ثقافة وفن

الربيع الذي أزهر باكراً…حنان ساره لـ«الوطن»: يجب على الفن نقل صورة للواقع السوري بموضوعية وحياد

 ديالا غنطوس : 

بإرادة وعزيمة عقدت حنان ساره العزم على نشر ثقافة الموسيقا الراقية إذ تعبر عن أحلامها وطموحاتها بقولها: «أطمح أن اعمل في مجال الفن بجميع أنواعه بشكل عام وبشكل خاص في مجال المسرح والتلفزيون والسينما، وباعتباري خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية أسعى أن أساهم في نشر الثقافة عامة والثقافة المسرحية خاصة بين شرائح المجتمع»، بلا شك هي كلمات تنم عن وعي كبير يحتل مساحة حياة تلك العاشقة للفن والتي لم تتجاوز عمر الياسمين بعد.

من المعهد المتوسط التجاري إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، تناقض كبير في العلن، ما الذي يجمع بين الدراستين وكيف قررت دراسة وامتهان الفنون بأنواعها؟
منذ صغري وأنا أهوى الفن والرسم بشكل خاص فشاركت في العديد من النشاطات وحصلت على المرتبة الأولى بالرسم بمحافظة دمشق بعمر 13 سنة، كما شاركت بمعرض فن تشكيلي بعمر الـ17 بخمس لوحات بالرسم على الرصاص، وكان طموحي الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لكن الحظ لم يكن حليفي، فدرست في المعهد المتوسط التجاري لأستطيع متابعة حلمي بالدخول لعالم المسرح والفن الجميل عن طريق الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبحكم اختصاصي في إدارة الأعمال بالمعهد التجاري، استغللت الخبرة الإدارية التي اكتسبتها بعملي السابق بإدارة الشركات والمؤسسات، لأوظفها بالإدارة الثقافية والفنية.
أولى تجاربي بالإدارة الفنية كانت مع حفل (أحبها لأنها بلادي) مع فرقة اوركسترا أورنينا بقيادة المايسترو طاهر مامللي والتي تم إحياؤها بدار الأسد للثقافة والفنون- الصالة الرئيسية بتاريخ 17 نيسان الماضي، والحمد اللـه الحفلة لاقت نجاحاً كبيراً.

ما بين المسرح والسينما، ما الذي يربط بينهما وأيهما أكثر متعة برأيك؟
أعتقد أن جميع الفنون على ارتباط فيما بينها من الفن التشكيلي لفن السينما، والمسرح والسينما يجمعون مفهوم الدراما، والاختلاف هو طريقة عرض هذه الدراما سواء كان كادر كاميرا أو كادر الخشبة (البروسينيوم)، مع اختلافات أخرى تندرج ضمن التفاصيل التي تميز كل فن عن غيره، ولكل نوع من الفنون متعته الخاصة.
شخصياً أهوى كل الفنون وخاصة النحت الفراغي وعندي مشروعي الخاص بالنحت الفراغي الذي سيرى النور قريباً إن شاء الله، لكن الأكيد أن المسرح هو المتعة الأكبر وأعتبره تحدياً لكل فنان وأطمح لعمل مشروعي بالمسرح قريباً.

عملت في الإعداد الموسيقي مع كبار الموسيقيين (طاهر مامللي، سمير كويفاتي، رضوان نصري) كيف تقيمين تلك التجارب وبماذا تختلف بين التعامل مع موسيقي وآخر؟
مفهوم الإعداد الموسيقي ليس منتشراً ومعلوماً كثيراً حتى للعاملين في الوسط الفني، فالإعداد الموسيقي هو عملية توظيف الموسيقا بشكل جمالي ودرامي على المادة الدرامية مع مراعاة أسس الموسيقا التصويرية من دلالات الآلات -بيئة العمل الدرامي- موسيقا خاصة لشخصية ما وغيرها، والإعداد الموسيقي هي مهنتي الأولى بالدراما والتي استمتع بالعمل فيه، كما أن الإعداد الموسيقي هو مفهوم يجمع بين الدراما والموسيقا ومن الصعب على الموسيقي أن يمتهن فقط الإعداد الموسيقي والعكس صحيح، وبحكم أنني كنت أعزف على آلة الكمان وخريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ساعدني هذا الأمر على التوفيق بين الموسيقا والدراما لأقدر على ترك بصمة بالإعداد الموسيقي.
وتجربتي مع كبار الموسيقيين أعطتني خبرة كبيرة، فكل موسيقي يتميز عن آخر بالتعامل والأسلوبية حتى بروحه الموسيقية والفنية، لكنني كمعدة موسيقية أمتلك صيغة مهنية وفنية أستطيع من خلالها الفهم والإحساس بالجملة الموسيقية التي يؤلفها المؤلف الموسيقي للعمل الدرامي، لنكون أنا والموسيقا المؤلفة روحاً واحدة، لتصل إلى المشاهد بنجاح وإحساس عالٍ.

نلاحظ في سجلك رصيداً حافلا من الأعمال سواء كانت خلال فترة دراستك أو ما بعدها، ما سبب هذا النشاط الكبير؟ كيف أثرت الأزمة في نشاطك الموسيقي والمسرحي والسينمائي؟
الأكيد الطموح وحبي للفن وسعيي الدؤوب لترك بصمة بمهنتي في الإعداد الموسيقي بشكل خاص وبالفن بشكل عام شكل حافزاً كبيراً لاستمراريتي، لاشك أن الأزمة تركت أثراً في نشاطنا بشكل نسبي لكننا شعب يمتلك الإرادة، وخلال الأزمة استطعت إنجاز أشياء كثيرة منها أول تجربة بالإخراج والتأليف إضافة لخبرتي بالتدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

ماذا قدمت لك المؤسسة العامة للسينما، وما رؤيتك لمشروع دعم سينما الشباب؟
مشروع دعم سينما الشباب أعطى فرصاً مهمة لكثير من المواهب الشابة السينمائية، أما بالنسبة لي فقد منحني المشروع فيلماً من إخراجي وتأليفي، رغم أن نص رحيل مكتوب منذ سنة 2009، وكنت أبحث عن فرصة لتصويره، ليأتي مشروع دعم سينما الشباب ليحقق حلمي بإنجاز الفيلم عام 2014، وأذكر أن «رحيل» شارك وما زال يشارك بمهرجانات عربية منها (أيام المثنى للفيلم العربي القصير 2015 بدولة العراق ومهرجان الخرطوم للفيلم العربي القصير الدورة الأولى بدولة السودان) وأطمح للمشاركة بمهرجانات عالمية لأمثل بلدي بأحلى صورة.

هل تعتقدين أن الفن سبيل من سبل مواجهة الأزمة في سورية؟ أم عليه التزام الحياد والابتعاد عن مضمار السياسة؟
بالطبع، الفن هو صورة عن الواقع وجزء من حياتنا اليومية ما دامت سورية تعيش الأزمة، يجب على الفن نقل هذه الصورة بشكل موضوعي وصحيح، وأن يجد حلولاً للازمة ولمشاكلها التي فرضت على الشعب طريقة حياة معينة، شخصياً أفضل الابتعاد عن السياسة والتزام مبدأ «الفن للفن» والدليل فيلمي «رحيل» فكان بعيداً كل البعد عن السياسية حاملاً رسالة إنسانية وروحية كبيرة.

ما هو جديدك في هذا الموسم الرمضاني وللأيام القادمة؟
بالنسبة لموسم رمضان 2015 كان برصيدي أربعة أعمال درامية تلفزيونية في الإعداد الموسيقي (بقعة ضوء 11- في ظروف غامضة – صرخة روح 3) وعمل سيعرض بعد رمضان مباشرة (فارس وخمس عوانس).
سينمائياً سأكون مساعد مخرج في مشروع دعم سينما الشباب بفيلم (بروفة شمس- لعبة رقم 1) من تأليف وإخراج زينب علي، إضافة إلى مشروعي الثاني السينمائي (اغتصاب الروح)
ومسرحياً أعمل على نصي المسرحي (غنوا للناس) مع جوقة الفرح الوسطى تحت إشراف الأب الياس زحلاوي كما ذكرت.
أما مشروعي المسرحي الثاني (فن تجهيز مسرحي) فهو بعنوان (بالون- لعبة رقم 2) وستكون أول تجربة عرض للعمل في خان أسعد باشا برفقة شريكتي زينب علي في فرقة (بروفة شمس).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن