سورية

رأت أن تركيا لن تتدخل عسكرياً في سورية والمسألة عبارة عن تهديد سياسي للكرد…«التنسيق»: الطرح الروسي بتشكيل تحالف دولي إقليمي ضد الإرهاب «عقلاني يمكن تحقيقه»

اعتبرت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة، أن الطرح الروسي بتشكيل تحالف دولي إقليمي ضد الإرهاب «عقلاني يمكن تحقيقه»، كاشفة عن أن هناك عقبة أمام تشكيل هذا التحالف وهي تشكيل «حكومة وحدة وطنية في سورية تكون جزءا من التحالف»، ولافتة إلى أن جهوداً تبذل حالياً لتذليل هذه العقبة، ومعربة عن أملها في أن يتم النظر للموضوع «بعقلانية لأنه إذا تشكلت هذه الحكومة ربما نوفر على سورية المزيد من الدمار والقتل».
وفي حديث لـ«الوطن»، قال عضو المكتب التنفيذي للهيئة منذر خدام، رداً على سؤال حول طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الأسبوع الماضي أوراق تحالف دولي إقليمي لمواجهة تنظيم داعش، وأن «السعودية وتركيا والأردن»، أعطت «إشارات» لموسكو تدل على استعدادها للإسهام في مواجهة داعش، قال «في عالم السياسة يمكن تفهم ذلك. في عالم السياسة الانتقال من الشيء إلى نقيضه ممكن.. لأن المصالح تتغير». وأوضح خدام، أن «جميع دول المنطقة الآن تواجه خطر تنظيم داعش الذي يتمدد وينتشر، وهذه الدول يبدو بالنسبة لها أن محاربة داعش تشكل أولوية.. والحكومة السورية والجيش العربي السوري لاشك في الخط الأول ضد داعش».
وأضاف: «رغم أن وزير الخارجية وضعها في إطار المعجزة، لكن أنا بالتحليل لا أجد معجزات في هذا الموضوع.. وهذا طرح عقلاني ممكن»، معربا عن اعتقاده بأن الروس «لم يطرحوا الفكرة من خيالاتهم. حتما هم جسوا نبض دول إقليمية ودولية في هذا الموضوع، ونحن نأمل بأن «تتوحد الجهود لمحاربة داعش ولكن اعتقد أن هناك عقبة كبيرة ربما يجري الحديث الآن عن تذليلها، وتتمثل «بتشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية تكون جزءاً من التحالف ونأمل في أن يتم النظر للموضوع بعقلانية فإذا تشكلت حكومة بصلاحيات معقولة تشارك في هذا التحالف ربما نوفر على سورية المزيد من الدمار والقتل».
ورأى عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق، أن تدخل تركيا في سورية عسكريا لن يكون في صالحها وذلك في تعليقه على الحشود التركية عند الحدود مع سورية.
وقال خدام: «هي طرف غير مباشر ولكن تدخلها سيجعلها طرفاً مباشراً في الأزمة.. وبالتالي ربما تنتقل الأزمة إلى داخلها»، مضيفاً: «أنا لا أميل إلى فكرة أن تركيا سوف تتدخل من تلقاء نفسها. اعتقد أن هناك معارضة جدية من قبل أميركا وروسيا وإيران».
واعتبر خدام أن «المسألة لا تزال في إطار التهديد السياسي وخصوصاً بالنسبة للأكراد.. هي رسالة ليست لداعش بل للأكراد، فالأتراك يعتبرون قيام كيان كردي هو خطاً أحمر لا يسمحون به».
ولفت خدام إلى أن هيئة التنسيق تواصل مساعيها للوصول مع قوى معارضة إلى رؤية سياسية مشتركة تكون أساساً للتفاوض للوصول إلى حل سياسي في سورية، معلنا في هذا السياق أن وفداً من الهيئة وآخر من الائتلاف المعارض سيجتمعان في بروكسل ما بين 10 و15 الجاري.
وقال: «نحن التقينا في باريس منذ فترة وكان من المفروض استكمال المحادثات لكن تأجلت من أجل مؤتمر القاهرة. الآن عادت الهيئة لتنشط اتصالاتها مع كل قوى المعارضة التي لم تحضر مؤتمر القاهرة الذي من أبرز قراراته الاتصال بجميع القوى التي لم تحضر المؤتمر لوضعها بصورة المؤتمر ونتائجه. وبالتالي علاقاتنا مع الائتلاف ولقاؤنا القادم في بروكسل يأتي في هذا السياق. وطبعا هو ليس الوحيد أيضاً حيث شكلت أطقم لإعادة الاتصال بالمنبر الديمقراطي ونداء قرطبة وجبهة التغيير والتحرير والتجمع العلماني السوري وكل القوى التي كان لنا بالأساس علاقات بها».
وأوضح خدام أن اللقاء يهدف إلى «الوصول لرؤية مشتركة لبيان جنيف لأنه لا يوجد وثيقة أخرى مطروحة كأساس لجنيف 3 سوى بيان جنيف»، مشيراً إلى أنه «يوجد قراءات مختلفة لهذا البيان ونحن كنا في السابق توصلنا مع الائتلاف ومع غير الائتلاف لصيغة مشتركة ولكن الائتلاف في كل فترة تتغير سياسته والآن نعمل للوصول إلى تفاهم أو قراءة مشتركة حول بيان جنيف. وأشار خدام إلى أن هناك «مطلباً دولياً أميركياً روسياً صينياً أوروبياً لتنشيط هذه العلاقات بين الهيئة والائتلاف.
وأضاف: «نحن سنلتقي بهم ومعنا وثيقة مهمة وهي وثيقة القاهرة.. وهناك جزء من الائتلاف وافق عليها وهم ممن شاركوا في مؤتمر القاهرة وهذا ربما يسهل المهمة أكثر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن