عربي ودولي

البابا يستقبل ترامب واختلاف الشخصيتين أبرز ما ميز اللقاء

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إلى بروكسل في أول زيارة يقوم بها إلى مقر حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بعد أن كان البابا فرنسيس استقبل أمس في الفاتيكان الرئيس الأميركي وسط أجواء وصفتها بعض المصادر بالـ«ودية»، حيث جمع هذا اللقاء رجلين على طرفي نقيض في أغلب المواضيع، وكانت الانتقادات المتبادلة بينهما بدأت منذ أكثر من عام أي قبل أن يتسلم ترامب السلطة في بلاده.
وبعد مصافحة ودية، وقف ترامب الذي علت الابتسامة وجهه والبابا الذي كان أكثر جدية أمام عدسات المصورين مطولاً قبل أن يعقد لقاء ثنائياً استمر نصف ساعة في مكتبة الفاتيكان.
وبدأ البابا اللقاء بالترحيب بترامب قائلاً: «أهلا بك» ورد ترامب عليه «إنه لشرف كبير جداً».
وتبدو المواضيع الخلافية كثيرة بين «الملياردير» و«بابا الفقراء»، من إقامة الحواجز في وجه الهجرة إلى الليبرالية الاقتصادية، لكن من النقاط المشتركة بينهما التشدد في مكافحة الإجهاض.
وعلى هذا الصعيد، فإن ترامب أجاز للشركات أن ترفض تمويل نفقات منع الحمل لموظفيها، وجمد تمويل منظمات غير حكومية دولية تؤيد الإجهاض، وعين قاضيا محافظا متشددا معروفا بمواقفه المعارضة للإجهاض في المحكمة العليا.
وهذا ما يحظى بتأييد الكاثوليك المحافظين الذين يشكلون نصف الناخبين الأميركيين، إضافة إلى تأييد البابا فرنسيس. فبالرغم من وصفه بأنه «ثوري»، يبقى البابا الأرجنتيني حارسا صارما للتقاليد في المسائل الأخلاقية، وقد عارض مؤخراً الأبحاث العلمية حول الأجنّة البشرية.
وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر «هذه الزيارة تاريخية فعلاً، لم يسبق لأي رئيس أن زار مراكز الديانات اليهودية والمسيحية والمسلمة ومواقعها المقدسة في رحلة واحدة. ما يحاول الرئيس ترامب القيام به هو توحيد الشعوب من جميع الديانات حول رؤية مشتركة تقوم على السلام والتقدم والازدهار».
وبعد اللقاء، انصرف البابا فرنسيس لعقد جلسته الأسبوعية الاعتيادية كما في كل يوم أربعاء أمام آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس، فيما قام ترامب بزيارة خاصة إلى كنيسة سيستينا.
وكان البابا فرنسيس قال قبل عشرة أيام بشأن زيارة ترامب «سأعبر عن أفكاري، وسيعبر هو عن أفكاره»، مؤكداً أنه «لا يحكم أبدا على شخص من دون الاستماع إليه».
كما كان الحبر الأعظام أعلن مسبقاً عن موقفه حيال ترامب، مؤكداً رغبته في «البحث عن الأبواب المفتوحة قليلا على الأقل» و«التطرق إلى المسائل المشتركة» من أجل المضي قدما. وقد يسعى بالتالي للتأثير في الملفات التي لم تحسم بعد، مثل الموقف الأميركي من التغير المناخي.
وهذا الحرص الشديد الذي يبديه الفاتيكان في خطابه بعيد كل البعد عن النقد اللاذع الذي وجهه البابا إلى ترامب في شباط 2016 في وقت كان لا يزال مرشحا للانتخابات التمهيدية الجمهورية، حين قال ردا على سؤال ومن غير أن يذكر رجل الأعمال الثري أن «شخصا يريد بناء جدران وليس جسوراً ليس مسيحياً». واعتبر ترامب في حينه من «المعيب» أن يقوم رجل دين «بالتشكيك في إيمان شخص»، من غير أن يتخلى عن مشروعه لبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن