ثقافة وفن

مشاهدات برنامج تلفزيوني قيد التصوير!

| يكتبها: «عين»

برنامج رمضاني
كنت في موعد مع صديق لي في مطعم على أوتستراد المزة، جئت باكراً، فوجدت ازدحاماً ملحوظاً، علماً أنني آتي إلى المكان المذكور لأنه هادئ وقليل الزبائن ولا يوحي بفخفخة وبذخ، وعندما سألت عن سبب الازدحام، عرفت أن الشباب يصورون برنامجاً تلفزيونياً!
فكرت بالتراجع، ولكن الفضول دفعني لأتابع ما يجري.. ورحت أسأل، كما يفعل أطفال حلب عندما يشاهدون كاميرا التلفزيون:
– إيش فيه؟ عمبتصوروا مسلسل للتلفزيون؟
– باب الحارة يعني؟
– وينو أيمن زيدان؟
– جايه بسام كوسا؟
وتمكنت بفضولي من جمع المعلومات اللازمة، فلا أيمن زيدان موجود، ولا بسام كوسا قادم، بل إن البرنامج بعنوان لافت هو « كلوز أب»، فقلت ممتاز هذا يعني أن هناك هدايا على الأقل معجون أسنان، فخاب ظني حيث لايوجد لاهدايا ولا مكافآت ولا حتى فنجان قهوة للضيوف الذين وقفوا بالدور!
طاقم العمل مستنفر والعطش باد على الوجوه والكل يعرف أن الشغل لايكفي ثم كهرباء ومي واتصالات، ومع ذلك يشتغلون بصبر!
سألت عن طاقم العمل، فقيل لي: إخراج سليمان طوفان، وإعداد وتقديم باسمة نيشة، تشاركها حنان خليل، وعندما سمعت صوت المخرج: بلا صوت.. كاميرا! خفت، وجلست صامتاً، أنتظر بدء تصوير أول حلقة.
لم أسمع شيئاً.. كنت أتابع الحوار بين المذيعة وصحفية من دون فائدة عبر لغة الشفاه (اللبسنغ)، وخاصة أن الديكور أخذني بعيداً، فلا فهمت الحوار، ولا فهمت معنى الألوان، ولا معنى الإكسسوارات، فقلت لنفسي: لابد أن تكون مهندسة الديكور موجودة، فسألت عنها، فقيل لي اسمها ريم مهنا وهي غير موجودة.
دققت بالتفاصيل، فإذا هي كثيرة: مساحات من القماش الأحمر والأسود، كشاكش خيش في السقف، لوحة للكاز، وكأن الكهرباء مقطوعة والكاز مفقود، سلال، فازات، جرن قهوة مرة، صندوق على الطاولة في قلب اللوكيشن.
وأخيراً، وجدت الفانوس، فتذكرت أن الفانوس يرمز إلى رمضان، وأن كلوز أب هو برنامج رمضاني!

الإعلان التلفزيوني!
لماذا لا تتدخل المؤسسة العامة للإعلان في صياغة الإعلانات الرسمية التي لا يزال يتحدث أغلبها عن 4 صور، حاسر الرأس ولا حكم عليه وطلب خطي مع طابع، وغير ذلك من الجمل المعروفة!
ملاحظات تلفزيونية على نشاط مسرحي!
– تقطع الكهرباء أثناء عرض المسرحية، ويضطر مسرح القباني لاستخدام المولدة، واللدات في ممرات المسرح، والخنقة في القبو لاتطاق.
– تتجه من ساحة يوسف العظمة باتجاه السبع بحرات، وقبل أن تنعطف باتجاه مسرح القباني أكداس القمامة تستقبلك وليس هناك من يهتم!
– يتوزع الحضور في أرجاء المسرح كل واحد بجهة ويتكدس الباقون في الصفوف الأولى!
– كثير من الإعلانات، ولا إعلان يومياً عن نشاط مسرحي.

مخرج إكسترا!
قبض مخرج إكسترا أقل من عشرين ألف ليرة عن عشر حلقات وثائقية، دفع فيها نصفها اتصالات بالمونتير على مدار عام ونصف وهو يشد حيله ويثير همته كي يتابع العمل، وكانت وجهة نظر المونتير صحيحة: ع شو عم تعذبوا حالكم؟ ع حق القهوة؟ بلاها!

انتباه!
قال لي أحد العاملين إن من النادر أن يقوم مخرج البرنامج بقراءة النص والبحث عما يحتاجه، فعمله محصور بالحضور قبل ساعة من البث وصلى الله وبارك، وعلى المخرج المنفذ سماع ماذا يريد المعد من عناصر إخراجية؟
إخراج آخر موضة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن