ثقافة وفن

«حلب تنتصر» ثلاث عشرة خريطة لأحياء أثرية … مساع من طلاب جامعيين بغرض الإعمار بانتظار اهتمام الجهات المعنية

| سوسن صيداوي

اليوم وبعد كل ما حصل من تخريب ودمار، نبض الحياة السوري مازال مصراً على العيش والاستمرار مهما بلغت المواجهات من شدة، ومهما كانت المعوقات ضخمة. نبض الحياة السوري متمسك بالأمل وبكل ما هو باق من أثر يدل على سوريتنا وهويتنا وما كان لنا، مع إصرار أكبر بتوجيه المستقبل لما نحن نريده. من نبض الحياة السوري مجموعة من الطلاب عددهم خمسة وعشرون طالباً من قسم الجغرافيا من جامعة دمشق، اجتمعوا ضمن ورشة عمل استغرقت منهم جهداً ووقتاً كبيرين في مساع حثيثة ودؤوبة كي ينعشوا نبض حياة مدينة حلب من خلال خرائط شملت الأحياء الأثرية، مستعرضة ما أصابها من دمار وخراب من أجل التخطيط لترميمها وإعادة تأهيلها من جديد، كل هذا جاء تحت عنوان «حلب تنتصر» في معرض للخرائط أقامته جامعة دمشق بعنوان: «تضرر الأبنية الأثرية في أحياء حلب القديمة»، بإشراف د. هبة يحيى العواد في الفترة بين الثاني والرابع من أيار في قاعة رضا سعيد.

لبدء الإعمار
افتتح المعرض رئيس جامعة دمشق محمد حسان الكردي الذي عبر عن إعجابه بعمل الطلاب، كما تمسك بالأمل الكبير بالمستقبل القادم بوجود شباب واع يؤمن بوطنه وحريص على كل ما فيه متحدثاً «تم افتتاح هذا المعرض المميز الذي عنوانه كبير وهو «حلب تنتصر» وبسبب انتصارات الجيش العربي السوري في مدينة حلب، تم من خلال الأستاذة الدكتورة هبة العواد بالتعاون مع طلاب السنة الرابعة وطلاب الدراسات العليا في قسم الجغرافيا، توثيق المباني الأثرية التي أصابها الدمار، حيث تم إعداد ثلاثة عشر مخططاً للمباني الأثرية في مدينة حلب وريفها، ومن خلالها تم تقييم الدمار، وذلك كله بالتعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد، وفي الحقيقة هذا العمل عمل مميز ونستطيع من خلاله ومن خلال الدراسات التي قدمها هؤلاء الطلاب، البدء مباشرة في مرحلة إعادة الإعمار وخاصة المباني الأثرية التي تُميز مدينة حلب، وهنا أحب أن أشير إلى أنه خلال أسفارنا نُسأل عن المعالم الأثرية الضخمة في مدينة حلب، ويكون السؤال متبوعاً بالاطمئنان عليها وخاصة بعد ما أصابها من خراب ودمار، ولكن نحن كنا نرد على السؤال بنبض قوي ونقول بأنه بعد انتصارات الجيش، سيكون هناك انتصار للسواعد السورية والمهندسين السوريين لإعادة ترميم سورية وخاصة في مدينة حلب، وإن شاء اللـه في القريب العاجل فستعود مدينة حلب المدينة الصناعية الأولى والمدينة الحضارية والأثرية الأولى تحت راية العلم العربي السوري».

خرائط للأحياء الأثرية
أقيم المعرض بإشراف الأستاذة الدكتورة في قسم الجغرافيا هبة يحيى العواد، التي تحدث عن الخرائط التي تم إنجازها وعن آلية العمل، مشيرة إلى الصعوبات التي واجهتهم متابعة: «الفكرة انطلقت من خلال رغبتنا بمشاركة الجيش العربي السوري بانتصاره في مدينة حلب، وأحببنا أن نعبر لحلب عن صمودنا ووقوفنا إلى جانبها بهذه الفترة، وجاء المعرض كي يحكي عن الأحياء القديمة فيها ونسبة الدمار والضرر الذي تعرضت له الأحياء، فكل خريطة من الخرائط الثلاث عشرة تحكي عن مجموعة من الأحياء، وعن كل بناء أثري، وماذا أصابه وما نسبة الضرر الذي تعرض له، الفكرة من المعرض هي، أن هذه العملية تساعد على التخطيط لهذه الأبنية المتضرر وللأبنية المدمرة، فالبناء الذي نسبة ضرره من 75% إلى 100% سنحاول تأهيله من جديد ونعيد تشكيله من الصفر، والمعرض يقدم هذه المشاكل للوصول في النهاية إلى الحلول المطلوبة، أما بالنسبة للصعوبات التي واجهناها، فكانت في مرحلة الحصول على البيانات وإخراج هذه الخرائط التي تطلبت منا وقتاً وجهداً كبيرين، فكنا نعمل في كل الأوقات وفي ورشة عمل على شكل معسكر، حتى تمكنا من إنجاز هذه الخرائط، وهنا لابد من الإشارة إلى أنه تم إخراج خرائط حلب بصورة واحدة وهذا الأمر تطلب منا أن نكون يدا واحدة حتى نخرج بهذه الخرائط ونقدمها إلى حلب في هذه الفترة، وجاء المعرض كي يعطي مخرجات قسم الجغرافيا ونحن غطينا كل أحياء حلب المدروسة ولم نجد أي مانع بأن نضيف خرائط أخرى تحكي عن الأحياء سواء على مستوى المدن السورية وحتى على مستوى العالم، كما أنه لدينا مخرجات الأطالس حيث عملنا في قسم الجغرافيا حيث لدينا أطلس سياحي لسورية وأطلس طبي لسورية، كما قدمنا أطلساً للمخططات التنظيمية يشمل ريف دمشق، أما بالنسبة للطلاب المشاركين في المعرض فعددهم خمسة وعشرون طالباً، اشتغلوا المعرض وأبدوا اهتماماً كبيراً فيه حيث استغرق شهرين ونصف الشهر، وما تم إنجازه لحلب هو ثلاث عشرة خريطة تختص بالأبنية الأثرية حصراً، فالبيانات توافرت للأبنية الأثرية، والمواقع الأثرية المدمرة فهي مختلفة النسبة بين الحي والآخر، فهناك أحياء نسبة الدمار فيها تصل إلى سبعين بالمئة، وهناك أحياء أثرية نسبة الدمار فيها تصل إلى خمسين وخمسة وعشرين بالمئة، ولكن هناك حيان أثريان نسبة الدمار فيهما خمسة وسبعون بالمئة وما فوق، ونحن نتمنى أن ننزل إلى أرض حلب ونرفع هذه البيانات إلى جهات مختصة، ونحن سنعرض هذه الخرائط على عدة جهات معنية وسيكون المعرض الثاني في حلب وفي جامعة حلب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن