ثقافة وفن

الموسيقار الكبير إلى مثواه الأخير .. الوتر يعزف لحناً حزيناً لرحيل سهيل عرفة … أمل عرفة: أبي تحت جلدي وقلبي يغلفه الرماد

| وائل العدس – تصوير طارق السعدوني

في موكب مهيب، وبمشاركة شعبية ورسمية كبيرة، شيع الموسيقار السوري الراحل سهيل عرفة من مستشفى الإيطالي، وصلي على جثمانه الطاهر في جامع «لالا باشا» في شارع بغداد عقب صلاة الجمعة، ثم ووري الثرى في مقبرة الدحداح بعدما وافته المنية مساء الخميس الماضي عن عمر ناهز 82 عاماً بعد معاناة مع المرض.
وكان من بين الحضور، ابنته أمل، إضافة إلى نقيب الفنانين زهير رمضان، ونائبه هادي بقدونس، وعضو مجلس الشعب عارف الطويل، ورئيس فرع نقابة الفنانين في دمشق فيصل عبد المجيد، والفنانون عبد المنعم عمايري ووائل رمضان وسليم صبري وأحمد رافع وعصمت رشيد وشكران مرتجى وأمين خياط، ومستشار وزير الثقافة محمود عبد الواحد، وممثل عائلة الفنانة الراحلة صباح الأب فراس حكوم.
وتقبلت النجمة أمل عرفة التعازي مع أشقائها يوم أمس، إضافة لليوم ويوم غد في صالة جامع الأكرم في أوتستراد المزة، للرجال والنساء من الخامسة وحتى السابعة مساءً.
وكانت أمل قد كتبت عبر صفحتها على الفيس بوك: «أبي تحت جلدي وقلبي يغلفه الرماد… اللـه معك ياروحي وحبيبي ورفيقي وعزي وسندي… من اليوم رح تنام بسلام».

مسيرة غنية

ولد الفنان الراحل في دمشق عام 1934، وبدأ مطرباً ثم انتقل إلى التلحين، وهو متزوج وله 4 أبناء من ضمنهم أمل عرفة.
حاز دبلوم شرف من المعهد الموسيقي في حلب، وهو عضو في نقابة الفنانين منذ عام 1968، وشارك بالإذاعة ببرنامج «ألوان» وغنى فيه أغنية لفريد الأطرش بعنوان «نورا يا نورا».
في عام 1974 عيّن رئيس فرقة موسيقية، لدى هيئة الإذاعة والتلفزيون.
نال عدة شهادات تقدير من نقابة الفنانين ومحافظة دمشق ووزارة الإعلام ووزارة الثقافة ومهرجان الأغنية السورية.
دخلت ألحانه الشهيرة التي قدمها منذ نهاية الخمسينيات الوجدان العام، ورددتها الجماهير العربية في كل مكان، فهو صاحب لحن (يا دنيا) و(بلدي الشام) لوديع الصافي والأغنية الأخيرة شاركته فيها فاتن حناوي و(يامال الشام) و(ميلي ما مال الهوى) لصباح فخري و(عالبساطة) و(بياع التفاح) و(اخذ قلبي سكارسة) لصباح و( يا طيرة طيري يا حمامة) لشادية و(بالأمس كانت) لفهد بلان، و(رمانا بحبو يا قلبي)، و(واللـه لنصب تلفون) لنجاح سلام، و(قدك المياس) لطروب، و(يعطيك العافية يا بو العوافي) لسمير يزبك، و(من قاسيون أطل يا وطني) لدلال الشمالي، و(ودي المراكب عالمينا) لمروان محفوظ، و(صباح الخير يا وطناً) لأمل عرفة وفهد يكن. وعشرات الأغاني الشهيرة الأخرى، التي لحنها خلال مسيرته الفنية الطويلة، وأطلقها بأصوات كبار نجوم الغناء في عالمنا العربي.
وحازت أغنيته الموجهة للأطفال «غنوا معنا يا أطفال العالم» جائزة الميدالية الذهبية في مهرجان «النقود الذهبية» في إيطاليا، وكرمته جامعة الدول العربية عام 1999 ومنحته لقب الموسيقار.
ولعل تعاونه مع الراحل عيسى أيوب كان سبباً في أنه ومنذ تأسيس منظمة طلائع البعث عضو في لجنة التحكيم في مهرجانات المنظمة.
وهكذا فقد كانت افتتاحيات المهرجانات كلها من تأليف عيسى أيوب وألحان سهيل عرفة. فقد عرف هذا الثنائي كيف يخاطبان الطفل في الأغنية الخاصة به وقد نالا جوائز عديدة في أكثر المهرجانات العربية والعالمية.
وقد لحن سهيل عرفة عدداً من الأعمال الموسيقية لعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية، كما كتب الموسيقا لعدد كبير من الأفلام السينمائية مثل «الفهد» وهو من تأليف حيدر حيدر وإخراج نبيل المالح. و«المغامرة» لسعد اللـه ونوس و«المصيدة» وغيرها.
وقد برز عرفة في مجال تلحين الأغنية الوطنية ما زاد في شهرته، فلحن أغاني كثيرة جداً مثل «من قاسيون أطل ياوطني» للشاعر اليمني عباس الديلمي و«بلد الشام وأهل الشام» للشاعر حسين حمزة.

تكريم رئاسي
عين سهيل عرفة في وزارة الإعلام السورية عام 1974 بمرسوم جمهوري، أصدره الرئيس الخالد حافظ الأسد.
وتقديراً لإبداعاته، فقد منحه الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق أواخر عام 2007، وحصل على عشرات الجوائز والتكريمات وآخرها لمناسبة عيد الفنانين قبل أسبوعين.

قالوا لـ«الوطن»
سليم صبري: «سهيل عرفة من الفنانين القدماء وهو صديقي العزيز، كان يمد يده لمساعدة كل الناس، وكان شخصاً ودوداً جداً، وكان يرعى كل الفنانين بكل الأشكال، اللـه يرحمه كان قامة طويلة وقلباً واسعاً وصديقاً لكل الناس والفنانين».
وائل رمضان: «لا أعرف ماذا أقول في رحيل هذا الرجل العملاق الذي مهد لأجيال الموسيقا في الفن والأدب والدراما، فسهيل عرفة شخص مهم، واليوم خسرناه وودعناه ولهو أمر محزن جداً، ويحز في النفس، ولكوننا فنانين نتمنى أن نكون مثله ونستطيع أن ننجز ما قام به وقدمه سواء في الدراما والغناء والطرب لسورية، هو قامة كبيرة».
الأب فراس حكوم: «نتقدم بأحر التعازي برحيل القامة الكبيرة والهرم الفني سهيل عرفة، برحيله سورية تخسر بالجسد أحد المبدعين، أحد الأهرامات، أحد الفنانين الذين حملوا رسالة سماوية مقدسة، الفن عطية مقدسة من اللـه، فكان الراحل الكبير خير من حمل هذه الرسالة، أدى رسالته بكل محبة ووطنية وإبداع وإخلاص، أحب وطنه كثيراً، أحب كل الشعب العربي، وترجم هذه المحبة إلى أعمال لا تموت أبداً، وكذلك أثني على القيادة السورية الحكيمة التي كرمت الفنان منذ بدايته وحتى النهاية وترعى الفنانين وتكرمهم، وليس الفنان مهاناً كما في لبنان، ففي سورية لا يموت فقيراً أو جائعاً أو مهاناً أو مرمياً على أبواب المستشفيات، هذه العناية بالفنان المبدع السوري من القائد حافظ الأسد وأكمل المسيرة الرئيس بشار الأسد، فالفنان هو سفير بلاده لكل أنحاء العالم ونحن نجلّ هذه الرعاية ونقدرها».
فيصل عبد المجيد: «الموسيقار عرفة من العمالقة الأوائل في سورية في فنه وأخلاقه وهو من رواد الحركة الفنية السورية وفصل كامل في تاريخها، وما حصوله على وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة إلا دليل على فرادة».
أمين الخياط: «الراحل رفيق عمر، منذ أن بدأنا معا في خمسينيات القرن الماضي كان همه الأول والأخير الأغنية السورية التي ناضل للحفاظ على هويتها ونشرها وتطويرها، لدرجة أنه لدى اشتغاله على أي لحن كان يعمل على ابتكار جمل لحنية سورية تبتعد عن تقليد مثيلاتها المصرية المهيمنة على الساحة وقتها، وكان يحرص على تسجيل أعماله بكل دقة عبر فرقة الفجر التي كنت أقودها وهو فنان عظيم وأخلاقه عالية ودود مع أصحابه وزملائه ووطني في سلوكه وعمله».

رثاء إلكتروني
كعادتهم عند كل وفاة، سارع الفنانون السوريون إلى رثاء الموسيقار الراحل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما كتبه البعض:
سلاف فواخرحي: «الرحمة للفنان السوري الكبير سهيل عرفة وللغالية أمل وعائلته والوسط الفني كل التعازي، بالأمس كانت ألحانه ونغماته الجميلة، وبالأمس عزف لنا يا دنيا راحوا الغوالي».
شكران مرتجى: «إنا للـه وإنا إليه راجعون، وفاة الفنان الكبير سهيل عرفة والد الصديقة أمل عرفة، البقاء لله والصبر لأمل وللعائلة ولمحبيه الكثر.
صفاء سلطان: « ببالغ الأسى نودع قامة من قامات الفن السوري الراقي وموسيقاراً عربياً عريقاً، أستاذنا الكبير سهيل عرفة، عزائي لأختي وحبيبتي أمل عرفة، اللـه يصبر قلبك لأني بعرف شو بيعنيلك غير أنه والدك، اللـه يرحمه ويحسن إليه ويجعل مثواه الجنه يارب».
جيهان عبد الكريم: «أحر التعازي للفنانة أمل عرفة بوفاة والدها الموسيقار الكبير سهيل عرفة، جعله اللـه في جنان النعيم».
غادة بشور: «الموسيقار الكبير سهيل عرفة لن ننساك، ستبقى في القلب دائماً رحمك اللـه، كل العزاء للفنانة أمل عرفة ولمحبيه».
تولاي هارون: «سهيل عرفة لروحك السلام، والصبر لأمل عرفة قلبي معك».
أيمن زيدان: «ها هو الزمن الصعب يضيق بواحد من الكبار، وداعاً المبدع سهيل عرفة، وعزائي الشديد لأمل وسمر وعادل ولكل العائلة».
جيني إسبر: «أحر التعازي للنجمة أمل عرفة بوفاة والدها الموسيقار سهيل عرفة، إن للـه وإن إليه راجعون»
باسم ياخور: «صانع الألحان الخالدة، رحل الموسيقار الكبير سهيل عرفة ووالد الفنانة أمل عرفة، رحل إلى دار الحق، الرحمة لروحه والصبر والعزاء لزميلتنا أمل عرفة».
محمد خير الجراح: «الموسيقار سهيل عرفة في ذمة اللـه، أتقدم من الأخت الصديقة أمل عرفة وأسرة الفنان الراحل بأحر التعازي، الرحمة والسلام لروحك أبو عادل، ولأسرتك وأصدقائك ومحبيك الصبر والسلوان».
ديمة الجندي: «شو ما حكيت عنك عمو سهيل ما بيكفي، أب وصديق وأحن وأطيب قلب، اللـه يرحمك، رح تبقى بالقلب وبالذاكرة دائماً، قلبي معك أمول، الملحن والموسيقار الأستاذ سهيل عرفة في ذمة اللـه، إنَا لله وإنَا إليه راجعون.. تعازيّ الحارة لعائلة الفقيد».
علاء قاسم: «رحل من تربينا على ألحانه، رحل من هو جزء من ذاكرتنا، رحل من هو باقٍ أبداً، لروحك الرحمة والسلام، لترقد في عليائك بسلام.. وداعاً سهيل عرفة».
ريم عبد العزيز: «الفنان الكبير الملحن سهيل عرفة في ذمة اللـه، اللـه يرحمك ياعمو والصبر والسلوان لعائلتك وأصدقائك وللغالية أمل عرفة».
ناصيف زيتون: « قامة كبيرة ساهمت بتكوين هوية للأغنية السورية، الموسيقار سهيل عرفة في ذمة اللـه، الرحمة لروحه والصبر والعزاء للفنانة أمل عرفة»
محمد زهير رجب: «سهيل عرفة.. قامة من قامات الفن العربي والسوري.. سهيل عرفة الموسيقار الكبير والد الصديقة والنجمة السورية أمل عرفة، سهيل عرفة الإنسان.. وداعاً.

تقرؤون في عدد الغد الحوار الأخير الذي أجرته الوطن مع الراحل الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن