عربي ودولي

أردوغان يعود إلى حزبه: ازدياد مخاطر تبنيه سياسة عدوانية في المنطقة

| الوطن – وكالات

فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس عهداً جديداً من عهود عبادة الشخص في تركيا. وخلال المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية الذي قرر انتخابه رئيساً لحزبه، أسبغ عليه رئيس وزرائه علي يلدريم لقب «المؤسس الأول للحزب». ويعول أردوغان على السلطة التي اكتسبها من الدستور الجديد وعودته رئيساً للعدالة والتنمية من أجل الانطلاق في سياسة خارجية أكثر عدوانية.
وسيجد الرئيس التركي في شمالي سورية والعراق، مسرحاً لتنفيذ خططه لتوسيع دور بلاده في المنطقة، وزيادة نفوذها الإقليمي، كي لا يتم تقرير شيء في المنطقة دون الرجوع إلى أنقرة. ويزيد من مرونة السياسة التركية في المنطقة أن العلاقات الأميركية الروسية تمر بمرحلة من الغموض وعدم اليقين تمنع إطلاق التعاون بين البلدين، فضلاً عن تصاعد العداء الأميركي لإيران وحلفائها في المنطقة.
وفشلت القمة الأميركية التركية مؤخراً، في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وأنقرة حيال التعاون الأميركي مع «وحدات حماية الشعب» الكردية. ورداً على ذلك أعلنت تركيا أنها ليست طرفاً في المعركة القائمة من أجل الرقة. وفي غضون ذلك، لوحت أنقرة بتعزيز الحشود العسكرية التركية على الحدود السورية التركية، مع تسرب تقارير عن تدريب الجيش التركي مزيداً من ميليشيات المسلحين السوريين في شمال سورية. وهكذا تهدد أنقرة واشنطن بتكرار عملية «درع الفرات» هذه المرة في اتجاه مناطق منبج أو تل أبيض أو تل رفعت السورية أو سنجار العراقية. وضمنت الولايات المتحدة لقوات حماية الشعب مناطق سيطرتها السورية، في حين أعلنت أنها ستعمل سواء عبر الطرق السياسية أو العسكرية، على طرد مسلحي حزب العمال الكردستاني من منطقة سنجار العراقية بعد انتهاء عملية الموصل.
وبالرغم من التوتر التركي الأميركي إلا أن أنقرة باتت في موقع المساومة مع واشنطن، إذ تشكل خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإشراك حلف شمال الأطلسي في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي تقوده واشنطن، مدخلاً لتركيا من أجل ابتزاز الولايات المتحدة على مصالحها المختلفة في سورية والعراق وبالأخص العلاقة مع «وحدات حماية الشعب». وقرارات الحلف جماعية، لذلك تغدو الموافقة التركية على مشروع ترامب شديدة الأهمية بالنسبة لواشنطن، خصوصاً في ضوء المعارضة الفرنسية الألمانية المشتركة.
وأطلقت الدبلوماسية التركية المساومة عبر المطالبة بعزل روبرت ماكغورك من منصبه مبعوثاً للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي، ملوحة بالرد على أي هجوم تشنه حماية الشعب الكردية على أراضيها.
وفي كلمته أمام المؤتمر الاستثنائي، توعد أردوغان بإطلاق حملة «حاسمة» للقضاء على الإرهاب في مختلف المناطق التركية، وبالأخص الشرقية منها. وهدد حزب العمال الكردستاني «بي. كي. كي» وداعميه، بمزيد من الضربات الموجعة، مشيراً إلى أن الحزب الذي تحظره تركيا، أخفقت في تحقيق أهدافه في الداخل التركي، متهماً إياه بالعمل على تحقيق تلك الأهداف في دول الجوار.
وعاد أردوغان إلى قيادة حزب العدالة والتنمية الذي أسسه عام 2001، بعد أن قطع صلته به عقب توليه منصب رئاسة الجمهورية في العاشر من آب عام 2014.
وكانت القوانين والدساتير التركية، تفرض على رئيس الجمهورية قطع صلته بالحزب السياسي الذي كان ينتمي إليه قبل وصوله إلى منصب الرئاسة. إلا أن التعديلات الدستورية التي جرى الاستفتاء عليها في 16 نيسان الماضي، سمحت لرئيس الجمهورية بالانتساب إلى حزب سياسي.
وبدوره، وصف يلدريم، الذي أعاد رئاسة الحزب إلى أردوغان، المؤتمر الاستثنائي للعدالة والتنمية بـ«عيد استقبال المؤسس الأول للحزب». واعتبر أن «نضال تركيا لم ينته في المنطقة»، معلناً أنه لا يمكن الوصول لتفاهم أو وضع سياسات حول المنطقة بمعزل عن تركيا، مبيناً أن كل من يدعم الإرهاب خسارته محتومة.
وأشار إلى الولايات المتحدة من دون أن يسميها، فقال يلدرم: إن على الدول أن تعرف أنه لا يمكن محاربة تنظيمات إرهابية بالتعاون مع تنظيمات إرهابية أخرى، لافتاً إلى أن العالم بات يعرف أن تنظيم حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية لا فرق بينها، مضيفاً: «ننتظر من الدول التي نعتبرها صديقة لنا، رؤية هذه الحقيقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن