ثقافة وفن

معرض طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقية في تصدير الفنان التقني

عامر فؤاد عامر – تصوير: طارق السعدوني : 

عُرضت مشاريع تخرج طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة في ستّة أركان ضمن قاعة العرش الملكيّة في قلعة دمشق، فكانت تزدهي بين ألوان، وجهود الطلاب التي حملت أفكارهم وإبداعاتهم خلال العام الدراسي 2014– 2015 ليتكلّل هذا العام بنجاحاتهم، وتفوقهم في المرحلة الدراسيّة انطلاقاً نحو الحياة العمليّة.

ألوان وجهود كثيرة
تميّز المعرض بكثرة المعروضات التي شكّلها الطلاب ضمن اختصاصاتهم، فكانت بداية القاعة تحمل لوحات الزخرفة، والخطّ العربي بين حجومٍ متنوّعة، ثم تحف، وتماثيل مشكّلة من الخزف، والزجاج الملوّن، ومنها ما اتخذ أنماطاً مألوفة للمتلقي، كالأقنعة، والزهريّات، والأوعية، ومنها ما هو رمزي مرتبط بأفكار صانعها من الطلاب، إضافة للمنحوتات الخشبيّة، والبرونزيّة، والرخاميّة، وكذلك لوحات قسم التصوير، والميداليّات المعروضة، نهايةً بعرض فيلم سينمائي قصير من إنتاج طلاب قسم التصوير.

فنّان تقني
تمّت الفعاليّة وسط اهتمام إعلامي، مع حضور حشد كبير من المهتمين، ومن أهالي الطلاب، وقد التقينا مدرّس مادّة الإعلان في قسم الخط العربي «طارق السوّاح» الذي عبّر عن الفائدة من المعرض للطلاب المتخرجين بقوله: «الفائدة من إقامة مثل هذا المعرض هي المقدرة على إدخال الطالب لسوق العمل، وإقحامه في خطوة عمليّة، يمكنه اعتمادها لينطلق ويعتمد على نفسه، فهناك لقاء مهمّ بين الطالب فيما أنتج، والمجتمع في رؤيته لهذا المُنتج، فهي صلة مهمّة وضروريّة، والمطلوب تخريج طالب تقني، وليس طالباً يبحث عن عمل إداري، أو وظيفي، وراء مكتب أو طاولة وحسب، بل مساعدته في أن يكون فنّاناً تقنياً، واعتقد أن المعهد نجح في هذه الخطوة، فقد كان للطلاب المتخرجين منذ دوراتٍ سابقة حضورهم، ومشاركتهم في دول العالم، أذكر منها إسبانيا، والجزائر، وتركيا، ودول الخليج، فلدينا طالب سوري مبدع، وهو يستحق الاهتمام فعلاً، فأن يكون له هذا الحضور من خلال عامي تدريس فقط في المعهد، فهذا يدلّ على مرونة، وقابلية للإنتاج والعطاء». يذكر أن الأستاذ «السوّاح» أدار المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة في سنواتٍ سابقة؛ ولدى سؤالنا له في المقارنة بين معارض دوراتِ سابقة معرض هذه الدورة يضيف: «الاختلاف يكون من الناحية التقنيّة، فاليوم لدينا تقنيّة الحاسوب، وهناك كثير من التطور الخاصّ فيها والمرتبط بالنتاج الفني للمعهد، ففي كلّ عام هناك إبداعات مختلفة بين عام وآخر نتيجة هذه التطورات، وعموماً ليست كلّ الأقسام بنفس مستوى التطور، فقسم الخزف لديهم تجارب مميزة وإبداعات واضحة، أمّا في قسم الخط العربي فنحن الجهة الوحيدة في العالم استطعنا أن نُدخل تقنيّة الزخرفة في الكومبيوتر من خلال برنامجٍ خاصّ، فطوّرنا هذا المجال، وعملنا فيها سابقاً معرضاً ولقاءات في تركيا، وفي قسم النحت عملنا الحدائق النحتيّة في إسبانيا، ورفعنا العلم السوري هناك بكلّ فخر».

خطوة في سلّم النجاح
معرض طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة الحالي، هو المعرض الرابع عشر من حيث عدد الدورات في تاريخ المعهد منذ تأسيسه، وقد التقينا مدير المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة «طلال البيطار»، وعن مدى أهمية إقامة معرض للطلاب المتخرجين والسبب الحقيقي في تجسيّد هذه الخطوة على أرض الواقع يحدّثنا في تصريحٍ خاصّ: «هذا المعرض هو الخطوة الأولى على سلم نجاح الطلاب المتخرجين الذين سيكونون فناني المستقبل، فهذه انطلاقتهم إلى الحياة الفنيّة، وإلى المجتمع، وفي انطلاق ذهنهم الفنّي، والعملي، في هذه الحياة، وإعطاء إبداعاتهم للوطن، فأيّ مشروع، أو نجاح، يبدأ بالخطوة الأولى التي تدفع نحو التقدّم والنجاح». أمّا عن إمكانية إقامة معرض خاصّ بكلّ قسم من أقسام المعهد فيقول: «الغاية من إقامة هذا المعرض هي: تسليط الضوء بصورةٍ متساويةٍ على جميع طلاب المعهد المتخرجين، وليس الغرض منه تسليط الضوء على قسم دون الآخر، أو على طالب دون غيره، ومن الممكن أن نرتب هذا المعرض ليعرض ويراه الناس في أكثر من مكان في دمشق، وفي أكثر من محافظة، فشبابنا يستحق الاهتمام، والبذل، فهم عماد الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن