رياضة

كيوي على مائدة المجاعة

| مهند الحسني

في الوقت الذي تبحث فيه رياضتنا بين الأدراج، وخلف الخزائن عما تسد به حد كفافها، وفي الوقت الذي تعاني أنديتنا، ومنتخباتنا الوطنية شحاً مادياً شديداً تسبب في اعتذار أغلبيتها عن مشاركتها في بعض الأنشطة الرسمية، وأمام كل هذه الظروف الاستثنائية تقع رياضتنا في مطب سوف يكلفها الكثير من أموال المنظمة، في توقيت وشكل غير مناسبين، وحتى لا تضيع ملايين رياضتنا كما ضاعت سابقاً، فإن القائمين على الرياضة السورية مطالبون بتحديد أهداف هذه الرياضة غير الشعبية التي لن يتمكن من ممارستها سوى أبناء الأثرياء فقط.
ظن الرياضيون في وطننا الحبيب أن خبر إطلاق رياضة (البيسبول) وتبني الاتحاد الرياضي العام لها خبر مكذوب، أو أنه من باب الدعاية لا أكثر، ووعود أصحاب القرار القائمين عليها بتوفير متطلباتها ودعمها واحتياجاتها، ليتبين لنا لاحقاً أن الأمر ليس بدعاية، وأن الخبر صحيح ومؤكد لنقع في تناقض شديد.
هل من أطلق اللعبة هو نفسه المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي عجز عن توفير متطلبات الكثير من الألعاب الفردية والجماعية، وهو نفسه الذي عجز عن تأمين حذاء رياضي لرباع مشارك في الأولمبياد بالفترة السابقة، وهو نفسه الذي يرفض إقامة بعض لاعبي المنتخبات الوطنية في الفنادق الرياضية، ويطالبهم بالمغادرة فور انتهاء التجمع أو البطولة بذريعة ضغط النفقات، وهو نفسه من عجز عن الحفاظ على الرمق الطفيف لسد احتياجات مشاركة أندية الكثير من المحافظات.
والسؤال هنا، هل اكتفت ألعابنا ورياضتنا، وتوفرت كل احتياجاتها، وأكلت الخبز والجبن فأحب المكتب التنفيذي أن يجود عليها بغالي الثمار والفواكه فدعم ألعابنا برياضة الخواجات والبكاوات.
لا نعلم المنطق الحاكم لقرارات قيادتنا الرياضية، ولكن من الواضح أنه منطق أعوج يدعم الكماليات ويتجاهل الأساسيات والضروريات.
ليس من الحكمة في شيء أن نضيع وقتنا في إعادة التجارب التي مر بها الآخرون، والتي أثبتت فشلها، فالوقت أثمن من أن نضيعه للوصول إلى النتائج نفسها، وإن كان لابد لنا من متعة التجربة، فلتكن في تجارب جديدة لم يختبرها الآخرون، لست من هواة جلد الذات في زمن تجلد فيه رياضتنا الوطنية بشكل علني.
لو أتقنت قيادة الرياضة الحالية التخطيط لمستقبل الرياضة كما تخطط لمصالحها الانتخابية وسفراتها والذي منه، لوصلت الرياضة السورية إلى ميدالية براقة في الألعاب الأولمبية، ولوصلنا إلى كأس العالم في كرة القدم منذ سنوات، لكن ذكاءنا وخبرتنا وحنكتنا لا تظهر إلا في صحراء مصالحنا الشخصية، ونفتقدها عندما يتصل الأمر بالشأن العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن