ثقافة وفن

الفنان السوري علامة فارقة في الدّراما العربيّة … محمود خليلي لـ«الوطن»: لا فنّ من دون معنى والوطن هو البوصلة

| عامر فؤاد عامر

يبقى للفنان الواعي حضوره الخاصّ، واللافت للانتباه، فهو معدنٌ ثمين، يحمل بريقاً لا يخفت، وهو دعامة لا يمكن الاستغناء عنها، لما يكتنفه من محبّة حقيقيّة وغنى واضح يصل بهما بين الأجيال المتوافدة لطرق أبواب الفنّ. والفنان «محمود خليلي»، الفلسطيني الأصل، خير مثال على ما ذكرنا، وهو رصيد حقيقي لثقافة فنيّة أصيلة، يمكن أن نجد بصماته المخلصة في ميدان عديدة، كالمسرح والسينما والفن التشكيلي والمسلسل التلفزيوني وغيرها. ويتحدّث لنا اليوم عن هذه التجربة الخاصّة في بداياته، وفي مشكلات المسرح اليوم، وآخر ما قدّمه – مسرحية قصّة حديقة الحيوان- بالاشتراك مع القدير «عبد الرحمن أبو القاسم»، وعن هموم فنيّة لا يعيها إلا من أحبّ الفنّ وأخلص له.

بالمقارنة بين بداياتك الفنيّة وما وصلت إليه اليوم، كيف تعبّر عن رسالتك والمسؤوليّة التي تقع على عاتقك؟
لكلّ إنسان ماضٍ ممتد، ولا بدّ من نقطة بداية واستناد يعود إليها مروراً بكلّ تاريخه، في مراجعة تبدو ضروريّة في الكثير من محطّات الحياة، تمكّنه من رصد خطواته، ثابتة كانت أم قلقة. في ذاكرتي أيّام طفولة عشقتها في المرحلة الابتدائيّة، إذ تتلمذت في مدارس (الأونروا) على يدّ أساتذة معظمهم شعراء وكتّاب قصّة كبار: محمود علي السعيد، عصام ترشحاني، وفي المقدمة الفنّان التشكيلي عبد الرحمن مرضعة، الذي كان له الفضل الأوّل في وضع حجر الأساس لمسيرتي في الفنّ التشكيلي. وكان للشاعر والمسرحي الراحل عادل أديب آغا مثله من الفضل، لاختياري المستمر للمشاركة في الفقرات المسرحيّة التي نقدّمها في الحفلات المختلفة للمدرسة وخاصّة في نهاية العام الدراسي. هي بدايات أعتز بها، جعلتني أُدرك مبكراً أن لا فنّ من دون معنى، من دون رسالة، والوطن هو البوصلة. مع مرور الزمن تنضج التجربة، وتزداد المعرفة، ويتبلور الوعي، وتكبر المسؤوليّة.. وطنك الأوّل فلسطين ما زال مغتصباً، وقضيّتك لم تعد تشغل غير قلّة من الشرفاء، وأصبحت خارج اهتمامات أخوة الدّم الواحد من المحيط إلى الخليج. ووطنك الثاني سورية يشهد فجيعة العصر، هجرة وموتاً ودماراً يومياً، وعالماً فاجراً ينتظر المزيد. مسؤوليّة كبيرة ملقاة على عاتقك كإنسان، فما بالك عندما تكون فناناً، يمتلك الأدوات والوعي والسلاح. فالفن سلاح علينا ألا نهمله، أن نفعّله إلى أقصى الدرجات، دفاعاً عن الوطن والإنسان. لا تكن هامشياً، ولك الحق في اختيار طريقة التعبير التي تشاء وبالحريّة التي تريد. قاسيةٌ أيّامنا التي نعيش، علينا أن نساهم كفنانين في تبديد قسوتها.

أتوافق على مغزى أن يكون للفنان الممثل في سورية دوره الريادي على مستوى الوطن؟ وكيف لك اليوم احتضان ما ورثته من أجيال مهدت وأسست في هذا الطريق؟
من دون أدنى شك، نعم، فالفنان السوري أصبح مشهوراً وعلامة فارقة في الدراما العربيّة، كذلك فهو مطلوب من الفضائيّات المختلفة، ومحبوب شعبيّاً من جميع الشرائح في الوطن العربي، لما حققه من تميّز، من خلال تطوير موهبته وأدواته الخلاقة في التمثيل، في كلّ المستويات وأنواع الأداء، وهذا يجعله متابعاً باستمرار، وبالتالي كلمته مسموعة بكامل وضوحها، وعلينا استثمارها في هذه الظروف العصيبة، فهي مؤثّرة بلا شكّ، ولا بدّ لها من أن تكون موضوعيّة، محصّنة بالحكمة بعيداً عن الانفعال، شرطها إعلاء كلمة الوطن والدفاع عن كلّ مقدّراته، وصون هويّته. وتقع المسؤوليّة هنا على عاتق المبدعين كافة من كتّاب وفنانين وتقنيين وشركات إنتاج، بالعمل الدؤوب والاجتهاد بالتقاط الأفكار والمواضيع الصادقة المعبّرة والمؤثّرة، والعمل على تقديمها بأفضل الشروط الفنيّة اللائقة، لتؤدي رسالتها المطلوبة من دون لبس أو ابتذال. فنّ نظيف نفتخر به، أسس له كبار لنا نعتز بنتاجاتهم وتجاربهم، من أبي خليل القباني (1833- 1903) رائد ومؤسس المسرح السوري والعربي، وعمالقة التمثيل: رفيق سبيعي، عمر حجو، عبد اللطيف فتحي، نهاد قلعي، دريد لحام أمد الله بعمره. وفرسان الكلمة: سعد الله ونوس، ممدوح عدوان، محمد الماغوط، وعبقريّة الإخراج فواز الساجر، والقائمة تطول. فالوطن يكبر ويحصّن بسواعد مقاتليه، كما يكبر ويحصّن بجهود كتابه وفنانيه على مرّ الأزمان. الوطن بحاجة لسواعد كلّ أبنائه.
ننادي في المسرح وأهميته في مجتمعنا. لكن لا مجيب حقيقياً لصوتنا. ما الحلول المناسبة ضمن رؤيتك وتجربتك؟
في البداية، من غير الجائز أن نلقي باللوم أو المسؤوليّة على المتلقي، فحجم متابعته للأعمال المسرحيّة، وشكل هذه المتابعة وتفاعله، خاضع لشروط كثيرة لا يتحمّل مسؤوليّتها، من دعاية واختيار النصوص وأساليب تقديمها وعدد صالات العرض. المسؤوليّة تقع على عاتق العاملين في الشأن المسرحي، من فنانين وفنيين وكتاب وإداريين، ومؤسسات خاصة أو عامة. وإذا بدأنا بالقطاع الخاصّ فهو أقلّ مسؤوليّة، فالمسرح بالنسبة له مشروع ربحي – مع استثناءاتٍ قليلة – وإن لم يتحقق هذا الهدف فسيبحث عن مشروع آخر، وقد شهدنا في الآونة الأخيرة العديد من العروض المسرحيّة لشركات إنتاج جديدة، ما لبثت أن أغلقت أبوابها بعد العرض الأوّل. أنا أرى أن المسؤوليّة بالدرجة الأولى تقع على عاتق جميع المؤسسات الرسميّة المعنيّة، التي تسمح خططها وبرامجها بهامش ما للنشاط المسرحي، والمسرح بالنسبة لها ليس مشروعاً ربحيّاً، بقدر ما هو فرصة لبناء أجيال وكوادر فنيّة فاعلة، وفرصة لتقديم رسائل محمّلة بأفكار ومضامين ذات قيمة. أين المسرح العمّالي الآن؟ والذي شهدنا بعد انقطاع عودة خجولة لمهرجانه، الذي قدّم في دوراته السابقة المتتالية أسماء لامعة من النجوم. أين مسرح الشبيبة أيضاً؟ ودوره في تهيئة الفنانين الشباب ضمانة المستقبل، وأين مهرجانه السنوي المتنقل في كلّ محافظات القطر؟.. أين المسرح الطلابي ومهرجان المسرح الجامعي؟ أين وأين؟ مهرجانات كثيرة فقدناها كانت فرصة كبيرة لجمهورنا، للتعرّف على هذا الفنّ والتفاعل معه، وبالتالي تأمين جمهور عريض متابع يزداد باستمرار. ولا بدّ من القول وبشفافيّة، إن الدّور الأكبر والفاعل هو ما يمكن أن تقوم به مديريّة المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة، وهي الجهة الأساسيّة الرسميّة، المعنيّة بالشأن المسرحي، وخاصّة منه الاحترافي. لن أتحدث عن مهرجان دمشق للفنون المسرحيّة، فأنا ملمّ بالظروف الضاغطة والمعيقات التي تقف في طريق عودته، وخاصّة ما لها علاقة بظروف الحرب الكونيّة التي نعيش. لكن لا يخفى على أحد على تماس بالحركة المسرحيّة، الواقع الصعب الذي يسود هذه المؤسسة، وآليات عملها وإمكانيّاتها المتواضعة المتاحة. لا يخفى كذلك الظلم والمناخات المحيطة التي يعيشها الفنانون، والذين خسرنا الكثيرين منهم وربحتهم الدّراما التلفزيونيّة، فشتان ما بين إغراءاتها وإغراءات المسرح المحدودة. فهل من المعقول مثلاً أن يكون أجر الممثل بعد عمل يومي دؤوب لمدّة شهرين بالحدّ الأدنى من البروفات والعروض، يوازي أجر تصوير يومٍ أو يومين فقط للممثل نفسه في الدّراما التلفزيونيّة؟ هل يعقل أن يقدّم العرض المسرحي من دون دعاية تُذكر: بوستر، لوحات الدعاية الطرقيّة، إعلان تلفزيوني. ويصبح الفيسبوك وبجهود شخصيّة غالباً، هو المعلن الأهم للعروض؟ هل يمكن أن يصنّع العرض المسرحي في معظمه على ضوء اللدّات الخافت؟ هل يصعب لهذه الدرجة تأمين كميّة من المازوت تكفي لتشغيل المولدة في البروفات الأخيرة فقط، لإنجاز الإضاءة والتدريب عليها مع الموسيقا، وما يمكن تأمينه أو اتخاذ قرار به لا يكفي إلا لساعاتٍ قليلة فقط لا تتجاوز عدد أصابع اليد؟ هل يمكن بعد هذا الجهد المضني ألا تصوّر بعض هذه المسرحيّات كاملة للتلفزيون، وبالتنسيق مع إحدى محطاتنا الفضائيّة المتعددة، والتي تبثّ الكثير من المواد التي لا نعرف سبباً مهمّاً لتصويرها وبثّها؟ أسئلة كثيرة بانتظار الإجابة عليها من أصحاب القرار.. بكلّ الأحوال، أرجو ألا يُفهم من كلامي هذا أنني بصدد تسجيل ملاحظة للنيل من أحد ما أو جهة ما، بالعكس تماماً، فما يدفعني لهذا البوح وفائي لهذه المؤسسة، التي قدّمت لي ولجميع المسرحيين الكثير الكثير، والتي قدّمت على خشبة مسارحها أهم أدواري التي أفتخر بها وما زلت. ما يدفعني هو إحساسي بالمسؤوليّة والغيرة، على مؤسسة علينا ألا نبخل بملاحظاتنا وأفكارنا واقتراحاتنا تجاهها، من أجل أن تبقى مؤسسة رائدة فاعلة، وفي خدمة الفنّ والفنانين والوطن، فما يجمعنا هو المحبّة والحرص وابتغاء الأفضل. وللإنصاف لا بدّ من الإشارة هنا إلى ذلك الجهد المشكور لكثافة العروض في موسم هذا العام وبرمجتها، وجميل هذا التألق في الكثير منها. وفي الختام أقول: أنا ما زلت عاشقاً لهذه الخشبة، وسأبقى وفياً لها.

مسرحيّة جديدة بالاشتراك مع فنان قدير (عبد الرحمن أبو القاسم) ماذا تحدّثنا عنها؟ وما الإضافة الفنيّة التي تكتنفها هذه الخطوة؟
انتهينا منذ أيّام قليلة من تقديم العرض المسرحي (قصّة حديقة الحيوان) على مسرح القباني، وهو من عروض الموسم الحالي للمسرح القومي. المسرحيّة من تأليف الكاتب الأميركي (إدوارد أولبي) وتعتبر أول نصوصه، كتبها في خمسينيات القرن الماضي، وتتحدّث عن عزلة الإنسان، وعدم قدرته على التواصل مع مجتمعه والوسط المحيط بكلّ أشكاله. رؤية مفتوحة على كلّ الزوايا المعتمة في هذا العالم. وتنتمي لمسرح العبث (اللامعقول) لكن أولبي فضّل أن يطلق عليها مع مسرحيّاته الأخرى اسماً بديلاً وهو (المسرح الطليعي) المسرحيّة من إخراج الأستاذ حسن عكلا، الذي غادر خشبة المسرح في دمشق مالا يقل عن 30 عاماً، ليعود به الحنين بهذه التجربة، التي حضّر لها جيداً، وبذل جهداً إبداعياً كبيراً لأن تقدم على الخشبة في أفضل حالاتها، وخاصّة أنها سبق وقدّمت مرّات عديدة في دمشق، وأهمّها كان منذ نحو 40 عاماً وعلى خشبة مسرح القباني نفسها، بتوقيع المخرج وليد قوّتلي، ولعب شخصيّتيها الفنانان الكبيران: زيناتي قدسيّة، وعبد الرحمن أبو القاسم، الذي أعاد تجسيد الشخصيّة نفسها (بيتر) وكنت شريكه (جيري) في هذه التجربة على الخشبة، شراكة أعتز بها. ليست هذه هي المرّة الأولى التي نقف بها معاً على خشبة المسرح، فقد جمعتنا عروض عدّة، كان أوّلها مسرحيّة (الزيارة) تأليف ممدوح عدوان، وإخراج حسن عويتي، وهي من عروض المسرح الوطني الفلسطيني عام (1979) وجمعت العديد من الأسماء اللامعة منهم: زيناتي قدسيّة، سلّوم حداد، بسام كوسا، تيسير إدريس، فيلدا سمّور… كذلك جمعنا العديد من الأعمال الدّراميّة، إضافة لمشاركتي له في تجربة المونودراما في عروضه الثلاثة: (بيت العيد) لـهشام كفارنة، و(بيان شخصي) لـجهاد سعد، و(تغريدة أبو السلام) لـداود أبو شقرة، وكنت مصمّماً للسينوغرافيا والإعلان وأشياء أخرى. ولا ننسى صداقتنا الشخصيّة العميقة الممتدة عشرات السنين. كلّ ذلك توّج بهذا اللقاء الاستثنائي في مسرحيّة (قصّة حديقة الحيوان) فجعل لهذه التجربة التي وقفنا فيها وحيدين على الخشبة مدّة ساعة كاملة أهميتها الخاصّة في مسيرتي الفنيّة. وإن تجاوزنا القدرات الإبداعية الكبيرة للفنان عبد الرحمن أبو القاسم، وهي لا تحتاج شهادة لإثباتها، فهو إنسان محبّ، غيور على شريكه على الخشبة، يتمنى له النجاح بالقدر الذي يتمناه لنفسه، وقد بادلته المشاعر نفسها حتماً، وأسسنا لعلاقة إبداعيّة متفاعلة، قادرة على الخلق المتجدد، تتيح الخوض في تفاصيل التفاصيل، وصولاً إلى أعلى حالات الانسجام المتبادل في الأداء، وباعتقادي أننا قدّمنا نتائج خاصّة، وعرضاً مسرحيّاً يحترم عقل الجمهور، وأنا أعتبر هذه المسرحيّة هي إحدى العلامات المميزة في تجربتي المسرحية، بل تجربتي في فنّ التمثيل عموماً.

ما جديدك الفني في الدّراما التلفزيونيّة وفي السينما وأيضاً في مشاريع المسرح القادمة؟
الأحدث هو اعتذاري عن عمل تلفزيوني جديد – بيئة شاميّة – ما زال يصوّر حالياً، وذلك بسبب عدم توافر المواصفات المناسبة والمقنعة في بنية الشخصيّة، وعملي الوحيد الجاهز للعرض في الموسم الرمضاني القادم، هو الإمام أحمد بن حنبل، للصديق المخرج عبد الباري أبو الخير، عمل كبير في إنتاجه، وفي الجهد المبذول، من أجل أن يكون عملاً مهماً في المضمون والشكل، حضر له ما يقارب العام، واستمر تصويره بشكل متقطع عاماً كاملاً أيضاً، وعانينا خلال هذين العامين ما عانيناه، من جحود العواصم العربيّة المختلفة، في منحنا الفيزا لدخول أراضيها للتصوير. أنجزنا جزءاً من التصوير في تركيا، ثم اضطررنا للمغادرة، ليستقر بنا المطاف في لبنان لاستكمال تصويره. يضمّ العمل نخبة من النجوم العرب، لكن العدد الأكبر من الممثلين والتقنيين المشاركين كان من نصيب سورية.
في المسرح أيضاً، كنت مضطراً للاعتذار عن عمل جديد قُدّم لي في الأيّام الأخيرة لعرض مسرحيّة قصة حديقة الحيوان، وذلك لعدم توافر الكثير من الأسباب التي تدفعني للعمل في المسرح، فالمسرح جهد وبحث يومي منهك، وعموماً لا يعوّل على مردوده المالي، فلذلك إن لم تتوافر شروط النجاح العام، والشخصي، فاعتذاري يكون مؤكداً.
في السينما أنهيت منذ أسبوعين تصوير الفيلم القصير ( أبي وأنا) للمخرج قصي الأسدي، وهو الفيلم الأوّل الذي صُوّر في الدّورة الخامسة الحاليّة لمشروع دعم سينما الشباب، وسيتمّ عرضه في مهرجان العام القادم.

كلمة أخيرة منك للوطن ولصحيفة الوطن؟
الوطن – الأمّ، كلمتان مترادفتان لمعنى واحد. علينا ألا نخلط في المفردات ومعناها، فللوطن كما للأمّ معنى القداسة، المحبّة، الولاء، الوفاء. ومع اختلاف الولاءات، وازدياد الصراعات، يجب أن يبقى الوطن مصوناً محصّناً من أيّ سوء، تلتف حوله الأيدي جميعها، فإن سقط الوطن – الأمّ، ينهدم البنيان ولا يبقى للحياة معنى.
الشكر لكلّ السواعد التي ما زالت تحتضن الوطن. الشكر لكلّ الأقلام التي ما زالت ترفع كلمة الوطن، كلمة الحقّ عالياً، الشكر لصحيفتكم التي حملت اسم الوطن وسعت إلى إيصال الحقيقة لقرائها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن