رياضة

اللاروخا قال كلمته والتانغو تواصلت خيباته…59 هدفاً و7 حمراوات و7 ركلات جزاء

محمود قرقورا : 

أسدل الستار فجر الأحد على النسخة الرابعة والأربعين من مسابقة كوبا أميركا، وقلنا في عدد أمس إن الجميع خرج خاسراً من البطولة باستثناء تشيلي، وجميع النجوم خرجوا بخفي حنين إلا النزر اليسير المخصوصين بلاعبي تشيلي، والبسمة الأرجنتينية الوحيدة في البطولة المدرب سامباولي صانع الحدث إنما مع منتخب تشيلي.
العالم كله كان يترقب ما سيفعله ليونيل ميسي في مباراة التتويج التي تعني الكثير لسجله الشخصي، ولكن المباراة تندرج في إطار الخيبات على صعيد المنتخب وكأن النجوم العظام مكتوب عليهم عدم الفوز بلقب البطولة، فبيليه ومارادونا أخفقا من قبل وها هو ميسي يعزف على الوتر ذاته، ومن شدة حزنه رفض ليونيل تسلم جائزة كأس أفضل لاعب والسبب ببساطة أنه كان ينشد التتويج باللقب الجماعي، فمثل ميسي أشبع ألقاباً على الصعيد الفردي لدرجة أن خزائنه لا مكان فيها، وهو يعلم علم اليقين أن عودة الكرة الذهبية إلى خزائنه مسألة وقت، ذلك أن ألقابه مع برشلونة تشفع له وتجعل كل المنافسين مستسلمين.

لا أحد يشك أن منتخب التشيلي يستحق اللقب لكن لا أحد يستطيع القول إن المنتخب الأرجنتيني يستحق أن يكون الطرف المهزوم، فركلات الترجيح لا أحد ينجو من مقصلة عذابها ومرارة علقمها، وبالعودة إلى مباريات المنتخب المستضيف نجد أن مستواه كان في ارتفاع بغض النظر عن ضعف المنتخبات التي واجهها لكن عندما فرض عليه منازلة المنتخب الأقوى كان قوي الشكيمة حاضر الذهن والبديهة، وكرة القدم تعطي من يعطيها وتخلص لمن يخلص لها، والمباريات التتويجية تلعب على جزئيات صغيرة، ونجوم المنتخب الأرجنتيني الكثر لم يستطع أي منهم صنع الفارق، وبدا للقاصي والداني أن صاحب الأرض والجمهور كان مستعداً لكل الحلول، وبدا للمحب والكاره أن المنتخب المستضيف لن يفرط بفرصته للفوز باللقب قد لا يجود الزمان بمثلها، وبدا للصغير والكبير أن عناصر المنتخب التشيلياني الحالية تستحق اعتلاء منصات التتويج، وفي الآن ذاته أيقن الجميع أن هناك عائقاً بين المنتخب الأرجنتيني والألقاب الكبرى رغم الدخول مرشحاً بحكم العادة.
الحديث عن كوبا أميركا انتهى لكن ردود الأفعال والتقييمات الإجمالية لا تنتهي، وبدورنا في صحيفة «الوطن» سنقفل الملف بأرقام ستبقى في الذاكرة وأولها بالطبع عن ليونيل ميسي.

1080 دقيقة
من يصدق أن ليونيل ميسي لم يسجل سوى هدف واحد في آخر 1080 دقيقة لعبها في البطولة، وتحديداً منذ أن سجل بمرمى المكسيك في نصف نهائي 2007 في الدقيقة 60 ومن بعدها لعب أمام البرازيل في نهائي البطولة تلك ثم أمام بوليفيا وكولومبيا وكوستاريكا والأورغواي في نسخة 2011 دون تسجيل، وفي هذه البطولة لعب أمام البارغواي والأورغواي وجامايكا وكولومبيا ثم البارغواي وتشيلي واكتفى بهدف هو الوحيد له في آخر 11 مباراة وجاء من علامة الجزاء.

الأهداف
شهدت مباريات البطولة الست والعشرون تسجيل 59 هدفاً بمعدل 2.3% وهذه النسبة ليست الأدنى وليست الأعلى، ووفق النظام الحالي للمسابقة نجد أن بطولة 2007 كانت الأغزر بـ86 هدفاً، وفي إجمالي البطولات نجد أن بطولة 1949 كانت الأكثر تهديفاً بـ135 هدفاً.
المنتخب التشيلياني كان الأقوى هجوماً بثلاثة عشر هدفاً، ووحدة منتخب جامايكا لم يصل إلى شباك الخصوم، بينما المنتخب الكولومبي كان الأقوى دفاعاً بتلقيه هدفاً واحداً، وبشكل مفاجئ انحدر منتخب البارغواي من المنتخبات المتينة دفاعاً إلى الدفاع الأسوأ بتلقيه اثني عشر هدفاً، ثمانية منها من المنتخب الأرجنتيني.
في سياق متصل يلفت النظر أن منتخب كولومبيا الذي أبهر قبل عام في المونديال سجل هدفاً واحداً فقط، ويلفت النظر أيضاً أن منتخب الأورغواي سجل هدفين فقط خلال أربع مباريات وكأن غياب لويس سواريز يشكل طامة كبرى عند السيلستي كما هو الحال عندما يغيب نيمار عن منتخب السامبا.
وتوّج التشيلياني فارغاس والبيروفي غيريرو هدافين للبطولة برصيد أربعة أهداف، وسجل ثلاثة أهداف كل من فيدال وأغويرو وباريوس.
وشهدت البطولة احتساب سبع ركلات جزاء ضاعت واحدة وترجمت ست وصاحب الحظ التعيس هو الإكوادوري إينر فالنسيا أمام بوليفيا، بينما سجل البوليفي مورينو على الإكوادور والمكسيكي خيمينيز على الإكوادور أيضاً وميسي على البارغواي والتشيلياني فيدال على الإكوادور والمكسيك والبارغوياني غونزالس على البرازيل.

تتويج المضيف
بتتويج تشيلي يكون صاحب الأرض قد فاز باللقب 21 مرة مقابل 20 مرة للضيوف مع الأخذ بعين الاعتبار أن ثلاثاً من البطولات الأربع والأربعين لم تكن استضافتها بعهدة أي من المنتخبات، وبتتويج تشيلي مع عقلية أرجنتينية يكون المدربون الأجانب قد حازوا اللقب ثلاث مرات عبر تاريخ المسابقة بعد 1939 و1963 وبفوزها تضع تشيلي حداً للخصام مع اللقب وخصوصاً عندما تستضيف البطولة، حيث سبق لها استضافة الحدث ست مرات سابقة كانت كلها للنسيان.

ركلات الترجيح
حضرت ركلات الترجيح 21 مرة في تاريخ المسابقة بما فيها المباراة النهائية، وفي المباريات النهائية تحديداً حضرت للمرة الثالثة بعد 1995 و2004 وبالعودة إلى هذه الطريقة في حسم التعادلات نجد أن منتخب الأرجنتين هو الوحيد الذي خسر النهائي مرتين، كما أن الأرجنتين خسرت أربع مرات إلى جوار البرازيل والأورغواي مع فارق أن الأرجنتين فازت ثلاث مرات مقابل أربع مرات فازت بها البرازيل والأورغواي، وفي هذه البطولة تحديداً حضرت ركلات الترجيح ثلاث مرات ليبقى الرقم القياسي خلال بطولة 1995 بأربع مرات.

بطاقات
أشهرت البطاقة الصفراء 125 مرة بينما أشهرت البطاقة الحمراء 7 مرات بحق التشيلياني ماتياس فرنانديز في المباراة الافتتاحية والبرازيلي نيمار والكولومبي باكا في مباراة المنتخبين والفنزويلي أموربيتا أمام البيرو والأورغويانيين كافاني وفوسيلي أمام تشيلي والبيروفي زامبرانو أمام تشيلي، ولا ننسى أن ثلاثة مدربين تعرضوا للطرد وهم الأرجنتيني مارتينو أمام الأورغواي في الدقيقة 31 والأورغوياني تاباريز أمام تشيلي في الدقيقة 93 والمكسيكي هيريرا أمام الإكوادور في الدقيقة 70، والحالة الأهم العقوبة التي فرضتها لجنة الانضباط بحق التشيلياني غونزالو خارا أمام الأورغواي.

جوائز
تقاسم لقب الهداف كما قلنا غيريرو وفارغاس بينما ذهب اللقب لفارغاس الأكثر فاعلية، واختير منتخب البيرو الأنظف سلوكاً والحارس التشيلياني برافو أفضل حارس والكولومبي موريليو أفضل لاعب صاعد، ويحسب لغيريرو مهاجم منتخب البيرو أنه الوحيد الذي سجل الهاتريك، وفاز بلقب الهداف للنسخة الثانية على التوالي ليكون خامس لاعب عبر التاريخ يفوز بلقب الهداف خلال أكثر من نسخة، حيث سبقه الأورغوياني رومانو 1917 و1920 ومواطنه بيتروني 1923 و1924 و1927 والأرجنتيني ماسانتونيو 1935 و1942 والأرجنتيني باتيستوتا 1991 و1995 وتاريخياً معروفٌ أن البرازيلي زيزينو والأرجنتيني مينديز هما الهدافان التاريخيان برصيد سبعة عشر هدفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن