ثقافة وفن

فنّ التمثيل هو البوابة التي منحتني الرغبة في طرق عالم الإخراج .. عبد الله السيّار لـ«الوطن»: بعد الحصول على جائزة أفضل إخراج أحضّر لمنحة المؤسسة العامة للسينما

| عامر فؤاد عامر

يبقى للحلم مكانته الأجمل في قلب الشباب وطموحه للوصول إلى الهدف، والشباب السوري خير مثالٍ في ذلك، مهما كانت الظروف قاسية وصعبة عليهم. وفي تحقيق الحلم السينمائي اليوم نكهة مميّزة وخاصّة ولاسيما أنها اللغة الحيّة العصريّة القادرة على إيصال مفاهيم ومضامين لا يمكن لأي لغة أخرى أن تحملها، وضمن مهرجان دعم سينما الشباب للأفلام القصيرة الذي ترعاه وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما كان لفيلم «خبز» القصير حضوره المميز في الدّورة الأخيرة منه، لنيله جائزة أفضل إخراج، والتي استحقها كلّ من «عبد اللـه السيّار» و«يزن أنزور». وعن هذه الجائزة، والحلم السينمائي، وتجربته الخاصّة، يتحدث لنا «عبد اللـه السيار».

مؤخراً نلت جائزة أفضل إخراج في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان دعم سينما الشباب في دمشق، مناصفةً مع شريكك في الإخراج يزن أنزور، ماذا تعني لك هذه الجائزة؟ ما الحافز الجديد الذي شكلته لك؟
هذه الجائزة تعني لي الكثير، وأوّل ما حملته لي هو معنى النجاح حيال ما قمنا به والحمدلله، ومن جهةٍ ثانية فإنه من خلال هذا الفيلم وهذا النجاح بتُ أدرك أن: «الساعي لا بدّ نائل»، لأقف وصديقي المخرج «يزن أنزور» على منصة التكريم. فللنجاح وقعٌ رائعٌ في النفس، وللمثابرة أهميتها. أيضاً أن هذه الجائزة تعني لنا تحدياً، ومسؤوليّة، وحافزاً على المتابعة، والإنجاز. وننشد أن نكون كما يرانا من أحسنوا بنا الظنّ، ونقدّم كلّ ما يليق بهم وبالجميع. فالفنّ مساحة لنا جميعاً.

حدّثنا عن فيلم «خبز»؟ ما الفكرة التي أردت أن تصل إليها من خلاله؟ حبذا لو تطلعنا على شيء من تفاصيل العمل والتحضير له؟
الفيلم الذي استحققنا عنه الجائزة هو فيلم (خبز) وهو فيلم قصير من كتابة «ولاء قضماني»، والمعالجة الدّراميّة للأستاذ «نضال قوشحة»، والنص جميل وبسيط في آن معاً، فهو يصف حالة إنسانية، كانت منتشرة بكثرة في مجتمعنا السوري، وهي العطاء بلا مقابل وعلى قدر المستطاع. والعطاء ممن؟ من رجل لديه إعاقة، فهو أصم وأبكم، ويعيش حياةً هادئةً، يحبّ الأطفال، ويحاول أن يزرع البسمة على شفاههم، وهذا الإنسان يعمل خبازاً في فرن، ودائما نجده يقف أمام التنور، وهو بيت النار القديم الذي كان ينضج فيه الخبز، ليرى بعينيه نضج الرغيف، واحمرار وجنتيه. ليصبح كالقمر في ظلام الليل، ومثله بعيد المنال عن الكثيرين من الناس في هذه الظروف التي تعيشها سورية. قمت وشريكي في العمل المخرج يزن أنزور باختيار مواقع التصوير، والتحضير بشكلٍ جيّد للعمل مع المؤسسة العامة للسينما، منتجة العمل، والجهة التي شجّعت ودعمت إنتاج هذا الفيلم، وباقي الأفلام لزملائنا في دبلوم العلوم السينمائيّة وفنونها. وقد قمت بأداء الشخصيّة الأساسية في الفيلم، وهو الفرّان (صطيف) الأصم الأبكم ذو القلب الطيّب، الذي يضيء له العالم في ثغر طفلٍ سعيد. وقد تدربت على أداء هذه الشخصيّة بوضع سدادات للأذنين، وأمضي في الشوارع بين الناس لأتمثل هذه المعاناة، وأدرك كيف يحيا هؤلاء مع هذه الإعاقة في هذا العالم، كذلك فقد تعمّدت أن أجالس بعضهم قبل العمل. وأتمنى أن أكون قد وفقت في أداء هذه الشخصيّة التي قضت برصاصة قناص حيث كان (صطيف) يحاول إيصال ربطة الخبز للصغيرة التي فقدت والدها جراء الحرب، لتتابع تلك الطفلة مسيرة العطاء، وتحذو حذو هذا الطيّب حيث نراها تحاول إسعاد الأطفال الآخرين، وتكمل مسيرة العطاء في إشارة رائعةٍ إلى أن هذه القيمة الإنسانية ستستمر مهما حدث.

متى بدأ حلمك بالإخراج؟ وهل الدراسة في دبلوم العلوم السينمائيّة قدّمت لك ما كنت تحلم به؟
ما كان الإخراج يوماً من أولويّات ميولي الفنيّة، لكن حبّي للتمثيل وأدائي (سابقاً) للعديد من الأدوار الفنيّة جعلاني أهتم أكثر بموضوع الإخراج، حيث أدركت ما له من أهمية بالنسبة للعمل الفني، وبدأت أتطلّع للعمل خلف الكاميرا، كما عملت أمامها. وبعد أن تناهى إلى مسمعي أن المؤسسة العامة للسينما ستُحدث وللمرّة الأولى دبلوم العلوم السينمائيّة وفنونها، وهو نواة لتأسيس معهدٍ سينمائي في سورية، قررت خوض غمار هذه التجربة. وفي معرض الحديث عن الدّبلوم أودّ التوجّه بالشكر لوزارة الثقافة، وللمؤسسة العامة للسينما، والقائمين على دبلوم العلوم السينمائيّة، وفنونها، بجهازها الإداري، والتدّريسي، على هذه الفرصة التي منحونا إيّاها.

ما مشروعك الجديد القريب في العمل الإخراجي؟ هل تفكر أن تبقى فقط ضمن السينما أم سيتعدى ذلك إلى ميادين أخرى؟
بعد نيلنا الجائزة أنا وصديقي المخرج يزن أنزور (جائزة أفضل إخراج) والتي آمل أن تكون بداية لخير، ومشاركة، وتعاون دائم بيننا، فقد منحتنا المؤسسة العامة للسينما فرصة لإخراج فيلم احترافي قصير. ونعمل في هذه الفترة على التحضير له، وننتظر إعلان بدء السنة الثانية من دبلوم العلوم السينمائية وفنونها، الذي تُهيئ له المؤسسة العامة للسينما. فإما أن أبقى ضمن هذا المجال وإما لا، فذلك تبعاً للمستقبل وما سيحمله من فرصٍ وعروضٍ في مجالي الإخراج والتمثيل معا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن