأخير لهجماته ضدهم من مقرات تابعة لـ«الأحرار»، مشيراً إلى أن بعض الميليشيات التابعة للحركة وقفت على الحياد. وكانت مصادر أهلية أكدت بحسب نشطاء أن «جيش الإسلام» عمد في اليوم الأول للاقتتال إلى توجيه نداءات يطالب فيها مقاتلي «فيلق الرحمن» و«النصرة» بتسليم أنفسهم «حقناً للدماء»، كما طالب «جيش الإسلام» سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، بالتزام منازلهم والنزول إلى الأقبية. ويأتي هذا الاقتتال بعد عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين «جيش الإسلام» من طرف، و«فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاط» الذي كانت تشكل «النصرة» عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان الفائت من العام الماضي، وقضى فيه أكثر من 700 مقاتل من الطرفين، بالإضافة لمئات الأسرى والجرحى في صفوفهما، كما تسبب في استشهاد نحو 10 مواطنين مدنيين بينهم 4 أطفال ومواطنات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن