ثقافة وفن

الفرقة الوطنيّة هذّبت من حضوري على المسرح … محمود فخري الحداد لـ«الوطن»: أبذل قصارى جهدي لإنتاج أغنية سورية

| عامر فؤاد عامر

قاده الاستماع الجيّد، والتلقين الحذر، لصقل صوته الممزوج بين الحساسيّة والخجل، فكان لصوته رواج وقبول سريع لأذن المستمع، فعرفناه مؤدياً لأغاني الطرب الأصيل، والقدود، والأدوار، والموشحات، وغيرها من ألوان الأغنية. الفنان «محمود فخري الحداد المولود في دمشق 1989 شارك في العديد من الحفلات التي أقامتها الفرقة الوطنيّة السوريّة للموسيقا العربيّة منذ تأسيسها، وحفلات فرق فنيّة كأوركسترا أورفيوس، وفرقة أساتذة صلحي الوادي، والمهرجانات الفنيّة المقامة في دار الأوبرا في دمشق، ومجموعة من الحفلات في الأردن، ومؤخراً مهرجانات وفاعليات في السودان في مدينتي رفاعة والخرطوم. يشاركنا اليوم تجربته الفنيّة في حواره ويحدثنا عن طموحه والتزامه لخطه الفني وما يتطلع إليه.

من دفعك لدخول عالم الغناء؟ ومن شجعك للاستمرار فيه؟
لم تكن حياتي موسيقية أبداً لكن تربيت ضمن عائلة انتقائيّة كثيراً في استماعها للأصوات، الاستماع الذي يعطي المقامات العربيّة حقها في الغناء. في إحدى المرات كنت أغني في البيت أغنية للسيدة «أمّ كلثوم» فسمعني والدي مصادفة؛ لكنه طلب مني أن أعيد ما غنيته وكان مقطعاً من اوبريت رابعة العدوية. تأثر حينها بصوتي ودمعت عيناه وقال: «أنت من سيرثُ صوتي»- كان صوت والدي مميزا بجمال الخامة وبمقدرته العالية التي تصل إلى اوكتافين ونصف– وهكذا كانت الدفعة المعنوية الأولى من الأهل فقد كان لوالدي فضل كبير في تعلمي الغناء والإرشاد في قواعده فيما بعد وكذلك في المقامات العربية التي تعلمتها من أخي وأختي فنحن عائلة معظم أفرادها يمتلك أصواتاً جميلة واهتماماتٍ في الموسيقا والعزف. ثم جاء دور الأصدقاء الذين شجّعوني بالتقدّم إلى أكثر من كورال، وبعدما أخذت مكاني في كورال نقابة الفنانين جاء التشجيع والاهتمام من الخبراء والأساتذة. في العام 2013 بدأت تعلّم أصول الغناء الشرقي عند الأستاذ «باسل صالح». أيضاً جاء التشجيع الأكبر فيما بعد من الأستاذ «عدنان فتح الله» قائد الفرقة الوطنيّة السوريّة للموسيقا العربيّة الذي أتاح لي كثيراً من الفرص في أكثر من مجال من لقاءاتٍ تلفزيونيّة، وأمسيات ثقافيّة، والظهور كمغني صولو على خشبة مسرح دار الأوبرا في دمشق.

يعاني الفنان في بلادنا حتى يحقق شيئاً من طموحه ولاسيما الفنان المطرب. كيف تواجه هذه الفكرة اليوم؟
هدفي من الدخول في الطريق الفنّي أن أكون سفير سورية وممثلها في الفنّ الطربي العربي الأصيل، ولتحقيق هذا الهدف لابدّ من وجود طموح كي يكون ثمة حافز لتحقيقه، وهذا الحافز لا يكتمل إلا بمحبّة الناس وتشجيعهم، وبرأيي محبّة الناس تتحقق عندما يكون الفنان متواضعاً ويلبي ذوقهم، ونشوتهم، ويصل إلى قلوبهم.

وقفت على مسرح دار الأوبرا في دمشق وغنيت فيها. ماذا يعني لك أن تعتلي خشبة هذا المسرح؟
مسرح الأوبرا في دمشق من أهم المسارح العربيّة، وهو حلمٌ لكلّ مغن. وكل من يعتلي هذا المسرح لن يستطيع ضبط ارتجافه، وفي الحقيقة فرصتي الفنيّة بدأت على هذا المسرح بالظهور كمغني كورال ومغني صولو مع أوركسترا وكورال نقابة الفنانين، ثم توضحت أكثر بظهوري مع الفرقة الوطنيّة السوريّة للموسيقا العربيّة، هذه الفرقة قدّمت لي الثقة بدءاً من المايسترو ونهاية بالموسيقيين، وهذّبت أدائي وعلّمتني أن الاستعراض ليس بالأمر الجميل، وأن التنظيم هو أهم سبب للنجاح.

بين الغناء المستهلك وخطّ الالتزام حدود واضحة ومسؤوليّة وتضحيات. إلى أي درجة تسعى لأن تبقى محافظا على خطك في الفن الملتزم؟
علينا أن نفصل ونفرّق بين الخطّ المستهلك والفنّ الملتزم، فالالتزام واحد من شروط الفنّ ومن دونه لا يمكن أن يسمى فنّاً، وأنا معتدّ بالذائقة الموسيقيّة التي ستساعدني في اختيار ألحاني الخاصّة، واختيار الشعر الذي أحب غناءه، وعن هذه الذائقة أقول إنها تراكميّة من كثرة الاستماع ومن محبّتي للشعر سواء المكتوب بالفصحى أم الشعر المحكي، وسأبذل قصارى جهدي لإنتاج أغنية سورية الكلام واللحن، فلهجتنا محبوبة والأذن العربيّة ترغب في سماعها دائما.

ماذا تخطط من مشاريع اليوم؟ وهل ستسعى لإنجاز أغنيات خاصّة بك ومتى؟
سافرت إلى الأردن في العام 2012 وأقمت العديد من الحفلات هناك، وقدّمت فيها التراث السوري، من موال، وموشح، وطقطوقة، وقدود، وحققت الحفلات نجاحاً جيداً، وشاهدت محبّة الأردنيين للتراث السوري. ومع بداية العام 2017 سافرت إلى السودان وقدمت العديد من الحفلات في المهرجانات وفي أمسيات ثقافيّة خاصّة، وقد لاقى تراثنا إعجاباً كبيراً، ومشروعي اليوم هو نشر التراث السوري في السودان، وبالنسبة للأغنيات الخاصّة فمن فترة وجيزة بدأت التخطيط والبحث عن شعر مناسب كما ذكرت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن