ثقافة وفن

تحية إلى «إضراب الكرامة» من دمشق … فنانون بعضهم كان أسيراً لـ 13 عاماً يتضامنون مع الأسرى الفلسطينيين بالفن

| سارة سلامة

بالتزامن مع ما يشهده العالم اليوم من حملة تضامن كبيرة مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام والدعوة الجماهيرية التي جاءت تحت مسمى «إضراب الكرامة»، التي تمثلت بالإقلاع عن الطعام والاكتفاء بتناول الماء والملح، والتفاعل الواسع التي حصدته عربياً وعالمياً، منددة بسياسات وإجراءات سلطات الاحتلال الهمجية، وما يمثله 17 نيسان من كل عام يوماً للأسير الفلسطيني، يوماً للتضامن معه في سجون الاحتلال، ويحيي الفلسطينيون هذا اليوم داخل وخارج فلسطين بنشاطات مختلفة، وذلك لتسليط الضوء على قضيتهم وحشد ولفت أنظار العالم للمعاناة التي يتعرضون لها بشكل يومي في سجون العدو، والتأكيد على حقوقهم التي كفلتها القوانين الدولية وأهمية نشر قضيتهم والدفاع عنها بشكل دائم.
أقام الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، معرضاً في كلية الهندسة المعمارية بدمشق، تضامناً مع الأسرى الأبطال الصامدين في السجون، وقدم من خلاله الفنانون المشاركون أعمالاً فنية تجسد صمود الأسرى وعشقهم لفلسطين.

إسناداً لصمود أسرانا
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية عبد المعطي أبو زيد: أن «الاتحاد أقام وبالتعاون مع الاتحاد العام لطلبة فلسطين، ولجنة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سورية ولجنة دعم الأسرى والمحررين والمعتقلين السوريين في سجون الاحتلال، معرضاً فنياً تشكيلياً دعماً وإسناداً لصمود أسرانا الأبطال الفلسطينيين والسوريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، بمشاركة 22 فناناً تشكيلياً وبلغ عدد الأعمال 30، لوحة عبرت في مضمونها عن الصمود والنضال البطولي في مواجهة الاحتلال الصهيوني، مضيفاً: «حضر الافتتاح ممثلون عن فصائل الثورة الفلسطينية والاتحادات والمنظمات الشعبية وعميد كلية الهندسة المعمارية، وحشد من الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين والمثقفين والمهتمين ومن طلاب كلية العمارة».

أبطال على حافة الشهادة
وبدوره أوضح الفنان محمود خليلي: إن «ومع أهمية كل نشاط، وكل فعل داعم حتى ولو كان صغيراً، لكن ما قمنا به يعتبر مشاركة تبدو متواضعة، من أربع جهات اجتمعت لإقامة فعالية تضامن مع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني، والمضربون عن الطعام منذ نحو ثلاثة أسابيع، لا يتناولون سوى الماء والملح، الذي يحاول سجانوهم مصادرته منهم»، مشيراً إلى «حقيقة أشعر بضآلتي أمام هذا الإصرار والتحدي الذي يقومون به، كنت أتمنى أن يسبق معرضنا هذا دعوة لخيمة اعتصام مثلاً، ترافقها ورشة عمل لفنانينا الفلسطينيين والسوريين والعرب المقيمين في دمشق، لإنجاز أعمال خاصة تليق بهذه المناسبة، لقاء يتحاور فيه الجميع ويتبادلون الأفكار والاقتراحات لتطوير هذا الاعتصام وتفعيله، وكم كنت أتمنى حضور وسائل الإعلام العربية والأجنبية: وكالات أنباء، صحافة، قنوات فضائية، لتغطية هذا النشاط، حتى يتم استثماره ويحقق أهدافه، وأضاف الخليلي: إننا «لسنا بصدد معرض تشكيلي فحسب، نحن بصدد وقفة تضامنية مع أبطال على حافة الشهادة، يتذوقون طعم الموت في كل لحظة، وهذا يقتضي منا أن نرفع الصوت عالياً لنصرتهم، والسعي لكي يصل صوتنا أرجاء العالم كافة، للضغط على هذا الكيان الغاصب، لتحقيق المطالب العادلة لأسرانا الأبطال، وهذا أقل ما يمكن أن نفعله».

تضامناً مع الأسرى
ومن جانبه قال الفنان والأسير المحرر محمد الركوعي: «شاركت بعملين عن فلسطين وهذا أقل ما يمكن أن نفعله تضامناً مع الأسرى وهذا ما نستطيع أن نقدمه للتضامن مع أسرانا داخل السجون».
وأضاف الركوعي: «أعرف جيداً المعاناة التي يتعرض الأسرى لها لأنني كنت أسيراً ومحكوماً مدى الحياة من سلطات الاحتلال، وذلك بسبب ممارستي العمل المسلح ضد جنود الاحتلال، حيث كانت هجماتنا بالليل لأنها سرية وعشت بالمعتقل نحو 13 عاماً، وخضت إضراباً عن الطعام عام 1976، وبقيت مع آخر دفعة لمدة 45 يوماً، حيث انخفض وزني من 77 إلى 40 كيلو، وبعد هذا كله لم تستجب سلطات الاحتلال ولو لمطلب واحد من مطالبنا.
وقال أيضاً «شاركت بعملين في المعرض الأول عن الوطن وهو الأم الحنون ويتمثل بالقدس والثاني بعنوان الحياة الفلسطينية الطبيعية ببيوتها، وأشجارها، وألوانها المختلفة التي تعبر عن فلسطين بطريقة فنية، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لدعم الأسرى ونشاهد جميعاً هذا الدعم الجماهيري الكبير للأسرى وهذا الضغط والحرج الذي تتعرض له سلطات الاحتلال.

القضية حاضرة في قلوبنا
ومن المشاركين في المعرض أيضاً الفنانة رندة تفاحة التي أشارت إلى أن مشاركتها جاءت دعماً من الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية وبمبادرة من رئيس الاتحاد الفنان عبد المعطي أبو زيد ومساندة منه للأسرى الفلسطينيين والسوريين في معتقلات الاحتلال، شاركنا بالمعرض رغبةً منهم بدعم قضية الأسرى لشحذ هممهم ونصرتهم ودعم حقهم بالحرية وليشعروا بأننا نقف إلى جانبهم من الخارج، وقد كانت مشاركتي من خلال لوحة مثلت فيها معاناة الشعب الفلسطيني بامرأة فلسطينية تقف صامدة وهي تحمل هموم شعبها ولكنها تبقى نفسها هي الأمل الذي يتطلع إليه الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال، فمن خلال فني أشعر بأنني قادرة على دعم القضية ولو بشيء بسيط، فكل حسب موقعه قادر على إخافة العدو الصهيوني الذي يعمل جاهداً لطمس القضية في قلوب الأجيال الجديدة وأنا بفني أثبت للعدو بأنني لن أنسى القضية وأنها ستبقى حاضرة في قلوبنا مهما بعدنا عن أرضنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن