رياضة

غياب الهداف في الدوري… مشكلة مزمنة … المدربون يتهربون من الحل فأين الدواء؟

| ناصر النجار

الدوري السوري الممتاز الذي أنهى مرحلة الذهاب باستثناء بعض المباريات المؤجلة غاب عنه الهدافون وضعفت نسبة التسجيل في المباريات وبين الفرق، لدرجة بتنا نتساءل عن السبب وعن العلاج، فهل الصبغة الوراثية للهداف انعدمت، أم إن المدربين غير قادرين على صنع الهداف؟
وهذا الأمر انعكس على الحالة الهجومية لفرقنا الكبيرة فوجدناها مقلة في التسجيل محلياً وخارجياً، كما انعكس بشكل ما على منتخباتنا الوطنية التي خلت من الهدافين القادرين على إحداث الفارق في المباريات.
والشهية التهديفية انعدمت بشكل كبير، ففضلاً عن غياب الهداف المؤثر فإن أساليب اللعب باتت خالية من الحلول لإيجاد البدائل عن الهداف الغائب، كما إن انتهاج الأسلوب الدفاعي المقيت لدى بعض الفرق بسبب تفاوت المستوى بينها وبين الفرق الكبيرة ساهم إلى درجة كبيرة بتضاؤل الفاعلية الهجومية لدرجة أن نتائج المباريات خلت من الأرقام الكبيرة كدليل على ضعف الفاعلية الهجومية والاكتفاء بهدف (والنوم عليه)!
فليست مشكلة الكرة السورية تقتصر على غياب الهداف فقط، بل على الأسلوب المتبع في المباريات وأغلبه مبني على الخوف والحذر.

سلبيات متعددة
المدربون في فرق الرجال يبحثون عن لاعب هداف «بسراج وفتيلة» ويصطدمون دوماً بعوائق كثيرة لندرة وجود الهداف وتأتي الحلول الإسعافية عبر رفع مستوى الأداء الجماعي في الحالة الهجومية ليكون التسجيل من نصيب أي لاعب ينكشف المرمى أمامه، لكننا نصطدم بهذه الحالة أيضاً فأغلب اللاعبين مهرة في إضاعة الفرص المتاحة السهلة، فأين الحل؟
في الحالة العامة لاحظنا العديد من السلبيات في الأداء العام للفرق وأولى هذه السلبيات كان بعدم استغلال الكرات الثابتة، فتنفيذها ما زال دون المستوى المأمول وخصوصاً الركلات المباشرة أو الركلات الركنية التي ممكن أن تشكل خطراً مباشراً في حال تنفيذها الجيد والمتقن، وثانيتها: التسديد البعيد على المرمى، وهذا الأمر غائب تماماً عن المباريات وكأنه من منسيات كرة القدم وإن تم هذا التسديد فهو مصادفة وعشوائي.
الأمر الثالث وهو مهم: فشل كل المحاولات في اختراق الدفاع الحصين، فأي فريق يحسن إغلاق منطقته الدفاعية قادر على وقف أكبر فريق في الدوري، وهذا ما رأيناه في المباريات التي انتهجت بعض الفرق الأسلوب الدفاعي، ولم يتكسر الطوق الدفاعي فيها إلا بسبب خطأ دفاعي لا بسبب نجاعة هجومية.
البناء المتصدع
كل ما سبق يقودنا إلى أن البناء المتصدع لكرتنا هو سبب ذلك، وهو لا شك فيه، فاعتماد أنديتنا على اللاعب الجاهز جعل من البناء الكروي متصدعاً بعد أن تم إهمال فئتي الشباب والناشئين لذلك ألا نستغرب فريقاً مثل الاتحاد والوحدة يستعينان بمجموعة كبيرة من اللاعبين من خارج نادييهما، وها هم لاعبو الاتحاد على سبيل المثال موزعون بين نادي الحرية ونادي الحرفيين وبقية الأندية السورية، مع العلم أن اللاعبين أو بعضهم الذين يلعبون خارج نادي الاتحاد هم أفضل ممن تعاقد معهم النادي.. فإهمال الفئات العمرية يؤدي إلى عدم ضخ جيل جديد موهوب بالكرة السورية، وهذا يقودنا إلى أن كل المدارس الكروية والأكاديميات وما في حكمها ليست إلا مدارس تجارية غايتها الربح المادي لأن هذه المدارس لم تنتج لنا الجيل الكروي الذي ننتظره.
الفرق الموسمية
الفرق الرديفة في الدوري لا تشتغل في البناء الكروي الصحيح، وهذه الفرق تشغل مساحات دوري الدرجتين الأولى والثانية، اعتماد هذه الفرق على اللاعبين الذين لا يجدون مكاناً لهم في الدرجة الممتازة لذلك نسميها الفرق الموسمية لأنها لا تهتم بكرة القدم بالشكل الصحيح ووجودها مقتصر على وجود المباريات ضغطاً للنفقات.
ولا أدل على ذلك إلا انسحابها من كأس الجمهورية، لأن هذه المسابقة بدأت مع نهاية موسمها الكروي، فانسحب على سبيل المثال اليرموك والبريقة والكسوة وحبل هذه الانسحابات على الجرار, والمفترض أن تشكل هذه الأندية قاعدة كروية إضافية تكون رديفاً للدوري الممتاز بكل شيء.

أرقام من الدوري
فرق المقدمة التي تنافس على بطولة الدوري جاءت حصيلتها من الأهداف متفاوتة وأكثرها سجل 1.5 هدف في المباراة الواحدة وهي نسبة ضئيلة، فالاتحاد سجل 22 هدفاً، أربعة منها من جزاء، وتشرين له عشرون هدفاً خمسة منها من ركلات الجزاء، الوحدة سجل 20 في 13 مباراة، والشرطة 18 هدفاً وحطين 17 هدفاً وأقلها الجيش 14 هدفاً في 11 مباراة.
أهداف الوحدة سجلها أحد عشر لاعباً، وأهداف تشرين سجلها عشرة لاعبين وثمانية لاعبين سجلوا أهداف حطين وسبعة سجلوا أهداف الاتحاد، وستة لاعبين سجلوا أهداف الجيش والشرطة.

هدافو الدوري
يتصدر قائمة هدافي الدوري كل من أحمد الأسعد «الشرطة» ونصوح نكدلي «الاتحاد» بثمانية أهداف ثم باسل مصطفى من تشرين وأسامة أومري من الوحدة بسبعة أهداف، يليهم محمد الواكد (الجيش) ورأفت مهتدي (الاتحاد) وياسر إبراهيم (الشرطة) ولكل واحد منهم ستة أهداف.
ولا شك أن ركلات الجزاء كان لها دور كبير في تنصيب الهدافين ولو حذفنا ركلات الجزاء لصار ترتيب الهدافين على الشكل التالي:
يتصدر القائمة أحمد الأسعد (الشرطة) وله سبعة أهداف يليه كل من: رأفت مهتدي (الاتحاد) ياسر إبراهيم (الشرطة) ولكل منهما ستة أهداف، ثم أسامة أومري (الوحدة) بخمسة أهداف ونصوح نكدلي (الاتحاد) بأربعة أهداف وأخيراً باسل مصطفى من تشرين بهدفين فقط.
القراءة هذه وما فيها من أرقام هي برسم المدربين وإدارات الأندية، فهل يمكن تصحيح شيء قبل انطلاق الإياب؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن