ثقافة وفن

ثمة لعب على الخيال والفكر في طريقة دمج وطرح الشخصيات والأحداث … «قناديل العشاق» البحث عن الحب في جو مشحون بالكراهية

| وائل العدس

قطع المخرج سيف الدين سبيعي أشواطاً كبيرة في تصوير مسلسل «قناديل العشاق» بعدما تنقلت كاميرته بين دمشق وطرطوس، تحضيراً لعرضه خلال شهر رمضان المبارك، مصوراَ قصص حب وصراع بين الشر والخير المتمثل حباً، الذي يدافع عن كل قيمه الخيرة في عصر فرض فيه الاحتلال العثماني كل شروره على مدينة صارعت بكل قوتها لتنتصر وتستمر حكاية حبها.
العمل من تأليف خلدون قتلان، وإنتاج شركة «سما الفن»، وبطولة: سيرين عبد النور، محمد حداقي، عارف الطويل، صباح بركات، روعة ياسين، سارة فرح، ميريام عطا الله، وفاء موصللي، جلال شموط، ديمة قندلفت، رفيق علي أحمد، فايز قزق، حسن عويتي، علي كريم، محمود نصر، أمانة والي، نزار أبو حجر وآخرين.

قصة العمل
تتناول أحداث العمل الفترة التي سبقت دخول أسعد باشا العظم إلى دمشق عام 1734 حينها كان أهل الشام يعانون انعدام الأمن والفقر بسبب الممارسات الظالمة للجيش العثماني (الانكشاريين) الذي كان يسيطر على المدينة ويقوم بسلب الناس مقدرات عيشهم وإغراقهم بالفوضى.
المسلسل عبارة عن دعوة للحب، وثمة لعب على الخيال والفكر في طريقة دمج وطرح الشخصيات والأحداث، وسيدخل ربما للمرة الأولى في «ماخور» مع عدم الخروج عن إطار الأخلاق والآداب في الطرح.
والهدف من وراء القصة الخيالية الاستعراض الحقيقي لمحاولة إيجاد نمط غنائي هادف من خلال مجموعة من الأغنيات الخاصة، والتي ستقدم في إطار روائي مربوط مع بعض «الاستكتشات» لشخصيات و«كاراكتيرات» تصقل الأحداث، وتجعلها منوعة في إطار ممسوك.
العمل الذي يحاكي حارات الشام العتيقة، لا ينتمي بالضرورة إلى أعمال ما يسمى «البيئة الشامية»، بل الهدف تقديم نموذج آخر عن التاريخ السوري، وواقع يستحق التوقف عنده اليوم.
إذاً، نحن أمام قصة حب كبيرة تحيطها الحكايات التي تخدم السياق الدرامي العام، فهي قصة متخيلة وقعت في زمن مادي ومكان وتاريخ وحدث سياسي، الرسالة الأبرز فيه «إذا اختفى الحب، فسنختفي». وتسعى معظم الشخصيات إلى البحث عن الحب في جو مشحون بالكراهية، ورجال السيطرة والفساد في مدينة يدافع بسطاؤها عن لقمة عيشهم، في حين يجمع مترفوها مزيداً من المال مستغلين حالة الفوضى العامة.

المرأة المظلومة
تعود اللبنانية سيرين عبد النور للدراما التلفزيونية بعد غياب موسمين، بشخصية رئيسة بدور «بلقيس» المرأة المظلومة التي تهرب من جبل لبنان إلى دمشق، لتصبح «إيف» صاحبة الصوت الجميل، تسوقها ظروفها السيئة للعمل بملهى في حارة «قناديل العشاق» وتصبح محاطة بـ«خواجات الشام»، وبالمصادفة تقع في حب العتال «ديب» وهو شاب شامي بسيط يشتهر بقوته وشهامته، رغم فقره وبساطته، فقد بدأ صراعه مع الحياة مبكراً، قبل أن يسرق أنظار «إيف».
وركزت سيرين على تغيير «اللوك» وإظهار شعرها بشكل واضح، بناء على الشخصية التي وضعها الكاتب والمخرج للشخصية.

دمعة سخية
بدورها قالت سارة فرح لـ«الوطن»: إن دخولي مجال التمثيل لم يكن مخططاً له وجاء مصادفة، كما أن جميع الترتيبات جرت بسرعة كبيرة، فعندما تواصلوا معي كنت حينها في فرنسا وأخبروني عن الدور بأن هناك شخصية جميلة جداً تتضمن مشاهد غنائية تحتاج إلى صوت قوي ونرى أنك ستؤدينها بطريقة جيدة، واحتواء الشخصية على مشاهد غنائية هو ما شجعني على خوض هذه التجربة وساعدني باتخاذ قراري بأريحية.
وتؤدي شخصية «رواء» وهي فتاة طيبة صاحبة دمعة سخية، تعالج أمورها بصمت وتروٍ وبكاء، وتصنف أنها ثاني أجمل فتاة بعد «إيف»، تكن مشاعر المحبة لـ«كوكب» صاحبة المنزل الذي تعمل به هي و«إيف» أيضاً، فهي مقربة جداً منهما، كما أنها أهل للثقة وتحمل المسؤولية.
لكن تلك الشخصية الطيبة موجودة ضمن ظروف اجتماعية لذلك عليها الكثير من إشارات الاستفهام والتعجب، وبالعموم الشخصية جميلة جداً وأنا أحبها جداً وتعني لي الكثير.

قوية الشخصية
أما صباح بركات فتؤدي شخصية «كوكب»، وهي امرأة قوية الشخصية تمتلك «حانة» أو ما يسمى «نايت كلوب» في أيامنا الحالية، تبحث عن فتيات جدد لتقديم البرنامج الفني، بعد أن كبرت أعمار السابقات، ما أدى إلى تراجع عملها لكون الرجال يحبون الفتيات الصغار بالعمر.
بعد عجزها عن ذلك، تسافر إلى بيروت لاستقطاب فتيات، فتلتقي «إيف» التي كانت تحاول الهرب من شاب يحاول استغلالها، ثم تعرض عليها العمل في الحانة، وتنشأ بينهما علاقة ودية، كما تساهم بحمايتها من جميع الظروف المحيطة بها، وحتى من ملاحقة «الآغا» لها باستمرار، وتساعدها كي تنسى ماضيها وتبدأ من جديد.
من جهة أخرى ترتبط بعلاقة مع شاب تنشله من التشرد والفقر وتجلبه للعمل لديها وتعرّفه على كبار الشخصيات بالمجتمع حتى يصبح رجلاً له مكانته، لكنه بالنهاية يغدر بها وستكون النهاية مؤلمة.

شديدة البخل
وكشفت غادة بشور أن دورها في المسلسل جديد كلياً وظريف وطريف، وقالت: «أجسد شخصية «تاجة» وهي سيدة تعلم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة في ما كان يسمى «الخجا»، وهي شخصية قريبة لما كان يقدمه الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي».
وأضافت: «يعيب على «تاجة» أنها شديدة البخل، لدرجة أنها تشارك التلاميذ طعامهم».

قصة حب
وتؤدي ميريام عطا اللـه شخصية «ضرسانة» العاملة في المكان الذي تديره «إيف» حيث إنها ستؤدي عدداً من الأغاني في المسلسل، تعيش قصة حب وتحاول الخروج من المستنقع الموجودة فيه إلى حياة أفضل.

ضيف شرف
يحل عارف الطويل ضيف شرف على العمل بشخصية «عز الدين»، وهو باشا الانكشارية في الشام بزمن سليمان باشا العظم وأسعد باشا العظم، يتعرض للكثير من الأحداث.

للمرة الخامسة
وكشف محمد خير الجراح أنه يلعب للمرة الخامسة شخصية حلاق سبق وأداها بـ«تلك الأيام»، و«كوم الحجر»، و«الزعيم»، و«صدر الباز»، وهنا يلعب شخصية «أبوحمدو» الحلاق ومفسر الأحلام الذي يتميز بأنه «نسونجي» ويحب السهر.

نهاية مؤسفة
وكشفت روعة ياسين أنها تجسد شخصية «ياسمين» التي تحيك كذبة ومؤامرة على أقرباء زوجها لتحصل على الميراث، ويرافق ذلك الكثير من الأحداث، حتى تنتهي بها الأمور إلى نهاية مؤسفة.

محبة لزوجها
وأكدت لميس عفيفة أنها تؤدي شخصية (فتحية – أم حمدو) وهي امرأة محبة لزوجها، وتدلّـله كثيراً، لكنه يحاول أن يعربد فتتعامل مع الموضوع بحكمة وعقل كبير، وتحاول أن تفهمه أنها تعرف بطريقة غير مباشرة، وتحتال عليه بإخباره أنها رأت حماتها في المنام ليشتري لها حلق ألماس لكنه يرفض.

حدث مفاجئ
وقالت ريم نصر الدين إنها تؤدي دور «سلوى» وهي فتاة مراهقة، تواجه والدها الذي يرفض أن يزوجها لأسباب تتعلق بالإرث، قبل أن تتعرض لحدث مفاجئ ستعرفونه أثناء العرض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن