سورية

«شهداء اليرموك» يقتل 24 من «النصرة»…الجيش يواصل عملياته في درعا وقيادي للمسلحين يقر بفشل «عاصفة الجنوب»

الوطن – وكالات : 

لم يجد المسلحون رداً على فشل «عاصفتهم» في مدينة درعا التي ردها الجيش العربي السوري على نحورهم، سوى استهداف المدنيين بالقذائف مما أسفر عن استشهاد مواطن وجرح أربعة آخرين أمس، وعلى حين واصلت وحدات الجيش عملياتها في درعا والقنيطرة، تلقت «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية ضربة قاسية على يد «لواء شهداء اليرموك»، خلال المواجهات بينهما في ريف درعا.
وفي التفاصيل، ارتقى شهيد وأصيب 4 أشخاص بجروح صباح أمس جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقها مسلحون من بلدة النعيمة ومخيم النازحين على حيي الكاشف وشمال الخط في مدينة درعا.
ونقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مدير الصحة بدرعا عبد الودود الحمصي: إن المشفى الوطني والعيادات الشاملة في المدينة استقبلت جثمان شهيد وأربعة أشخاص أصيبوا بشظايا قذائف صاروخية على حيي الكاشف وشمال الخط.
وفي إقرار غير مباشر بفشلها، اعتبر أحد قادة المسلحين في درعا العميد الفار فايز مجاريش أن إعلان «عاصفة الجنوب» في درعا كان «سابقاً لأوانه»، ونفى أن تكون مجموعة «أصدقاء سورية» قد لعبت دوراً في تعطيلها، مؤكداً أن «الخارج لم يفرض أي شيء علينا، وتعطيل العمل إلى الآن يتعلق بأمور تنظيمية وتخطيط غير سليم، والعمل اليوم يحتاج إلى إعادة تخطيط وتنظيم بما يتوافق مع المعطيات على الأرض».
وحاولت تقارير إعلامية تسويغ إخفاق «عاصفة الجنوب» التي أطلقتها «الجبهة الجنوبية» التابعة لمليشيا «الجيش الحر» قبل نحو أسبوع، بالقول: إن غرفة «الموك» الاستخباراتية الكائنة في الأردن، قد ضغطت على المجموعات المسلحة لوقف الهجوم من أجل إعطاء فسحة للجهود الدبلوماسية التي تقودها موسكو.
وأكد مجاريش في حديث مع أحد المواقع المعارضة: إن كسر خطوط النظام في درعا مهمة في غاية الصعوبة، وقال: «كنا نتوقع حدوث مثل هذه المشاكل بعمل بحجم تحرير مركز مدينة درعا»، وأضاف: «النظام خلال الأعوام الأربعة الماضية عمل على إنشاء تحصينات وسواتر وقد حوّل مركز المدينة إلى حصن وقلعة عسكرية بكل معنى الكلمة وامتلاكه مختلف أنواع الأسلحة داخل المدينة».
ميدانياً، تم تدمير آليات مزودة برشاشات في سلسلة ضربات لسلاح الجو على تجمعات التنظيمات الإرهابية في مدينة درعا ومحيطها، وذلك على حين قضت وحدة من الجيش في عمليات دقيقة على بؤر لمسلحي «النصرة» والمجموعات المسلحة غرب تجمع المدارس بدرعا المحطة، وشرق ساحة الطلايبة، وجنوب جامع الخليل بدرعا البلد.
كما نفذت وحدة من الجيش عمليات مكثفة على مواقع مسلحين «النصرة» في بلدة النعيمة شرق مدينة درعا بنحو 4 كم أسفرت عن «مقتل وإصابة العديد من أفرادها وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة».
وتشكل بلدة النعيمة نقطة وصل بين أوكار الإرهابيين في قرى صيدا وأم المياذن ونصيب، وممراً لتسلل المرتزقة عبر الحدود الأردنية بعد تدريبهم في معسكرات إرهابية يقيمها النظام الأردني على أراضيه بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي واستخبارات غربية وإقليمية.
واعترفت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل عدد من أفرادها من بينهم (خلدون حمد اليوسف- أحمد موسى العبود).
من جهة أخرى، نقل موقع «زمان الوصل» المعارض عن مصدر داخل لواء «شهداء اليرموك» في ريف درعا، أن مسلحي اللواء قتلوا 24 من عناصر «النصرة» بينهم أمراء وقياديون وأسروا عدداً آخر، خلال المعارك التي تلت هجوم «جيش فتح الجنوب» على بلدة نافعة أحد معاقل «شهداء اليرموك».
وعلى حين أكد المصدر مقتل أمير قطاع درعا في «النصرة» أبو صالح الجزراوي، ومسؤولها العسكري أبو مصعب كيماوي، تواردت أنباء غير مؤكدة عن مقتل الأمير العسكري العام لـ«النصرة» في حوران «أبو صلاح مسالمة» في هذه المعارك.
ويعتبر هذا الهجوم الأعنف الذي يشنه مسلحو «النصرة» على مناطق سيطرة «شهداء اليرموك» منذ أسابيع. وكانت المعارك، التي اندلعت بين الطرفين على خلفية اتهام «النصرة» للواء بمبايعة تنظيم داعش قبل شهرين، قد شهدت مؤخراً، هدوءاً ملحوظاً مع استمرار الجبهة وحلفائها بمحاصرة منطقة «حوض اليرموك».
وأصدر «شهداء اليرموك» أمس الأول بياناً هدد فيه بقصف بلدة حيط التي يسيطر عليها مسلحو حركة «أحرار الشام» و«النصرة» في حال استمر انطلاق القذائف منها باتجاه قرى حوض اليرموك.
في غضون ذلك، نفذت وحدة من الجيش عملية نوعية أسفرت عن مقتل إرهابيين أغلبيتهم من النصرة وحركة «أحرار الشام» و«ألوية الفرقان» وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم في بلدة مسحرة الواقعة في الجهة الشرقية لريف القنيطرة، وذلك على حين أوقعت وحدة أخرى قتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية خلال عمليات مركزة على تجمعاتهم وتحركاتهم شمال قرية الحميدية غرب مدينة القنيطرة.
وأقرت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل عدد من أفرادها، بينهم الإرهابي في النصرة عمر أحمد إبراهيم الملقب أبو صهيب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن