سورية

دعا جميع الأطراف إلى تقديم «تنازلات لصيانة الوطن».. وخروج المقاتلين غير السوريين … طيب تيزيني: الهدف الآن أصبح المحافظة على سورية كوطن صالح للجميع

| الوطن

اعتبر المفكر المعارض محمد طيب تيزيني، أن الأزمة التي تمر بها سورية منذ أكثر من ست  سنوات تحتاج إلى «عمل أكثر» لحلها، وشدد على أن «الهدف الآن أصبح المحافظة على سورية كوطن صالح للجميع»، داعياً جميع الأطراف إلى تقديم «تنازلات لصيانة الوطن». وأقام مجمع اللغة العربية في سورية أمس حفلاً في قاعة أحمد منيف العائدي بحي المالكي بدمشق لاستقبال العضو الجديد تيزيني حضره بعض المثقفين والمهتمين والإعلاميين، وحرص أعضاء من المجمع على منع الصحفيين من أخذ تصريحات من تيزيني بذريعة أنه «ليس هناك وقت للأحاديث الصحفية لأن هناك الكثير من العمل يجب أن ينجزوه».
وفي تصريح هاتفي لـ«الوطن»، بعد انتهاء الحفل، أوضح تيزيني في معرض رده على سؤال حول رؤيته للوضع في سورية والأزمة التي تمر بها، أنه وخلال اللقاء التشاوري للحوار الوطني الذي عقد بدمشق في 10 تموز 2011 بهدف حل الأزمة التي اندلعت في منتصف آذار من العام نفسه «لخص بناء على طلب الحضور» سبل حل الأزمة بـ«سحب السلاح والجلوس على طاولة مشتركة (للحوار) وأن مسألة الإصلاح توقفت نهائياً وحذرت من أن الوضع لا يحتمل، وطالبت بتفكيك الدولة الأمنية وإيجاد مجموعة عمل تعمل على صياغة برنامج عمل لمسألة الخلاص»، لافتاً إلى أنه ورغم مرور أكثر من ست سنوات على الأزمة «لم ألاحظ أي شيء للتغيير». وأضاف: المأساة السورية تحتاج إلى عمل أكثر والهدف الآن أصبح المحافظة على سورية كوطن صالح للجميع من كل الطوائف والملل. كوطن يلتقي فيه جميع السوريين».
ودعا تيزيني إلى خروج جميع المقاتلين غير السوريين من البلاد والعودة إلى بلادهم و«ترك السوريين يحلون مشاكلهم بحوار ومحبة وإصرار على العيش المشترك». وكرر تيزيني التشديد على ضرورة «جمع السوريين مع بعضهم البعض والحفاظ على الوطن من الجميع، فللأسف الأمور صارت بصيغ أخرى»، معتبراً أن الخطوة الأولى للحل هي «تأسيس لقاء بين السوريين وأن المساواة هي من توحدهم».
وأعرب تيزيني عن تمنياته بأن «يرى شيئاً جديداً يحافظ على سورية وشعبها محافظة كاملة»، وقال: «إننا بحاجة إلى حالة جديدة من التوافق والمصارحة لأننا ننتمي إلى وطن واحد».
واعتبر أنه يمكن لفريق أن «يقدم تنازلاً هنا وفريق آخر أن يقدم تنازلاً هناك لصياغة» التوافق والحفاظ على سورية وشعبها، لافتاً إلى «فكرة اقتسام العمل».
وتمنى تيزيني أن «تعود سورية إلى سابق عهدها وأن يتشارك الجميع في الدفاع عنها وإعادة بنائها». وختم تيزيني تصريحه بالقول: «حب الوطن هو المعيار الحاسم..».  وتضمن الحفل كلمات لرئيس المجمع مروان المحاسني، الذي رحب بالتيزيني بالقول: «يسرنا في مجمع اللغة العربية استقبال ابن وطني بار، ومفكر عربي معاصر».
كما ألقى عضو المجمع عبد الإله نبهان كلمة قدم فيها السيرة الذاتية لتيزيني، كشف فيها أن ترشيح التيزيني مقترح منذ ثماني سنوات. وبدوره ألقى العضو الجديد تيزيني كلمة تحدث فيها عن سلفه الراحل جورج صدقني إضافة إلى تقليده الشارة المجمعية.
وتيزيني من مواليد حمص 1934 حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 أولاً والدكتوراه في العلوم الفلسفية عام 1973 من ألمانيا عمل في التدريس في جامعة دمشق. وشغل وظيفة أستاذ في الفلسفة واختير عام 1998 كواحد من مئة فيلسوف في العالم للقرن العشرين من قبل مؤسسة كونكورديا الفلسفية الألمانية الفرنسية.
له ستة وعشرون كتاباً منها: «من التراث إلى الثورة» مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط «فصول في الفكر السياسي العربي» «ومن اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة» «وآفاق فلسفات عربية معاصرة» كما نشر مئات البحوث والدراسات حول قضايا الفكر العربي والعالمي وشارك في عشرات المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية والعالمية وكان عضواً في لجنة الدفاع عن الحريات في الوطن العربي.
درس تيزيني لدى شيخ للكتاب يدعى عبد السلام في حيه في منطقة باب الدريب في مدينة حمص، وعندما أخذ الشهادة الإعدادية تفرغ للعمل بحثاً عن تأمين الحاجات المعيشية، ومن ثم التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية، ليحصل خلال مدة تأديته الخدمة الإلزامية على الشهادة الثانوية، ومن ثم انتقل إلى أوروبا وإلى ألمانيا بالتحديد، ليحصل فيها على شهادة الماجستير والدكتوراه.
اطلع تيزيني على أفكار المعري وتولستوي وجان جاك روسو وابن خلدون وديكارت وماركس، ولاحظ غياب الدراسات عن الفكر العربي، وبعد نيله درجة الدكتوراه عاد إلى دمشق عام 1968، وخاض صراعاً مع البيروقراطية حتى تم تعيينه مدرساً في جامعة دمشق. وأخذ تيزيني على عاتقه مهمة نشر الوعي من منظور تنويري، وهو الذي يرى أن الديمقراطية في حياتنا تمثل المقدمة والعرض والخاتمة.
يتبع تيزيني المنهج المادي الجدلي التاريخي المجرد، ويرى أن هذا المنهج سيبقى محتفظاً بركيزته الكبرى الممثلة في ثنائية التجاوز والتخطي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن