الأولى

الجعفري: الدستور حق حصري للشعب.. والمعارضة تشابكت بالأيدي … دي ميستورا أعلن نهاية «جنيف 6» ووفد الجمهورية نسف ورقته

| الوطن

انتهت الجولة السادسة من اجتماعات جنيف التي لم تبحث في أي من السلل الأربع المتفق عليها كجدول أعمال المسار السياسي، واكتفت بالبحث في آلية للتشاور بشأن الدستور.
وقال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في نهاية الاجتماعات: «نجحنا في التركيز على العملية السياسية مع الحفاظ على السلال الأربع»، مشيراً إلى أن الاتفاق مع وفد الجمهورية العربية السورية حول اجتماعات الخبراء لا يهدف لوضع دستور جديد لسورية لأن هذه المهمة شأن يخص الشعب السوري فقط، منتقداً تناقض «وفود المعارضات» ومطالباً إياها بتوحيد مواقفها «على الأقل على مستوى الخبراء»!
وشهد وفد «منصة الرياض» المعارضة عراكاً بالأيدي بين أعضائه داخل فندق «رويال» حيث مقر إقامته، كما شهد انسحاب كامل ممثلي ميليشيات «الجيش الحر» من صفوفه ومن عملية جنيف بسبب ما سموه: «عدم وضوح المرجعية والتخبط في اتخاذ القرار وعدم وجود إستراتيجية تفاوضية»!
وتمكن وفد الجمهورية العربية السورية، بدبلوماسيته المعهودة ومهنيته العالية برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، من نسف الورقة التي قدمها دي ميستورا أول أيام «جنيف ٦» وكانت تنص على تشكيل «آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية» تتضمن عدداً من الخبراء الأجانب وممثلين عن الحكومة السورية ووفود المعارضة المشاركة وشخصيات يختارها المبعوث الأممي من منظمات غير حكومية ومن المجموعة النسائية التي شكلها، على أن تنعقد خارج جولات جنيف الرسمية، وأن تكون القرارات التي تقدمها «مساعدة» لدفع مسار التفاوض في السلال الأربع.
وبعد جلسة نقاش طويلة مع المبعوث الأممي، قام وفد الجمهورية العربية السورية بنسف ورقة دي ميستورا وإلغائها كلياً وقدم ورقة جديدة له فوافق عليها، وهي تؤكد أن دستور الجمهورية العربية السورية شأن سوري لا يحق لأحد التدخل فيه، ووافق وفد الحكومة على مشاركة اثنين من أعضاء الوفد في البحث في «أفكار» غير ملزمة وغير مسيسة حصراً، مع خبراء من مكتب دي ميستورا وخلال الجولات وليس من خارجها، على أن يطلع عليها كامل الوفد في وقت لاحق ويبدي ملاحظاته عليها.
وفي تصريح للإعلام أعلن الجعفري أن «المشاورات المكثفة مع دي ميستورا أسفرت عن اتفاق بدأ بموجبه اجتماع غير رسمي بين خبراء من وفدنا مع خبراء من فريق دي ميستورا»، وقال: موضوع الدستور حق حصري للشعب السوري ولا نقبل التدخل الخارجي فيه، وأضاف: توجنا محادثاتنا مع فريق دي ميستورا باجتماعات فنية غير رسمية على مستوى الخبراء لمناقشة الأفكار ذات العلاقة بالعملية الدستورية، شارحاً أن «عمل الخبراء بين وفدنا ووفد دي ميستورا عبارة عن تبادل للآراء بين الجانبين حول مسائل يمكن أن تفيدنا بالعملية الدستورية، على أن تعرض على كامل الوفد ويقرر ويقيم نتائج تلك المناقشات وتبادل الآراء».
ويعتبر إنجاز الوفد السوري في جنيف انتصاراً جديداً على «مفخخات» دي ميستورا وفريقه والمجموعات التي تضغط عليه، وكان يأمل من خلال ورقته التي قدمها أول مرة من فرض دستور إلزامي على السوريين ويشارك في صياغته خبراء من الأمم المتحدة.
وألغى الوفد السوري كل ما يتحدث عن «آلية تشاور»، وفرض، بالمقابل، اجتماعات فنية تبحث فقط في المبادئ الأساسية للمسار السياسي والموجودة لدى دي ميستورا وسبق أن قدمها وفد الجمهورية العربية السورية في الجولتين السابقتين والمبنية على نتائج المباحثات التي سبق أن جرت في جنيف وفي موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن