ثقافة وفن

عتبت على نقابة الفنانين وشكت إبعادها عن الأضواء … الوداع الأخير لنجاح حفيظ دون مشاركة الوسط الفني الذي نسي رحيلها أو تناسى!

| وائل العدس- «ت: طارق السعدوني

شاء القدر أن ينهي حياة قامة فنية من زمن العمالقة، كانت مثالاً للفنانة صاحبة الموهبة الحقيقية التي فرضت موهبتها على الجميع.
إنها نجاح حفيظ صاحبة الأدوار الخالدة، من جيل الزمن الذهبي، الذي كان يفرض فيه الشخص نفسه بالموهبة، فاشتهرت بشخصية «فطوم حيص بيص» التي ظلت محفورة في ذاكرة المشاهد السوري والعربي.
الفتاة الجميلة التي وقفت أمام عدسات المخرجين وهي في سن التاسعة عشرة من العمر وهي ابنة الحي الدمشقي العريق الصالحية، وكانت من مؤسسي السينما السورية ولها بصماتها بالسينما العربية وكذلك الدراما والمسرح.
فقد توفيت ظهر السبت الماضي إثر نوبة قلبية، حيث بقيت في مستشفى ابن النفيس أربعة أيام قبل أن تفارق الحياة عن عمر 76 عاماً، وتمت الصلاة على جثمانها الطاهر عقب صلاة ظهر أمس في جامع الإيمان، ثم ووريت الثرى في مقبرة زين العابدين بحي المهاجرين.

مشاركات واسعة

قدمت الراحلة شخصية الأم بشكل لا يضاهيه أحد واستطاعت أن تبكي الكثيرين بمواقف درامية أدتها بصدق، كما أنها بالقدر نفسه زرعت الابتسامة عبر عدد من الشخصيات في أعمال كوميدية لتكون من سيدات الكوميديا والدراما في الفن السوري.
كانت بداية الفنانة الراحلة في ستينيات القرن الماضي عبر الشاشة الذهبية، وشهدت فترة السبعينيات تألقها الفني من خلال تجسيدها لشخصية «فطوم حيص بيص» في مسلسل «صح النوم» بجزأيه عام 1974، ورباعية «ملح وسكر»، حيث فتح لها هذا الدور أبواب الشهرة عربياً ورسخ أقدامها ممثلة كوميدية قديرة.
وقدمت أفلاماً عديدة، شاركت في أغلب أفلام الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي مثل «اللص الظريف» 1986، «خياط للسيدات» 1969، «الثعلب» و«امرأة تسكن وحدها» 1971، «غوار جيمس بوند» و«صح النوم» 1974، «العندليب» و«عندما تغيب الزوجات» 1975، إضافة إلى أفلام أخرى منها «رحلة عذاب» 1972، «شقة للحب» 1973، «غراميات خاصة» و«فاتنة الصحراء» 1974، «زواج على الطريقة المحلية» 1978، «سواقة التاكسي» و«ضياع في عيون خائبة» 1989.
وفي مسيرة حفيظ مع شاشة التلفزيون عشرات الأعمال الدرامية التلفزيونية ومن أهم مسلسلاتها: «فوزية» عام 1977، «تجارب عائلية» 1981، «لك يا شام» و«شجرة النارنج» 1989، «هجرة القلوب إلى القلوب» 1990، «البديل» و«بسمة الحزن» و«درب التبان» 1992، و«نهاية رجل شجاع» 1994، «أهلا حماتي» و«المحكوم» 1996، «اللحظة الأخيرة» 1996، «الفراري» 1997، «رقصة الحبارى» 1999، «الخوالي» و«أنت عمري» 2000، «عش المجانين» 2001، «الهروب إلى القمة» و«أبو المفهومية» 2003، «مرزوق على جميع الجبهات» 2004، «حاجز الصمت» 2005، «الخط الأحمر» و«ليل ورجال» 2008، «آخر أيام الحب» و«هدوء نسبي» 2009، «الخبز الحرام» و«البقعة السوداء» 2010، «أيام الدراسة» 2011، أما آخر عمل شاركت فيه فيعود إلى ما قبل أربع سنوات وتحديداً موسم 2013 وهو مسلسل «فتت لعبت».
ولها مشاركاتها الواسعة في التمثيليات الإذاعية وأشهرها مسلسل «حكم العدالة».

من المسؤول؟

في لقاءاتها الأخيرة، كانت الراحلة تشكو دوماً تغييبها عن الأضواء بقصد أو من دون قصد، حيث توجهت لنقابة الفنانين قبل عامين فتساءلت: «هل الشللية أعمت القيمين على هذه النقابة من السؤال وتقديم الأعمال الفنية لمن كانوا سبباً في وجودهم اليوم خلف مكاتبهم الفخمة؟ أم إن الشللية والمحسوبيات هي صاحبة الحظ الأوفر؟».
وخلال لقاء مع «الوطن» عام 2015: قالت إنها تستغرب استبعادها عن الدراما السورية. أنا نفسي أطرح السؤال وأتعجب أهكذا يتم استبعادي من الساحة الفنيّة؟! هل هذه مكافأتي بعد كل هذا التاريخ في بناء الدراما السورية؟! أنا لا أجد جواباً شافياً في هذه المسألة؟!، فمنذ أكثر من سبع سنوات لم يتسنّ لي تقديم نفسي في دور أستحقه كما يجب، وسنة بعد سنة أجد نجاح حفيظ وحيدة في منزلها على الرغم من رؤيتي لأعمال درامية سورية ناجحة، وبالرغم من قراءتي للأخبار الفنية عن انطلاق تصوير للمسلسل الفلاني والانتهاء من عمليات تصوير آخر. أنا التي لقبتني إحدى الصحف اللبنانية بالجوكر سابقاً لأني أجيد كل الأدوار على صعوبتها وتنوعها، على حين تم تنميطي في أعمالي الأخيرة في الدراما السوريّة فقط بقالب الأم المسحوقة، الحزينة، كثيرة الندب والبكاء.
وتابعت: «في الحقيقة الموضوع آلمني كثيراً، فأنا لا أعلم ما سبب هذا التجاهل، فمنذ سنوات وسنوات لم أعمل حتى في الدراما الإذاعية أيضاً، حيث إنني أنتمي إذاعياً للرعيل القديم الذي قدم العديد من البرامج والمسلسلات الإذاعية المفيدة، التي لامست هموم وقضايا الأسرة السورية، وما يزعجني أكثر هو وجود أشخاص يعملون في الوسط الفني الإذاعي والتلفزيوني غير نقابيين ولا يستحقون أن يأخذوا مكان من مهد لهذا التاريخ وهذا العطاء».
وختمت: «ما أزعجني أكثر أنه في الآونة الأخيرة؛ وبعد تواصل بعض الزملاء الفنانين معي بدأت أكتشف أن هناك من يروج بصيغة لم أدرك غايتها حتى الآن؛ وهي أنني مسافرة وغير موجودة في البلد، أو بأنّني مريضة وغير قادرة على العمل، ومن هذا المنبر أودّ أن أقول بأنّني لم أهاجر أو أسافر مطلقاً طوال سنوات الأزمة وما زلت في وطني الذي أحب ولن أتنفس إلا هواءه، وأنا بصحة جيدة ولم أتعرض لأيّ وعكة صحيّة أعاقتني عن مهنتي، وما يروج في ذلك غير صحيح، وفي غير مكانه حكماً».
وأبدت امتعاضها من الأدوار التي تعرض عليها، مشيرةً إلى أن كثيرين من المنتجين ينتظرون الفنان ليطلب منهم العمل، وعبرت بابتسامة ساخرة عن رفضها لذلك ولو جلست في المنزل طوال حياتها. وأكدت رفضها لأي عرض لا يلبي ذائقة المشاهد مهما طال الغياب.
الراحلة قالت بحزن: «أعتبر نفسي مظلومة كممثلة، أما على صعيد الشهرة ومحبة الجماهير، فأنا معروفة ومحبوبة ليس فقط في سورية بل بالوطن العربي كله، كما أحزن عندما أسمع من المحبين جملة أين أنت اليوم في الشاشة؟ لماذا لم نعد نراك؟».

حيص بيص

نجاح حفيظ التي انتسبت إلى نقابة الفنانين عام 1967، جسدت في مسلسل «صح النوم» دور (فطوم حيص بيص) صاحبة الفندق، وهي تظهر فتاة جميلة، بريئة وساذجة، تعشق حسني البورظان، في حين الآخرون، وخصوصاً غوار الطوشة، يخطبون ودها دون جدوى، ورغم ظهورها في أعمال درامية لاحقة، إذ جسدت أدوار الأم الحنون، صاحبة الدموع السخية، لكن المشاهد لم يستطع النأي بنفسه عن عقد مقارنة بين تلك الشخصية والشخصيات اللاحقة، فقد بقيت تلك الشخصية طاغية، حتى غدت مقياساً.
تقول عن الشخصية في أحد لقاءاتها قبل ست سنوات: «أنا إلى الآن أفتقدها، ويسعدني جداً مناداتي بـ«فطوم»، فهو نجاح فوق نجاح حفيظ، كنت أعمل لمجرد التمثيل وليس للمادة، فالشخصية دخلت إلى قلوب الناس ولم تكن تمثل أبداً، كانت صادقة إلى أبعد الحدود، كنت في سن التاسعة عشرة من العمر.
وأضافت في لقاء آخر عام 2010: «تلك الشخصية كان لها عزوتها الفنية وتم نسيانها حتى ظهور الفضائيات التي أعادت لها ألقها»، مؤكدة أن «الشخصية عزيزة على قلبها لأنها جعلت الناس يحبونها ومن خوفها عليها كانت ترفض أن تؤديها ما لم يكن النص الدرامي مكتوبا أساساً لتلك الشخصية، إذ إن الفنان الراحل نهاد قلعي رسم ملامحها بحساسية عالية باتت اليوم مفقودة»، وذكرت أنها ما زالت تعاني أثر تلك الشخصية فيها كفنانة تريد أن تقول شيئاً جديداً غير الذي قالته تلك الشخصية سابقاً.
من رشحك إلى دور فطوم؟ تجيب: «المخرج خلدون المالح هو من رشحني إلى هذا الدور وكان مرشحاً للفنانة منى واصف، ولكنها كانت تكبرني بخمسة عشر عاماً، وكان كل همي هو الالتزام والعمل من كل قلبي».

بنت الشام

بعد تجسيدها شخصية «أم جواد» في الخوالي، قالت بنت الشام: «أعتبر أنني أقدر على تأدية أدوار البيئة الشامية وخاصة أنني بنت الصالحية لكن المفاجئ في مسلسلات البيئة هو المبالغة في الأداء، فأنا ما زلت أتذكر حتى الآن العادات الشامية القديمة والهدوء والاتزان الذي تمتعت به نساء ذلك الزمان والحياء الكبير الذي اتصفن به وذلك على نقيض ما نراه في مسلسلات اليوم».
وأضافت: «أنا ابنة دمشق، أعرف تفاصيل الحياة في دمشق القديمة وعاداتها وتقاليدها وقصصها، والمنزل الذي كان يعيش فيه أفراد أسرة «طوق البنات» الحقيقيون لا يبتعد عن بيتي خطوات، ومع هذا لا مخرج ولا كاتب ولا مؤلف ولا زميل ولا نقابة الفنانين يطرقون بابي ويسألون عن صحتي أو إسداء أي دور لي، بل فوجئت من الزملاء أنهم قالوا لي نعلم أنك خارج سورية، هكذا يروجون عني، أحب أن أقول أنا دمشقية ولن أترك بيتي ومدينتي ما دمت أتنفس الهواء».

أم الشهيد

أثرت حفيظ في الملايين عندما أدت دور الأم التي تبكي ابنها الشهيد في مسلسل «البقعة السوداء»، عندها علقت: «أقوم بدور الأم، وأنا لم أرزق بطفل خلال زواجي، وأعتبر أي طفل هو ابني، وحقيقة أعيش دور الأم وأشعر بأنني أعيش مع عائلتي، وأعاملهم كأنني الأم الحقيقية لهم، وأؤدي تفاصيل حياة الأم المحبة لأبنائها، ولذلك كانت علاقتي تستمر معهم فترات طويلة، والقصد من التفاني بهذا الدور أن أكون قدوة لكل أم لأنني أكون ضيفة على بيوت الوطن العربي بكامله وليس فقط الأسرة السورية، وأنا لا أقبل أدوار الشر، ببساطة لأني لا أريد لهذه الأم أو هذا الطفل أن يفكر ولو للحظة أنني امرأة جبارة قوية».

بين الماضي والحاضر

تعقد حفيظ مقارنة بين طبيعة الفن في الماضي، وبين طبيعته اليوم، فتقول: «في الماضي كان الفنان يجتهد، ويحارب وسط صعوبات فنية واجتماعية، ويعمل سنوات حتى يحقق الشهرة التي تقدم اليوم للممثل على طبق من ذهب، من دون أي جهود، فالفضائيات اليوم في وسعها أن تلمع فناناً مغموراً، عديم الموهبة وتتجاهل في الآن ذاته فناناً آخر يتمتع بطاقات وقدرات تمثيلية رفيعة المستوى، لافتة إلى أن هذه التكنولوجيا الفضائية هي نعمة ونقمة في آن واحد، فهي تتيح للممثل حضوراً جماهيرياً واسعاً على عكس الماضي، وأنا لا أزعم أن شهرة كل الفنانين زائفة، بل هناك من يستحق هذا الانتشار الفضائي حقاً، على حين في الماضي كانت رقعة انتشار التلفزيون محدودة جداً، وهو ما شكل عائقاً أمام الانتشار الواسع للفنان سواء كان جيداً أم رديئاً».
وتضيف حفيظ، في نبرة حنين إلى الماضي: «كانت الأعمال الدرامية قليلة جداً، وكان ثمة عشق لهذا الفن الوليد، وكنا نخشى من الوقوف أمام الكاميرا، ونأخذ رأي الجمهور، وردود أفعاله في الحسبان، فالإطلالة على الشاشة لم تكن سهلة، بل كان لها محاسنها ومساوئها، لذلك كنا ندرس النص، ونقوم ببروفات مضنية، ونناقش ونتحاور مع كاتب السيناريو والمخرج للوصول إلى الصيغة النهائية التي نراها مناسبة، وكان كل عمل درامي جديد هو بمنزلة ولادة جديدة، وحدث استثنائي، أما الآن فقد كثرت المشاغل والمسؤوليات، وهيمنت القيم الاستهلاكية، وسادت الرغبة في جني الأموال، لذلك يرتبط الفنان بأكثر من عمل في وقت واحد، فلا يعطي كل الوقت والجهد الذي يستحقه كل عمل على حدة».

صلاح سورية

بعد اندلاع الأزمة والحرب الكونية على سورية، سئلت نجاح حفيظ عن موقفها فقالت: «أقف مع صلاح سورية، وإعادة الأمن والهدوء لها، وأؤكد أن الرئيس بشار الأسد رجل مواقف عظيمة، وبإمكانه أن يخرج بسورية إلى مكانها الطبيعي، مع الإشارة إلى أن هذا ليس موقفاً سياسياً بل هو تعبير عن موقفي من رجل أثق كل الثقة بأنه محب لبلده ولشعبه».

تكريم مميز

في أحد اللقاءات سئلت الفنانة الراحلة: «ماذا يعني لك التكريم؟ وأي التكريمات مميزة لك؟» فأجابت: «أجمل تكريم لي كان من السيدة الأولى أسماء الأسد في دمشق، وكنت سعيدة جداً بحب الناس لي وفرحهم لوجودي بينهم، هذا ما نسعى إليه ومن خلال التكريم نرى المحبة التي تدفعك للعطاء أكثر فأكثر».

رثاء فيسبوكي

كما جرت العادة، وفور إعلان نبأ وفاة الفنانة الكبيرة، سارع الفنانون السوريون إلى الرثاء وتقديم عبارات العزاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذا أهم ما كتبوه:
سلاف فواخرجي: «فطوم فطومة وداعاً».
سلمى المصري: «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللـه يرحمك يا نجاح ويجعل مثواك الجنة، أنت دائماً في القلب والذاكرة، لن تغيبي عنا، أنت باقية وحاضرة في أعمالك، البقاء لله».
سوزان نجم الدين: «نجاح حفيظ.. كم نحزن لفراقك وفراق كل الأحبة.. رحمك الله».
باسم ياخور: «نخسرهم بصمت.. بحزن، ويبقون في ذاكرتنا الجميلة صورة للزمن الجميل، البقاء لله».
غادة بشور: «وداعاً عملاقة الفن.. اللـه يرحمك».
كندا حنا: «ليكن ذكرك مؤبداً.. اللـه يرحمك ويجعل مثواك الجنة».
شكران مرتجى: «رحمك الله، اعذرينا على ما بدر منا من إجحاف، ولكننا لسنا من أولي الأمر، وللمقهورين اليوم أقول «صح النوم».
تولاي هارون: «الرحمة لروحك يا حنونة».
مصطفى الخاني: «لك الرحمة، ولذكراكِ المجد وعلى روحك السلام».
ريم عبد العزيز: «الكبار يغادروننا.. الفنانة الكبيرة نجاح حفيظ في ذمة الله، رح نشتقلك ياحبيبتنا.. ياللي نورتي ليالينا وملأتي أيامنا بضحكاتك المميزة».
قاسم ملحو: «فطوم فطوم فطومة، خبيني ببيت المونة، وداعاً نجاح حفيظ، أي نعم».
المنتصر نجم الدين: «قامة من قامات الدراما السورية، اللـه يرحمك يا فطوم، وسلميلنا على حسني البورظان».
محمد خير الجراح: «الفنانة القديرة نجاح حفيظ، ستبقين لنا الذاكرة الفنية الجميلة، لروحك السلام».

في موكب «غير مهيب».. تشييع نجاح حفيظ

في موكب «غير مهيب» لم يرق لمكانة النجمة الراحلة نجاح حفيظ، شيعت صاحبة شخصية «فطوم حيص بيص» إلى مثواها الأخير بحضور خجول ومتواضع.
سبعة من الوسط الفني فقط حضروا مراسم الدفن والتشييع وهم: عضو مجلس الشعب والممثل عارف الطويل، نائب نقيب الفنانين الموسيقي هادي بقدونس، رئيس فرع دمشق فيصل عبد المجيد، مديرة العلاقات العامة بفرع دمشق تماضر غانم، مديرة العلاقات العامة بفرع ريف دمشق مها الشاطر، الممثلون تولاي هارون ومأمون الفرخ وجمال نصار، والمخرج التلفزيوني إحسان المعراوي.
لم يشفع التاريخ الكبير والغني والمشع للراحلة كي يتنازل زملاؤها لوداعها الوداع الأخير، فاكتفوا بعبارات الرثاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وآخرون نسوا أو تناسوا الموضوع برمته في زمن قلة الوفاء وعدم الإخلاص.
وشهدت الجنازة وجود إكليلي ورد، الأول باسم وزير الإعلام محمد رامز ترجمان، والثاني باسم مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عماد سارة، مع غياب مريب للشخصيات الرسمية!.
الوسط الفني قلما قدّر أصحاب الفضل، فأي زمن الذي نعيش؟ إنه زمن العجائب.. زمن قل فيه الصدق وكثر فيه الكذب والخداع، زمن قل فيه الوفاء وكثر الخائنون، زمن العقوق والمصالح.
الغائبون سيختلقون لأنفسهم ألف عذر وعذر ليقنعوا أنفسهم أنهم فعلوا الصواب.. لكنهم أبعد ما يكونون عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن