عربي ودولي

مذكرات اعتقال بحق 85 موظفاً بوزارتين تركيتين … يلديريم يدعو ألمانيا إلى الاختيار بين أنقرة والانقلابيين

دعا رئيس وزراء تركيا بن علي يلديريم أمس الثلاثاء ألمانيا إلى أن تختار بين صداقتها مع أنقرة أو الانقلابيين المزعومين بعد منح برلين اللجوء السياسي إلى بعض العسكريين الأتراك المتهمين بأنهم على صلة بالانقلاب الفاشل صيف 2016.
على حين أصدر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مذكرات اعتقال جديدة بحق العشرات من الموظفين الحكوميين وذلك في إطار حملة الاعتقالات التي ينفذها بحق معارضيه بذريعة المحاولة الانقلابية التي جرت في تموز الماضي.
وقال يلديريم في خطاب بثه التلفزيون: «على ألمانيا أن تقرر بشأن أمر واحد: إذا أرادت تحسين علاقاتها مع تركيا، فعليها إذاً أن تلتفت نحو الجمهورية التركية، وليس مؤيدي الداعية فتح اللـه غولن المقيم في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب».
وصدرت هذه التصريحات غداة منع أنقرة نواباً ألماناً من زيارة قاعدة أنجرليك في جنوبي تركيا التي ينتشر فيها جنود ألمان.
ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الإثنين هذا القرار بأنه «مؤسف» وتحدثت عن «بدائل ممكنة من أنجرليك» كالأردن على سبيل المثال.
ومن دون أن يتطرق مباشرة إلى أنجرليك، اتهم يلديريم برلين أمس بأنها تسببت في «تدهور جديد للعلاقات» من خلال منح «عسكريين فروا إلى الخارج» حق اللجوء بعد الانقلاب الفاشل في تموز. وقدم مئات من الديبلوماسيين والعسكريين وعائلاتهم طلبات لجوء في ألمانيا منذ الانقلاب الذي عزته أنقرة إلى حركة غولن.
ومنذ كانون الثاني، طلبت أنقرة من برلين رفض تلك الطلبات وطالبت أيضاً بتسليم الانقلابيين المفترضين الذين يسود الاعتقاد أنهم لجؤوا إلى ألمانيا.
وتواجه برلين وأنقرة منذ سنة مزيداً من الخلافات والأزمات الدبلوماسية، إذ دائماً ما تتهم تركيا ألمانيا بالتدخل أو دعم المجموعات المعارضة للرئيس أردوغان، مثل حزب العمال الكردستاني.
إلا أن هذا الخلاف الجديد يأتي مباشرة بعد الأزمة العميقة التي حصلت في الربيع، عندما اتهم أردوغان برلين وعواصم أوروبية أخرى بممارسات «نازية» بعد منع عدد كبير من اجتماعات الدعم للإصلاح الدستوري الذي عزز صلاحيات الرئيس التركي.
وفي سياق آخر أصدر النظام التركي مذكرات اعتقال جديدة بحق العشرات من الموظفين الحكوميين وذلك في إطار حملة الاعتقالات التي ينفذها مع معارضيه بذريعة المحاولة الانقلابية التي جرت في تموز الماضي.
وذكرت قناة «سي إن إن ترك» التركية: «إن الادعاء التركي أصدر مذكرات اعتقال طالت 85 موظفاً في وزارتي الطاقة والتعليم» دون إعطاء المزيد من التفاصيل. ولم تتوفر تفاصيل إضافية بشأن أحدث مذكرات اعتقال التي تأتي بعد قرار محكمة يوم الإثنين بحبس أوجوز جوفين رئيس تحرير الموقع الإلكتروني لصحيفة (جمهورييت) لحين محاكمته بتهم نشر دعاية إرهابية وفق ما أوردت الصحيفة.
وانضم جوفين إلى 12 صحفياً من صحيفة جمهورييت يقضون أحكاماً بالسجن تصل إلى 43 عاماً لاتهامهم بدعم شبكة غولن.
وكان عشرات الآلاف من الشبان الأتراك من طلبة جامعة الشرق الأوسط والجامعات الأخرى تظاهروا في أنقرة الجمعة الماضي احتجاجاً على السياسات الديكتاتورية التي يتبعها أردوغان ونظامه الاستبدادي.
وشنت أجهزة النظام التركي إثر المحاولة الانقلابية في الـ15 من تموز الماضي حملات اعتقال وإقالة لعشرات آلاف الموظفين من مختلف القطاعات المدنية والعسكرية التركية حيث وصل عدد المعتقلين حتى الآن إلى 49 ألف شخص من موظفي الدولة والأكاديميين وعناصر الأمن بمن فيهم الصحفيون والمدرسون كما تمت إقالة عشرات آلاف آخرين.

رويترز- أ ف ب- سانا

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن