سورية

معارضة «مسار حميميم» ترحب بمذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» … مسعد: إذا أفلس جنيف فسنذهب إلى أستانا

| عمار عبد الغني

رحبت معارضة الداخل- مسار حميميم بمذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» التي تم التوصل إليها خلال اجتماع «أستانا 4» من قبل الترويكا الضامنة روسيا، إيران، تركيا، وكشفت أنها ستوجه رسالة إلى المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بشأن ضرورة مشاركتها في جنيف6، محذرة أنه في حال أفلس جنيف فإنها ستذهب إلى أستانا، على حين اعتبرت أن «الفيدرالية» التي يروج لها في الشمال السوري إذا كانت «إدارية» ليس لديها مانع في ذلك.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش محاضرة ألقيت في مركز الرضا للتدريب والتطوير بدمشق لـ«هيئة العمل الوطني السوري» احد أطراف مسار حميميم للمعارضة الداخلية أول من أمس، بعنوان «تحديات اتفاقات الأستانا4 والمناطق منخفضة التصعيد على مسارات الأزمة السورية- المخاطر والتحديات» رحب المتحدث الرسمي باسم الهيئة إليان مسعد بالمذكرة، وقال: «أنا شخصياً استمزجت رأي بعض أقطاب معارضة الداخل ووفد معارضة الداخل وأصدرنا بياناً أيدنا كل ما يحقن دماء السوريين نحن معه وخصوصا أنه من الواضح أنها ليست هذه المناطق هي مناطق آمنة أو مناطق عزل أو حظر جوي، فهي مناطق تخفيف تصعيد فقط وهي مشابهة للمناطق التي ذهبنا إليها بحميميم في كانون الثاني 2016 في بلدتي يلدا وببيلا بريف دمشق الجنوبي».
وأضاف: «كل شيء يؤدي لحق دماء السوريين ولتصعيد الهجوم السلمي وليس الهجوم الإرهابي نحن معه».
وحول محادثات «جنيف6» التي ترعاها الأمم المتحدة والمقرر عقدها في 16 الجاري كشف مسعد بأنهم سيوجهون رسالة إلى دي ميستورا تؤكد ضرورة مشاركتهم في المحادثات، خصوصا أنه لم يلاحظ مواقف بناءة لما تسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، كذلك وفد الجمهورية العربية السورية الذي لم يقدم أيضاً شيئاً.
وأضاف قائلاً: «إن وفد الهيئة العليا للمفاوضات يتكلم وكأنه في عام 2012 وتقف بجانبه 141 دولة ويريد أن يسقط النظام وينحي ويضع، هذا الكلام غير مقبول»، معتبراً أن جنيف3 بفصلها الرابع والخامس لم يكن هناك شيء مثمر وكان فارغاً».
وأكد مسعد أنه «في حال أفلس جنيف فإنهم مستعدون للذهاب إلى أستانا وأن يجتمعوا مع الجميع أياً كان».
وفي رده على سؤال دوافع مسار حميميم للذهاب إلى «جنيف» قال مسعد: «هذا موقف للتاريخ، فهذه خطتنا التنفيذية للقرار 2254 وهذه هي الوثائق والمبادئ فوق الدستورية، نحن جاهزون للجلوس مع أي كان فليتفضلوا ويعدلوا ما يشاؤون، لكن وفق فيينا1 وفيينا2 اللتين حددتا هوية الدولة».
وبخصوص القرار الأميركي الأخير حول تسليح «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري في الشمال، قال مسعد: «إن الأكراد في أدبياتهم وأقصد (ب ي د) لا تشير إلى أنها تريد الانفصال لكن الممارسات على الأرض أنا غير راض عنها أبداً وأتكلم باسم معارضة الداخل، فالنوايا التي يعلنونها غير ما يمارس على الأرض.
وحول «الفيدرالية» التي يروج لها في الشمال، قال مسعد: إذا كانت هذه الفيدرالية إدارية فأنا لا أمانع، فالإدارية هي اللامركزية الإدارية الموسعة، أما إذا كانت سياسية فهي تصلح لدول مختلفة وتوحدت على نظام فيدرالي أو كومفيدرالي، ونحن لسنا بهذا الموضوع».
وفيم يخص التحركات العسكرية في الجنوب في شمال الأردن على الحدود السورية، قال مسعد: «إلى الآن لم يحدث شيء وباعتقادي لا أحد يجرؤ على التدخل، وحتى هذه اللحظة لم تستطع قوة أن تطأ حدودنا الجنوبية، أما أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والبريطانية والأردنية حاضرة، ومما لا شك فيه أن المخابرات الأردنية سهلت لداعش الاستقرار في حوض اليرموك ووادي الرقاد لاستغلال الموضوع للتدخل».
من جانبه، رأى هاني خوري، من «هيئة العمل الوطني السوري» والذي ألقى المحاضرة في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» هي خطوة كانت ضرورية لسبب أنها مطلب، فوقف إطلاق النار كان مطلباً قوياً جداً لإحداث أرضية للحل السياسي، وطالما أن هذا الاتفاق يسمح بتكريس الجهود على محاربة الإرهاب ويعطي نموذجاً حقيقياً على قضية مكافحته فأعتقد أنه مناسب جداً لفتح آفاق لأرضية الحل السياسي.
وحضر المحاضرة أمين عام ساحة سورية للتجمع العربي والسلام لدعم خيار المقاومة خير الدين الحلاق، وعضو المكتب السياسي في حزب المستقبل السوري عبد المجيد مراد ومحمد سليم قلعة جي من هيئة العمل الوطني السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن