سورية

داعش يعاود السيطرة على عين عيسى.. ومقتل عدد من متزعمي الإرهابيين بريف درعا…تصاعد المعارك في الزبداني.. والمسلحون يفخخون طرقاتها وأبنيتها

 دمشق – ثائر العجلاني – محافظات – الوطن – وكالات : 

تواصلت العمليات العسكرية للجيش العربي السوري ضد المجموعات الإرهابية المسلحة في أرياف دمشق ودرعا والحسكة والرقة التي عاود فيها تنظيم داعش السيطرة على بلدة عين عيسى. وفي التفاصيل، فقد تصاعدت المعارك بين الجيش والمجموعات المسلحة في مدينة الزبداني بالريف الغربي للعاصمة دمشق، فمعركة الزبداني ليست معركة عادية لأن سيطرة الجيش على المدينة القريبة من الحدود اللبنانية والمتاخمة لطريق دمشق بيروت تعني خسارة المسلحين لمعقل يعتبر خاصرة رخوة للعاصمة دمشق.
عملية الزبداني تأتي بعد إبعاد الخطر القلموني وفي سياق معارك الغوطتين الشرقية والغربية في محيط العاصمة دمشق. وتفيد معلومات «الوطن» عن وجود نحو 1500 مسلح انسحبوا من رنكوس وعسال الورد والقصير وتمركزوا في المدينة، حيث يسيطر المسلحون على نحو 25كم من البلدة تتزعمهم ميليشيا أحرار الشام وتليها جبهة النصرة وعدد من المجموعات المحلية. ويبدو تقدم الجيش والمقاومة اللبنانية البري هادئاً ثابت الخطى سبقه سيطرة الجيش على التلال الحاكمة في الجبال الغربية ما يعني أن رمايات الجيش النارية خلال الشهر الفائت عملت على استنزاف المسلحين المحاصرين ضمن المدينة.
مصادر أهلية، قالت لـ«الوطن»: أن المسلحين قاموا بتفخيخ الطرقات والأبنية وتحصين دشمهم ومتاريسهم منذ نحو العشرة أيام متوقعين هجوماً برياً ينفذه الجيش السوري. على خط مواز أشهر مسلحو وادي بردى سلاح المياه مهددين بقطع مياه عين الفيجة عن العاصمة دمشق. مراقبون قالوا لـ«الوطن»: إن ما نسبته 95% من العاصمة تتغذى من نبع عين الفيجة لكن الجيش يعي أن المسلحين قد يستخدمون هذه الورقة للضغط على عرقلة التقدم البري الأمر الذي يبدو أنه في حسبان الجهات المعنية.
إلى ذلك سقطت ثلاث قذائف هاون في ضاحية الأسد بحرستا أدت إلى إصابة مدني بجروح خطرة وقذيفة بحي التضامن اقتصرت أضرارها على الماديات بينما شن سلاح الجو عدة طلعات نفذ من خلالها رمايات نارية استهدفت مواقع فيلق الرحمن في حي جوبر وجيش الإسلام في بساتين دوما وتل كردي.
بدورها، قالت ما تسمى «القيادة الموحدة» في الغوطة الشرقية أن مقاتليها تمكنوا من تفجير ثكنة «معمل الصابون» في حي جوبر بالكامل، مشيرة إلى أن المعركة التي سمتها معركة «أيام بدر» مستمرة حتى إنهاء كل أهدافها.
جنوب البلاد، سقط عشرات القتلى والمصابين بين أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والنظام الأردني خلال عمليات نفذتها وحدات من الجيش والقوات المسلحة ضد أوكارهم وتجمعاتهم في ريف درعا.
وأكد مصدر عسكري بحسب وكالة «سانا» للأنباء بأن وحدة من الجيش نفذت الليلة قبل الماضية وصباح أمس عمليات نوعية أسفرت عن «مقتل العديد من الإرهابيين أغلبيتهم من تنظيم «جبهة النصرة» وتدمير عربة مصفحة شرق نقطة السنتر ومحيط الجامع الأخضر والكتيبة المهجورة في بلدة النعيمة» بالريف الشرقي.
وبين المصدر «سقوط قتلى ومصابين بين الإرهابيين خلال عملية نوعية لوحدة من الجيش على بؤرهم في محيط محطة وقود السلطان ومعملي الكازوز والسيراميك والجامع الأسود في قرية صيدا» الواقعة على مفترق طرق عدد من الأماكن الأثرية التي تعرضت للتخريب بذرائع تتنافى مع القيم الإنسانية فضلا عن عمليات نهب للآثار وتهريبها إلى الخارج.
وفي منطقة جيدور حوران لفت المصدر العسكري إلى أن وحدات من الجيش نفذت عمليات مركزة «قضت خلالها على العديد من الإرهابيين المنتمي أغلبهم إلى ما يسمى «لواء جيدور حوران» و«لواء حمزة أسد الله» و«لواء المهاجرين والأنصار» ودمرت لهم آليات بعضها مزود برشاشات في بلدة أم العوسج وعلى طريق إنخل – جاسم» بريف درعا الشمالي.
وبين المصدر أن وحدات من الجيش بعد رصد تحرك للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في بلدة اليادودة وعلى طريق طفس – مزيريب بالريف الشمالي الغربي وجهت رماياتها النارية المناسبة ما أسفر عن «تدمير أربع شاحنات كبيرة محملة بالأسلحة والذخيرة وعدة أوكار للإرهابيين ومقتل عدد منهم».
وأوضح المصدر العسكري أن وحدة من الجيش «أوقعت عدداً من الإرهابيين قتلى خلال عمليات دقيقة نفذتها على بؤرهم في محيطي مدرسة القنيطرة ومبنى الإعلاميين وجنوب شرق شركة الكهرباء في حي درعا البلد «حيث تنتشر تنظيمات تكفيرية أغلبها يتبع لتنظيم «جبهة النصرة» الذي يعمل بتنسيق مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك تناقلت صفحات محسوبة على التنظيمات الإرهابية التكفيرية في مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تؤكد مقتل المدعو عبد اللـه العيد «أمير في جبهة النصرة» والملقب «أبو مصعب كيماوي» ومن سمته «الأمير العسكري العام في لواء شهداء اليرموك» «عاصم القديري» إضافة إلى «أنس على العبود» مما يسمى «فرقة فلوجة حوران» و«مهند هزاع» و«قاسم محمد العيد» الملقب «أبو حمزة».
ونفذت وحدة من الجيش والقوات المسلحة الليلة قبل الماضية عملية نوعية على أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم «داعش» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية شرق السويداء وشمالها الشرقي.
وقال مصدر عسكري: إن العملية حققت أهدافها المحددة بدقة وأسفرت عن «سقوط قتلى ومصابين في صفوف داعش في منطقة بئر الحريضية وآبار الرشيدة وتدمير كميات من الأسلحة والذخيرة لهم».
وفي الريف الشمالي الشرقي بين المصدر العسكري أن وحدات من الجيش «وجهت ضربات مكثفة على أوكار ومحاور تحرك إرهابيي تنظيم داعش في تل صعد وقرية القصر ومحيط مركز الأعلاف بقرية رجم الدولة». وأوضح المصدر أن الضربات «أسفرت عن مقتل عدد من إرهابيي التنظيم التكفيري وإصابة آخرين وتدمير أسلحتهم وعتادهم الحربي». إلى شمال شرق البلاد، حيث دمرت وحدة من الجيش والقوات المسلحة سيارة مفخخة لإرهابيي تنظيم «داعش» قبل وصولها إلى المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة.
على خط مواز، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين من تنظيم داعش استعادوا السيطرة على بلدة عين عيسى والمناطق المحيطة بها من وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية. يأتي هذا بعد أسبوعين من خسارة التنظيم للبلدة لمصلحة القوات الكردية المدعومة بغارات جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة.
لكن مسؤول المكتب الإعلامي للواء «ثوار الرقة» أكد أن لا صحة لأنباء سيطرة داعش على مدينة عين عيسى. وأكد أن المدينة واللواء 93 لا يزالان تحت سيطرة فصائل «بركان الفرات»، وأن ما حدث هو عملية تسلل لعناصر من التنظيم، «عن طريق خلايا نائمة، وأنهم وصلوا إلى مبنى البريد»، قبل أن تصدهم فصائل «بركان الفرات» وتجبرهم على الانسحاب.
وأضاف إن الاشتباكات بين الطرفين الآن تدور حول اللواء 93، وأن هدف التنظيم من العملية هو «توسيع رقعة الاشتباكات مع بركان الفرات وتخفيف الضغط عن جبهات أخرى»، وفق تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن