قضايا وآراء

خوف النظام القطري من انتصار سورية

| نعيم إبراهيم

غريب أمر النظام الحاكم في قطر وهو يصر على ما ليس له حق بطرحه والسعي المتكالب لتحقيقه في سورية على وجه التحديد.
جديد قديم ما تفتقت عنه ذهنية هذا النظام، ما قاله وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس الثلاثاء: «إن اتفاق أستنة خطوة إيجابية لكنه ليس بديلاً من الانتقال السياسي في سورية الذي يرحل بموجبه بشار الأسد».
وأضاف الوزير القطري في تصريحات خاصة لقناة «الجزيرة» عقب لقائه نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في واشنطن: «إن مكافحة الإرهاب أحد الملفات الرئيسية التي تمت مناقشتها مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين في مكافحة تمويل الإرهاب الذي أصبح ظاهرة تنمو في المنطقة».
السؤال البديهي الذي طرح مراراً وتكراراً، ما شأن النظام القطري بمسألة سورية داخلية وتصميمه للعام السابع على التوالي على رحيل الرئيس الأسد؟
فإذا تدخلت جهة ما في الشأن الداخلي القطري وسعت لإسقاط النظام في البلاد، هل سيقبل الشعب العربي في قطر بهذا التدخل وبالتالي هل سيرضخ النظام القطري ويرحل عن سدة الحكم؟
بغض النظر عن المواقف من هذا النظام ودوره القذر عبر سياسة البترودولار، الداعمة للإرهاب الدولي والتابعة كولونيالياً للسياسات الصهيونية والأميركية والغربية، التي تهدف لتفكيك الأمة العربية ونهب خيراتها ومقدراتها، فإن أي محاولة للتدخل في الشأن القطري مرفوضة جملة وتفصيلاً، لأن هذا الأمر يتعلق باستقلال وسيادة بلد عربي شقيق يترك أمر نظامه لشعبه، والجميع يدرك أن من يناصر ويدعم الإرهاب والاحتلال يجب أن يحاكم أمام قضاء عادل ونزيه وحاسم.
إن سورية التي ساندت ودعمت ولا تزال، المقاومة ضد الاحتلال، ووقفت مع القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية المركزية (فلسطين)، يريد النظام القطري وغيره محاربتها وإسقاط قيادتها وتفكيك جيشها بعدما نجحوا في عدد من بلاد العرب تحقيقاً لمصالح الحلف الأميركي الصهيوني الغربي الرجعي في المنطقة وهذا لم يعد خافياً على أحد.
كفى بالنظام القطري ومن يدور في فلكه ولمن يتبع له على الصعيد الدولي ممارسة هذا الدور العدائي عسكرياً واستخباراتياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً، فاللعبة الوسخة، باتت اليوم مكشوفة بعدما انطلت في وقت سابق على بعض من أبناء جلدتنا وأقل ما يقال للاعبيها من الرسميات العربية الرجعية: عار عليكم أن تمارسوا أدوارا ضد مصلحة أمتكم من المحيط إلى الخليج، وتكونوا مطية لسياسات دول وأحلاف لا تريد لهذه الأمة أن تنهض من جديد وتبني حضارتها على الصعد كافة وتكون نداً للآخرين على الصعيد الدولي.
فمن المؤكد أن النظام القطري ومن على شاكلته، سيطرقون عاجلاً أم آجلاً، أبواب دمشق من جديد صاغرين ومستسلمين لإرادة (الشعب والجيش والمقاومة والقيادة في سورية) بعد إنجاز الانتصار الكبير على مؤامرة الربيع العربي. وعلى كل ذي بصر وبصيرة، انتظار ذلك، والأيام بيننا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن