عربي ودولي

ساعات على الاتفاق النووي الإيراني أو…..كيري متفقا مع ظريف: لم نكن يوماً قريبين من الاتفاق كما هذه الأثناء

أصبحت الأمور واضحة جداً، ولم يعد هناك سوى انتظار ساعة الصفر حتى يتم الإعلان عن اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد، رغم كل ما يشاع بين وقت وآخر عن وجود خلافات بين الطرفين، موعد تأخر 7 أيام حيث الأنباء المتسللة من فيينا تشي بأن خلافا بين إيران والدول الست، استمر لعقود طويلة، شارف على الانتهاء.
وللمرة الرابعة خلال يوم واحد التقى وزيرا الخارجية الأميركي والإيراني في إطار المحادثات النووية في فيينا. واللقاءات جاءت قبل يومين من السقف الزمني الموضوع للوصول إلى اتفاق نووي.
وقال الوزير الأميركي جون كيري: «رغم أنني أتفق تماماً (مع وزير الخارجية الإيراني) على أننا أصبحنا الآن أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق، إلا أنه في هذه المرحلة فإن المفاوضات لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات».. «إذا تمكنا من الاتفاق على خيارات صعبة خلال اليومين المقبلين وبسرعة، فقد نتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.. ولكن إذا لم يحدث ذلك فلن نتوصل إلى اتفاق.. ولذلك فإن فرقنا ستعمل بجد كبير خلال الساعات والأيام المقبلة.. وسنبذل أقصى جهودنا».
مضيفاً: «لن نتفاوض أمام الإعلام».
وفي المقابل خرج الوزير الإيراني محمد جواد ظريف بتصريح أعلن فيه بقاء بعض الاختلافات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ظريف قوله: «ليس كل شيء واضحاً بعد، إذ تبقى هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر، ونحن نحاول ونعمل بجد».
وأكد ظريف أن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات النووية الجارية حالياً بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد في فيينا تسعى للتوصل إلى اتفاق شامل حول ملف إيران النووي قبل المهلة المحددة التي تنتهي غدا مشيراً إلى وجود بعض النقاط العالقة التي تحتاج إلى حل.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس عن ظريف قوله من فيينا: إننا «نسعى إلى معالجة بعض الخلافات المتبقية لكن ما زالت هناك بعض الخلافات وان نتيجة المفاوضات ليست معلومة حتى الآن».
وأعرب ظريف عن أمله في تحقيق نتائج مطلوبة لمصلحة الشعب الإيراني خلال المفاوضات النووية مع مجموعة «خمسة زائد واحد».
وفي سياق متصل أعلن مسؤول إيراني مقرب من الفريق النووي المفاوض أنه «تمت تسوية أكثر من 70 بالمئة من القضايا التقنية المرتبطة بنص الاتفاق الشامل وان المفاوضين يأملون بأن تتم تسوية القضايا المتبقية خلال اليومين القادمين».
وقال المسؤول في تصريح له: إن «الملحقات التقنية التي تتكون من 22 أو 23 صفحة تتضمن حالات مثل منشآت فردو وآراك ونطنز والبحوث والتنمية ومكائن إنتاج الإيزوتوب».
وأعرب المسؤول الإيراني عن تفاؤله الحذر تجاه التوصل إلى اتفاق في هذا المجال وقال: «نركز في المفاوضات على عدم وقف أي من نشاطاتنا النووية».
وحول زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الأخيرة إلى طهران قال المسؤول الإيراني إن «الوكالة الدولية ومنذ عدة سنوات أوجدت ذريعة تحت عنوان /الدراسات المزعومة/ وزعمت وفق معلومات تلقتها من مصادر غير رسمية أن إيران تنشط في مجال الصواريخ القابلة لحمل السلاح النووي» مؤكداً أن هذه القضية ليس لها علاقة بصلاحيات الوكالة إلا أنها مزاعم أثارتها الوكالة.
وأشار إلى أنه تمت إثارة هذا الاتهام دون تقديم وثائق ومستندات حقيقية إلا أنه من أجل حل هذه القضية فإن إيران أعلنت استعدادها لتقديم مساعدات لتسوية القضية في إطار تحفظاتها. مضيفاً إن زيارة مساعدي أمانو على رأس وفد مؤلف من خمسة مسؤولين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران أمس تأتي للإسراع في تسوية هذه القضية.
وفي هذا الصدد أوضح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أنه ستجري خلال زيارة الوفد المذكور التي تستمر يوماً واحدا مباحثات مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ومندوب إيران لدى الوكالة الدولية وسيلتقي أعضاء الوفد مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي الإيراني.
وفي الطريق إلى يوم الحسم، التقى كيري بوزير الخارجية الإيراني ثلاث مرات في يوم واحد. لقاء صباحي فآخر عند الظهر وثالث قبل خروجه الأخير. في حين لم تتوقف اجتماعات الخبراء ونواب الوزراء خلال النهار. والجميع يريد اتفاقاً، والجميع يريد خطوطه الحمراء.
خلال يومين من المحادثات، تقول المصادر: إنه جرى التوصل إلى حلول للعديد من النقاط العالقة، بينها الإشكالات المستحدثة حول مفاعلي فوردو وأراك، لكن من دون تفاصيل. كذلك في مسألة العقوبات، الأجواء العامة تشير إلى التوصل إلى نقاط مشتركة، لكن الخلاف حالياً حول قرار مجلس الأمن الفوري بإلغاء قراراته حول إيران.
هذا وأطل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ومفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فريديركيا موغيريني.
وقال فابيوس: «جئنا لمطالبة الإيرانيين بوضوح بالالتزام بتعهدات حول ما كنا طلبناه منهم»، لافتاً إلى أن «موقف فرنسا سيكون كما كان في السابق موقف الحزم البناء».
أما موغيريني فقالت بدورها: «هو الميل الأخير من الملف لكن هناك شروط للتوصل إلى خط النهاية»، مضيفة «أعيد وأكرر أنه الوقت الأنسب للوصول إلى اتفاق».
هذا وانضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صباح أمس إلى المفاوضات النووية الجارية في فندق «كوبورغ» الفاخر في فيينا، وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف سيعقد عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائه، كما سيحضر اللقاء التنسيقي للجنة السداسية، وكان لافروف وصل إلى فيينا مساء الأحد.
كما وصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس إلى فيينا، وأعرب عن ثقته بعد انضمامه إلى المفاوضات في وجود فرص جيدة لتنسيق المسائل العالقة المتبقية فيما يخص الملف النووي الإيراني قبل انتهاء المهلة المحددة في الـ7 من تموز.
وقال وانغ للصحفيين: «خلال الأيام القليلة الماضية تم إحراز تقدم معين، لكن بعض المسائل مازالت على الطاولة. وإننا واثقون من إمكانية التوصل إلى حلول مقبولة للجميع بشأن هذه المسائل المتبقية اليوم أم غدا».
من جهته حذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الاتفاق الآخذ بالتبلور بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي.
ووصف ما يحدث في فيينا «بالانهيار لا الاختراق»، على حدّ تعبيره، مشيراً إلى أن «تنازلات الدول الكبرى تزداد يوماً بعد يوم أمام طهران».
وأضاف نتنياهو: إن «الصفقة الآخذة بالتبلور ستعبد الطريق أمام إيران إلى إنتاج كمية هائلة من القنابل النووية، كما أنها تضخ مئات مليارات الدولارات التي تستخدمها إيران في حملاتها العدوانية والإرهابية في منطقتنا وحول العالم».
كما وصف رئيس وزراء الاحتلال هذه الصفقة بأنها «سيئة»، مشيراً إلى «أنها ليست أقل سوءاً – في رأيي هي أسوأ – من الاتفاق الذي عقد مع كوريا الشمالية الذي أدى إلى امتلاكها ترسانة نووية».
الميادين – روسيا اليوم – سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن