رياضة

بعد أحداث لقاء الوحدة والاتحاد … اتحاد السلة وتنفيذية دمشق تقصير وإهمال

| حلب – فارس نجيب آغا

هرب اتحاد كرة السلة من مسؤوليته عقب الأحداث التي جرت بعد نهاية مباراة الوحدة والاتحاد ضمن المربع الذهبي لنهائيات الدوري بعد إخفاقه الذريع في تنظيم اللقاء وعدم تمكنه من تأمين الحماية اللازمة التي لم تكن على قدر الحدث ولعل استهتاره وعدم تفطنه لحساسية المواجهة لكل الجماهير والمتابعين من خلال حساباته الخاطئة، أديا في نهاية المطاف لجعل صالة الفيحاء حلبة ملاكمة لم يحسن فيها دور الحكم عطفاً على المشاهد التي تحضر منذ سنوات في كل مواجهة للفريقين ولكن بصورة أقل حدة وسط عاصفة من الشتائم والموشحات التي يندى لها الجبين، وتلك وقائع ما كنا نرغب في حصولها في صالاتنا ولكن الأخطاء المتكررة وعدم معالجتها والنوم في العسل من المسؤولين أفرز صوراً غير مقبولة.

اتحاد سلتنا انطلق نحو الأمام وخلع عنه ثوب اللوم لكونه لم يتعامل مع تلك المباراة بشكل جيد ومتزن ولم يملك أي توقع معتبراً أن اللقاء عادي جداً ولم يستفد للأسف من دروس الماضي ليدفع لاعبي الوحدة والاتحاد وجماهيرهما الثمن وليخرج هو بثوب الطهارة والنقاء كذلك لا يمكن أن نبرئ ساحة اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام في دمشق ونرمي اللوم على اتحاد كرة السلة فقط، فالأول يجب أن يعترف بتقصيره الواضح تجاه تلك المنافسات فضلاً عن عدم تمكن الطرفين من تأمين إقامة لنادي الاتحاد بفنادق الاتحاد الرياضي، والسؤال المطروح على أي أساس يتم وضع جدول للمباريات وسط الزحمة الخانقة التي تعانيها تلك الفنادق ولماذا يكون العمل عشوائياً وغير مدروس في ظل غياب التنسيق بين اتحادات الألعاب ليتم حشر جميع المباريات المختلفة بتوقيت غريب جداً.
غياب للعدالة
عندما يغيب العدل ويحل مكانه الظلم سنشهد أسوأ من ذلك نتيجة إجبار الأندية على اللعب في دمشق وعدم اعتماد أرض محايدة تتساوى فيها فرص الجميع وهو مطلب حق وبادرة لم يعتمدها اتحاد السلة منذ سنوات طويلة لأسباب غير مفهومة وربما يخرج لنا البعض الآن ليتعلق بالأزمة التي باتت شماعة للأغلبية، وبذلك تكون أندية دمشق هي المستفيدة من تلك القرارات التي يشوبها الكثير من الظلم، فالذي يريد الجلوس على الكراسي ويسعى للحفاظ على موقعه فعليه أن يكون على مسافة واحدة من الجميع ويلامس مطالب أنديته ويتعامل معها بجدية ولا يفرض قراراته وتكون ملزمة علماً أن صالتي اللاذقية وحماة جاهزتان لاستضافة تجمع الأندية الأربعة وبذلك تنخفض حدة التوتر والحساسية المفرطة بين الأندية هذا إن استبعدنا إقامة المباريات عبر مرحلتي الذهاب والإياب كل في مدينته لأن اتحاد كرة السلة لم يكلف خاطره عناء تفقد الصالات ومدى جهوزيتها طوال الأشهر الماضية ويريد أن يريح رأسه بإقامة منافسات النهائيات في دمشق وبذلك تكون أرجحية أندية العاصمة هي الأكثر وزناً ولن يكلفها أي سيولة مالية لتصرف على لاعبيها بعكس نادي الاتحاد الذي يعيش تحت ضغط مالي وديون متراكمة وهو مجبر على القدوم إلى دمشق والإقامة بفنادق خاصة ودفع ضعف ما يجب دفعه بفنادق الاتحاد الرياضي العام وكلمة حق تقال: لولا الداعمون في هذا النادي الذين يتحملون الكثير لربما اعتذر الاتحاد عن المشاركة، ومن ثم يأتي اتحاد كرة السلة ليفصل ما يحلو له.

صافرات ملونة
أما إن أردنا التطرق إلى ما أفرزته صافرات الحكام من أخطاء تبدُ غير مبررة نهائياً ولا يقع فيها حكم مبتدئ في مباراة كهذه، فإن الصافرة ستكون محسوبة على صاحبها ممن يرتدون القصمان الزرقاء حيث تفننوا ببعض الحالات التي لا أساس لها وعلى اتحاد كرة السلة أيضاً أن يرينا شيئاً من عدالته ولا تكون العقوبات محصورة في اللاعبين فقط بل يجب أن ينال التحكيم نصيبه أسوة بالبقية، إن أردنا الحديث أكثر فربما نحتاج لصفحات إضافية والعاقل من يتعظ ويستفيد من أخطائه ويصحح مساره ويكون عادلاً في قيادته ويكفي ما تعانيه أندية حلب لأن الكيل قد طفح وفهمكم كفاية، ومن يسع لتطوير اللعبة فعليه أن يجد صيغة وطرقاً أكثر فائدة تخدم دورينا ولا تكون صالات الفيحاء هي الوحيدة التي تستقبل كل الأندية وخاصة أن حلب وحمص وحماة واللاذقية قادرة على استقبال المتنافسين والوضع مستقر وعلى أحسن ما يرام، فلماذا يصر اتحاد اللعبة على استضافة دمشق لكل المباريات ولا يطبق نظام الذهاب والإياب كما فعل اتحاد كرة القدم للأندية التي تمتلك ملاعب ويتنهي هذا الجدل الحاصل؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن