الأولى

حرب جديدة مرتقبة بين «تحرير الشام» و«الأحرار» في إدلب.. وموسكو: «خفض التوتر» مستقر .. الجيش يطرد إرهابيين من مناطق في ريفي حمص وحماة وشرقي العاصمة

| إدلب – دمشق – الوطن

على وقع احتفالاته بذكرى عيد الشهداء، واصل الجيش العربي السوري تقدمه على حساب التنظيمات الإرهابية في شرقي دمشق وريفي حماة وحمص، في وقت تجري الاستعدادات بين الميليشيات المكونة لكل من «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«هيئة تحرير الشام»، لمنازلة جديدة منتظرة في محافظة إدلب بهدف توسيع قاعدتهما «الجهادية» وجذب ميليشيات جديدة لتنضم لهما على غرار المعارك التي دارت مطلع العام الجاري، وسط أنباء عن استعدادات يجريها تنظيما جبهة النصرة وداعش الإرهابيان لمحاولة تقويض تنفيذ مذكرة «تخفيض التوتر».
وبسط الجيش أمس سيطرته الكاملة على قرية الزلاقيات، شمال مدينة محردة بريف حماة الشمالي، على حساب «هيئة تحرير الشام» التي تقودها جبهة النصرة الإرهابية، فيما ذكر مصدر عسكري في ريف حمص الشرقي لـ«الوطن» أن الجيش سيطر بالكامل على مرتفع الرجم العالي شمال سلسلة جبال الشومرية الواقعة بريف بلدة جب الجراح بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش الإرهابي.
وفي حي القابون شرق العاصمة، نقلت صفحات على «فيسبوك» عن مصدر ميداني قوله: إن «الجيش السوري يتقدم في المحور الجنوبي الشرقي لحي القابون ويثبت نقاطه في عدة كتل أبنية جديدة»، لافتاً إلى أن «إرهابيين من جبهة النصرة وفيلق الرحمن يقدر عددهم بـ300 يطلبون مغادرة القابون باتجاه الغوطة الشرقية».
وفي وقت لاحق ليل أمس نفت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها «صحة ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن وقوع اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة السورية المسلحة في محافظة حماة بعد دخول مذكرة مناطق تخفيف التصعيد حيز التنفيذ»، وأضافت: «حتى نهاية الساعات الـ24 الأولى من بدء مفعول مذكرة إنشاء مناطق تخفيف التصعيد، تقيم جميع الأطراف المتصارعة الوضع (في سورية) بأنه مستقر».
إلى إدلب، فقد ظهرت أولى تجليات المعركة المقبلة، بحسب مراقبين لـ«الوطن»، بهجوم شنته «الأحرار» على مواقع في بلدة بابسقا شمال إدلب، تابعة لميليشيا «جيش الإسلام» التي انضمت إليها من دون تنفيذ شروط البيعة نهاية كانون الأول الفائت خلال المعارك التي دارت مع «النصرة» وأفضت إلى تشكيل الأخيرة «هيئة تحرير الشام».
وعلى الرغم من نفي «الأحرار» خبر الهجوم إلا أن مصادر أهلية أكدت لـ«الوطن» أن «الأحرار» سيطرت على مقرات «جيش الإسلام»، الذي اقتحم مقرات لها في الغوطة الشرقية أخيراً، وبسبب رفضه المشاركة في الهجوم على مقرات «فيلق الشام» أبرز مكونات «تحرير الشام» في البلدة، وأوضحت أن الطرفين استقدما تعزيزات إلى المنطقة وجوارها استعداداً لحسم المعركة.
وأشارت المصادر إلى أن المعركة الفاصلة ستدور رحاها في معبر باب الهوى الحدودي والذي زجت فيه «الأحرار» بأفضل ألويتها لمنع تقدم «فيلق الشام» وحليفته «النصرة» إليه بعد حشودهما قرب بلدة سرمدا والدانا المجاورتين، فيما ربط المراقبون بين ما يدور على الأرض في إدلب، وبين مواقف الدول الداعمة للميليشيات من اتفاق المناطق «منخفضة التصعيد» الذي دخل حيز التنفيذ منتصف الليلة قبل الماضية، وضمنته تركيا راعية «الأحرار»، في حين تعمل السعودية وقطر عبر حلفائهما في «تحرير الشام» على تقويضه ومنع تطبيق بنوده خشية تشكيل تحالف جديد مهمته محاربة الميليشيات «القاعدية» التي تتهم «الأحرار» بأنها وراء هزائمها في ريف حماة الشمالي، وبأنها من تزود المقاتلات الروسية وطائرات «تحالف واشنطن» بإحداثيات مواقعها في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن