سورية

«وحدة الإعلام الحربي» حذرت من أي عدوان منطلقه الأردن … تصاعد حدة الصراع على جنوب سورية وشرقها.. وسلاح الجو يتحرك بكثافة

| الوطن – وكالات

تصاعدت حدة الصراع على جنوب سورية وشرقها، حيث تحرك واشنطن وحلفاؤها المجموعات المسلحة المتحالفة لعرقلة تقدم الحملة التي شنها الجيش العربي السوري وحلفاؤه لاستعادة السيطرة على البادية الشامية. وصدر تحذير قوي عن «وحدة الإعلام الحربي المركزي» للقوات العسكرية التي احتشدت على الجانب الأردني من الحدود المشتركة السورية الأردنية، وذلك في حين قرنت دمشق موقفها الدبلوماسي الذي عبر عنه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم برفض التدخل الأردني في سورية، بتحريك سلاحها الجوي، حيث كثفت الطائرات الحربية طلعاتها لمراقبة الحدود السورية الأردنية، وسط معلومات أشارت إلى أن الطيارين كانت لديهم أوامر بالتعامل مع أي تعد على السيادة السورية.
ورداً على الأنباء الواردة عن وصول تعزيزات بريطانية وأميركية وأردنية إلى منطقة الحدود مع سورية، التي ترافقت مع انطلاق مناورات «الأسد المتأهب» في شمال الأردن ووصول رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية جوزيف دانفورد إلى «إسرائيل»، نبهت طهران إلى أن أي تدخل عسكري ضد سورية «محكوم بالفشل». هذا المشهد المعقد زاده تعقيداً إعلان العراق عن إطلاق عملية خاصة لتحرير الصحراء الغربية في غرب محافظة الأنبار «وتأمين الحدود مع سورية»، مشيراً بشكل غامض إلى أن الجهة السورية من الحدود خاضعة لسيطرة مسلحي داعش.
وأول من أمس أبلغت مصادر قناة «الميادين» عن تجمّع حشود عسكرية أميركية وبريطانية وأردنية على الحدود الجنوبية لمحافظتي السويداء ودرعا من تل شهاب إلى معبر نصيب وإلى منطقة الرمثا وانتهاء في خربة عواد. وحددت المصادر نوعية الحشود، مشيرةً إلى أنها تشمل كتائب دبابات بريطانية ثقيلة من نوع «تشالنجر»، مع 2300 مسلح وعدد من الطائرات المروحية من طرازي «كوبرا» و«بلاك هوك»، ولفتت إلى وجود 4000 مسلح ممن دربوا في الأردن في منطقة التنف داخل الحدود السورية.
ولفتت المصادر، التي لم تحدد الميادين هويتها، إلى أنه تم تأمين قواعد نارية أردنية للقوات المنوي إدخالها إلى البادية الأردنية عبر حشد كتائب مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ أميركية طراز «هيرماس» على أن يجري تأمين الغطاء الجوي والإنزال من قبل مجموعة جوية أميركية بقاعدة الزرقا بمرافقة طائرات هولندية وبحرينية لتغطية المشاة.
وأصدر «خلية الإعلام الحربي»، بياناً أكدت فيه أن «سورية وجميع حلفائها يتابعون عن كثب ما تسعى إليه أميركا من تواجدها عند الحدود الأردنية السورية، وتراقب تحركاتها في تلك المنطقة، حيث تم رصد تحركات لقوات أميركية وبريطانية وأردنية باتجاه الأراضي السورية». ووصفت مناورات «الأسد المتأهب» بالمشبوهة، موضحة أن هدفها «التغطية على مشروع لاجتياح واحتلال أراض سورية، تحت عناوين محاربة داعش، الذي ليس لها أي تواجد فعلي عند تلك الحدود». وبينت أن حشود القوات الغربية والمسلحين يهدف إلى «تحقيق مشروع الحزام الأمني كالأحزمة الأمنية حول سورية والتي لا تعد كونها مشاريع احتلال». وحذر البيان من أن سورية وحلفاءها لا يقبلون بأي احتلال مهما كان نوعه أو عنوانه، وهدد الأميركيين وحلفاءهم بدفع «الثمن غالياً، متوعدهم بأن يكونوا «أهدافاً جراء استباحتهم الأرض السورية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر في «خلية الإعلام الحربي»، تأكيده أن إقدام أي جندي من الحشود الواقفة على الحدود السورية على تخطي الحدود، سيكون بمثابة إعلان حرب على سورية. وأكد المصدر الذي تحفظ عن ذكر اسمه أن هكذا خطوة ستقابل «بما يستحق أي غاز أو محتل للأرض».
في طهران، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن أي تحرك عسكري في المنطقة من الخارج محكوم بالفشل في المستقبل كما أخفق في السابق، وذلك في معرض تعليقه على أنباء الحشود العسكرية على الجانب الأردني من الحدود السورية الأردنية. وعقد إعلان الحكومة العراقية عن إطلاق عملية لطرد داعش من غرب محافظة الأبنار المشهد، إذ أوجد الذريعة المناسبة للحشود الأردنية على الحدود مع سورية. وستقول عمان إن الحشود إجراء احتياطي هدفه التصدي لأي محاولة تبذلها فلول داعش الفارة من أمام الجيش العراقي. وبالفعل ذكرت مصادر مسلحة أن الجيش الأردني استقدم تعزيزات آليات عسكرية ووحدات من المشاة، إلى منطقة المثلث الواصل بين الحدود الأردنية والسورية والعراقية. ورد الجيش السوري بتكثيف طلعات طائرات سلاحه الجوي لمراقبة مناطق الحدود مع الأردن.
وحذر المعلم أول أمس من أي تحرك أردني عسكري داخل سورية من دون التنسيق مع دمشق، وكشف عن حقيقة الصراع القائم عندما أعلن أولوية «معركة البادية في معارك الميدان»، مؤكداً أن الهدف الأساسي الآن هو «التوجه للوصول إلى دير الزور».
وفي عمان، قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في مقابلة أجراها مع التلفزيون الأردني ليلة الاثنين: «نحن نشارك في اجتماعات أستانا بصفة مراقب، والدول التي وقعت على مذكرة التفاهم حول مناطق وقف التصعيد معلنة ومعروفة وهي روسيا وتركيا وإيران، والأردن لم يوقع على هذه الاتفاقية».
وأضاف: «ما يعنينا في الأردن أن يكون هناك وقف للتصعيد ووقف لإطلاق النار بكافة أرجاء سورية وبالتحديد المناطق القريبة من حدودنا، ومصلحتنا الإستراتيجية العليا هي سورية آمنة ومستقرة وأن يعود الأمن والاستقرار إليها بوحدة التراب السوري».
وأكد أن الأردن سيقوم «بكافة الإجراءات والجهود الدبلوماسية وغيرها على صعيد الدفاع في العمق كما أشار جلالة الملك من أجل التأكد أن حدودنا محمية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن