رياضة

ضغط وضبط

| مالك حمود

لأنها عشقي وولعي وولهي الذي لم ولن أقدر على التحرر من إدمانه، فالكلام يفرض نفسه فيها وعنها أينما حللنا وفي معظم أحاديثنا، فالرياضة لها سحرها الخاص الذي لن يدركه إلا من ارتاد الملاعب سواء كلاعب في أرض الميدان، أم كمشجع يعيش على المدرجات أميز الأوقات في التفاعل مع الأحداث والمجريات، ويكون له مساهمة في تحقيق الانتصارات والإنجازات.
كنت في غاية السعادة وأنا أحضر القمة السلوية بين فريقي الوحدة والاتحاد، صحيح أنني لم أعتد أن أكون في موقع المشجع خلال رحلة عملي الإعلامي، لكنني كنت مشجعا وبقوة لأجواء ذلك اللقاء، فأسعدني كثيراً الحضور الجماهيري بألوانه الرائعة وتشجيعه النقي والخالي من الشوائب، من الفريقين.
لقد كان الجمهور هو نجم المباراة الأول وسط ضعف الأداء الذي فرضته أهمية اللقاء وحساسيته في حسابات التأهل للمباراة النهائية، لكن ثمة سؤالاً راح يراودني وبإلحاح:
كيف مر اللقاء على خير ولم تشبه شائبة، ولماذا كانت الروح الرياضية سيدة الموقف، ليغدو لقاءً رائعاً من حيث الشكل العام لجمالية المشهد الرياضي وجوهره المطلوب، عكس المباراة السابقة وما شهدته من خروج عن النص، بل إنها نسفت كل النصوص بالتخلي عن القيم الرياضية وأخلاقياتها.
هل هي العقوبات التي فرضت بحق الطرفين وطالت اللاعبين والجمهور والنادي أم إنه التدخل والتوعية من إدارتي الناديين للجمهور المتلهف لفرحة وانتصار أم إن السببين معا هما اللذان أوصلانا إلى هذه اللوحة الجميلة؟ وثمة سؤال ثان:
لماذا لم تأت التوعية قبل المباراة الأولى كي لا نصل إلى ما وصلنا إليه من مشاكل وعقوبات؟ ولماذا العقوبات؟!
لست ضد العقوبات مادامت الرد والرادع لكل إساءة تحدث في ملعب الرياضة وتسيء إلى أخلاقياتها، ولن ألوم اتحاد كرة السلة على قراراته وعقوباته المالية، لأنه لم يجتهدها من فكره وإنما هي تطبيق للوائح التي تم إقرارها في مؤتمر اللعبة ونالت موافقة ممثلي الأندية في ذلك المؤتمر، لكن سؤالي وملامتي على كيفية استبدال العقوبات الانضباطية والمسلكية بالغرامات المالية!
والملامة على من صوت على مادة كهذه ضمن لائحة العقوبات التي نالت موافقة أعضاء مؤتمر السلة، فالمال لن يعيد الأخلاق ولا أظنه يشكل الرادع الكافي ولاسيما أنه إذا توفر لدى بعض الأندية فذلك قد يعني للبعض إمكانية الخروج عن النص والأخلاق الرياضية مادامت الحكاية قد تنتهي بحرمان مباراة ودفع مبلغ مالي قد يكون للبعض (من طرف الجيبة).
هي رؤية شخصية نأمل ألا نضطر للحديث فيها مستقبلاً وأن تبقى أجواء مبارياتنا نظيفة، وأن تكون صالاتنا السلوية ملاذ العائلة للحضور والمتعة والتشجيع بحضارة ورقي، فالضبط يغني عن الضغط.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن