سورية

الأزمة السورية تحضر على هامش منتدى «الحزام والطريق» … بوتين يبحث عملية أستانا مع نزار باييف وأردوغان ويدعو للتخلي عن الخطاب العدواني لحل الأزمات

| الوطن- وكالات

لم تغب الأزمة السورية عن «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي» الذي استضافته الصين في عاصمتها، وأجرى الزعيم الروسي فلاديمير بوتين على هامش مشاركته في أعمال المنتدى، مباحثات مع نظيريه الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف والتركي رجب طيب أردوغان، كل على حدة، تناولت أحدث المستجدات في عملية تسوية الأزمة السورية، بحسب الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف.
وتستضيف كازاخستان المحادثات السورية السورية في عاصمتها أستانا، والتي يشارك فيها كل من روسيا وإيران وتركيا كدول ضامنة.
ويشارك في المنتدى الذي يعتبر الأضخم من نوعه، 1500 مندوب من 130 بلداً و70 منظمة دولية، وبحضور زعماء 29 دولة.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني عن بيسكوف أن لقاء بوتين وأردوغان جاء تطويراً للحوار الذي أجراه الرئيسان في مدينة سوتشي الروسية مطلع الشهر الحالي.
وفي حينه كشف بوتين لأول مرة عن مبادرته الخاصة بإنشاء «مناطق تخفيف التصعيد» في سورية، والتي وقع الضامنون عليها خلال اجتماع «أستانا4» الذي عقد يومي الثالث والرابع من أيار الجاري.
وأوضح بيسكوف، أن لقاء أردوغان وبوتين جرى بعيداً عن عدسات الصحفيين، بحضور عدد من مسؤولي كلا الطرفين.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، نقلاً عن بيان صادر عن المكتب الصحفي للرئيس الكازاخستاني، أن الأخير بحث مع بوتين «نتائج اجتماع أستانا 4 حول سورية».
كما التقى نزار باييف الرئيس التركي على هامش أعمال المنتدى. وذكر المكتب الصحفي للرئيس الكازاخي، وفقاً لـ«روسيا اليوم»، أن أردوغان أكد أهمية إطار أستانا التفاوضي لمواصلة الحوار بشأن الأزمة السورية في جنيف، مشيراً بذلك إلى المحادثات السورية السورية التي ترعاها الأمم المتحدة.
وألقى الرئيس الروسي كلمة أمام زعماء الدول المشاركة في المنتدى، شدد فيها على أن الفقر، والظروف الاجتماعية السيئة إضافة إلى الفجوة الكبيرة في معدلات النمو بين الدول تشكل أرضا خصبة للإرهاب الدولي والتطرف والهجرة غير الشرعية.
ودعا بوتين دول العالم إلى التخلي عن الخطاب العدواني، مؤكداً أنه من خلال منطق النهج القديم لا يمكن حل أي مشكلة في وقتنا.
وقال: «لن ننسى تلك التهديدات التي تحملها الصراعات الإقليمية، ولتسوية هذه الصراعات، يجب التخلي أولاً عن الخطاب العدواني والاتهامات المتبادلة، التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع».
وأكد أن أوراسيا قادرة على تطوير وتقديم برنامج عمل هادف، بما في ذلك ما يتعلق بالقضايا الأمنية، وتطوير العلاقات بين الدول، وتنظيم الاقتصاد، والخدمات الاجتماعية، وأنظمة التحكم، والبحث عن محركات نمو جديدة.
ويعد منتدى «حزام واحد – طريق واحد»، أكبر وأوسع اجتماع تحتضنه الصين منذ تأسيسها عام 1949، ويحمل شعار «التعاون من أجل الرخاء المشترك».
وتعمل بكين من خلال المنتدى للترويج لرؤيتها الهادفة إلى توسيع العلاقات بين آسيا وإفريقيا وأوروبا عبر مبادرة طريق «الحزام والطريق»، والتي تدعمها باستثمارات بمليارات الدولارات.
ويهدف المنتدى إلى توسيع أنظمة المعايير الفنية وخطط البنية التحتية للبلدان، التي تقع في طريق «الحزام والطريق»، وتعزيز النقل المتكامل، وممرات النقل البرية والبحرية والجوية على صعيد القارات.
وبدوره، رأى أردوغان أن مشروع «الحزام والطريق» المعروف بـ«طريق الحرير الجديد»، من شأنه القضاء على الإرهاب المتصاعد في العالم. ودعا في كلمته أمام المنتدى إلى تفعيل هذا المشروع، الذي يشمل أكثر من 60 دولة، على مساحة 40 مليون كيلومتر، ويطول 4.5 مليارات نسمة من سكان العالم، وفقاً لمفهوم (ربح ربح)، وشدد على أن ذلك إن تحقق سيكون من شأنه أن يصب في خدمة الأمن والاستقرار في العالم.
وقدم الرئيس التركي بلاده كشريك حيوي ولا غنى عنه للمشروع. وقال: «تركيا تتمتع بموقع جغرافي مهم، وتعتبر نقطة تقاطع آسيا بأوروبا، لذلك تعدّ من أبرز الدول في نطاق طريق الحرير الاقتصادي، وهي ترغب بالتعاون مع جميع الدول في هذا الإطار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن