سورية

كازاخستان تؤكد بحث وثيقة روسية لإنشاء «مناطق تهدئة».. ووفد المسلحين يعلن تعليق مشاركته شكلياً … «أستانا 4» بدأت بلقاءات ثنائية.. ووفد سورية يجري مباحثات مع نظيريه الروسي والإيراني ودي ميستورا

| وكالات

انطلقت اجتماعات «أستانا 4»، أمس، بلقاءات ثنائية بين الوفود المشاركة، من ضمنها لقاءات لوفد الجمهورية العربية السورية مع وفود الدول الحليفة والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وسط تأكيد الدولة المضيفة أن المشاركين سيبحثون وثيقة قدمتها روسيا بشأن إنشاء «مناطق تهدئة» في سورية، على حين برزت محاولة من وفد الميليشيات المسلحة لممارسة الضغوط على المشاركين عبر الإعلان شكلياً عن تعليق مشاركتها.
وكان لافتاً في الجولة الرابعة من اجتماعات «أستانا 4» رفع الولايات المتحدة لمستوى مشاركتها كدولة مراقبة، ذلك أن وفدها يترأسه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ستيوارت جونز، بعد أن كان تمثيلها في الجولات السابقة على مستوى سفيرها لدى كازاخستان.
والتقى وفد سورية برئاسة بشار الجعفري مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري، ومع الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرينتيف، وفق وكالة «سانا». كما التقى وفد سورية مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية الذي يشارك في الاجتماعات على رأس وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة.
وفي السياق التقى الوفد الروسي مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ودام اللقاء أكثر من ساعة في فندق ريكسوس، وفق ما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، الذي أشار إلى أن جونز أعرب عن أمله في نجاح المفاوضات حول سورية في أستانا.
ورداً على سؤال عما إذا كان قدومه إلى كازاخستان يعني بدء تعاون حقيقي بين موسكو وواشنطن في تسوية الأزمة السورية، قال جونز: إن وفد بلاده موجود في أستانا بصفة مراقب، ونوه بأنه يخطط في وقت لاحق من اليوم «الأربعاء» لإجراء مشاورات مع نظيره التركي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا سدات أونال، في حين قال مصدر في أحد الوفود المشاركة بعد وصوله إلى أستانا: «حضر الوفد الأميركي إلى هنا لكي يركز على قضية واحدة – الحد من التوتر»، وفق «روسيا اليوم».
وأكدت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن المشاركين في «أستانا 4» سيبحثون وثيقة قدمتها روسيا بشأن إنشاء «مناطق تهدئة» في سورية، وهو أول تأكيد رسمي لوجود مثل هذا الاقتراح الروسي.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مدير قسم دول آسيا وإفريقيا في الخارجية الكازاخستانية أيدار بك توماتوف قوله: «نعم، يجري حالياً بحث هذه الوثيقة حول المناطق». وتابع قائلاً: «إذا توصلت الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سورية إلى توافق بشأن الوثيقة الروسية ووقعت عليها، فسيكون تنفيذها على دمشق والمعارضة تحصيل حاصل».
كما أكد الدبلوماسي الكازاخستاني أن وفد «المعارضة المسلحة» يضم 19 شخصاً، بينهم ممثل عن ميليشيا «حركة أحرار الشام»، ويترأسه ممثل ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر في أحد الوفود المشاركة، توقعه بحدوث «قفزة» إلى الأمام، بفضل المبادرة الروسية الخاصة بإنشاء مناطق تهدئة.
وأعلن دي ميستورا أنه سيجري خلال اليوم الأول للاجتماعات لقاءات ثنائية مع مختلف الوفود المشاركة حول تثبيت وقف الأعمال القتالية في سورية، بعد أن أكدت الخارجية الكازاخستانية الثلاثاء أن جميع الوفود أكدت مشاركتها بمن فيهم ممثلو ما يسمى «المعارضة المسلحة».
وبحث دي ميستورا مع رئيس الوفد الإيراني آخر التطورات في سورية وتبادل معه وجهات النظر بشأن مستجدات محادثات أستانا.
وأكد جابري أنصاري ضرورة الإسراع في تسوية الأزمة في سورية، مشدداً على أهمية أداء منظمة الأمم المتحدة وسائر الشركاء في عملية أستانا دورهم بفاعلية وجدية ومسؤولية من أجل تحقيق هذا الهدف.
في الأثناء أعلن مصدر مطلع على أحداث اجتماع «أستانا 4» أن ممثلي التنظيمات الإرهابية أوقفوا مشاركتهم في الاجتماع. وقال المصدر في تصريح له أمس، وفق ما نقلت وكالة «سانا»: إن «ممثلي المعارضة المسلحة وجهوا مذكرة إلى المشاركين الآخرين في المحادثات حول انسحابهم منها»، في حين ذكرت وكالة «أ ف ب» نقلاً عن مصدر في وفد «المعارضة المسلحة»، أن «هذه الفصائل قامت بتعليق مشاركتها في الجلسات.
وفي السياق قال مصدر في وفد الميليشيات المسلحة وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك»، رداً على سؤال: إن كان صحيحاً نبأ تعليقهم المشاركة: «نعم صحيح، بعد تقديمنا للمذكرة إلى حين الالتزام الكامل بوقف القصف»، في إشارة إلى أن وفد الميليشيات قدم المذكرة إلى الدول الضامنة لمسار أستانا وهي روسيا، إيران، تركيا وتضمنت عدة بنود من بينها «التزامها باتفاق الهدنة الموقع بتاريخ 30 كانون الأول 2016، بضمانة تركية روسية»، مطالبة «بمعالجة خروقات النظام لهذه الاتفاقية». وطالبت المذكرة بـ«الانسحاب من وادي بردى وحي الوعر والمعضمية والزبداني».
بدوره أعلن دي ميستورا أنه لا علم له بتعليق مشاركة «المعارضة المسلحة»، وقال بحسب «سانا»: «إنني لا أعلم شيئاً عن ذلك»، مضيفاً: «إننا نواصل المحادثات ونلتقي مع الجميع، في حين توقع توماتوف، وفق ما نقلت «روسيا اليوم» بأن «يستأنف وفد المعارضة المسلحة مشاركته في المفاوضات غدا الخميس (اليوم)». وأوضح أن مغادرة أعضاء الوفد لمقر انعقاد المفاوضات «يرتبط بانتهاء جدول لقاءاتهم اليوم (أمس)»، ونفى «تقديم الوفد لأي شروط مسبقة بعد قدومه إلى أستانا».
ورغم إعلانه عن تعليق المشاركة، واصل وفد الميليشيات المسلحة لقاءاته، حيث أكد دي ميستورا تحقيق تقدم ملحوظ، في تصريح له للصحفيين، بعد لقاء جمعه مع وفد الميليشيات. وذكر المبعوث الأممي أنه يخطط لعقد لقاء آخر مع الوفد في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي مساء الأربعاء، بحسب «روسيا اليوم».
وبعد الاجتماع مع دي ميستورا، واصل وفد الميليشيات لقاءاته في مقر انعقاد الاجماعات، وأجرى مشاورات مع الوفد الأميركي.
واستضافت العاصمة الكازاخية ثلاثة اجتماعات حول الأزمة في سورية في وقت سابق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن