سورية

القوات المسلحة تستعيد زمام المبادرة بسرعة…«النصرة» تعول على الانتحاريين لاختراق حلب والجيش يصطادهم بالكمائن

 حلب- الوطن – وكالات : 

بعد إخفاق هجومين سابقين خلال أقل من أسبوع، عاد فرع تنظيم القاعدة في سورية «جبهة النصرة» في هجومه ليل أمس الأول على حي الزهراء شمال حلب إلى تكتيكه المتبع باستخدام الانتحاريين والعربات المفخخة وسيلةً لتحقيق خرق، لكن من دون فائدة ترتجى لاعتماد الجيش العربي السوري على المصائد والكمائن لإيقاع المهاجمين في شركه والقضاء عليهم. كما استعادت وحدات الجيش زمام المبادرة بسرعة وشنت هجوماً مباغتاً صباح أمس على البحوث العلمية التي تسلل إليها المسلحون صباح أمس.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن «غرفة عمليات أنصار الشريعة» بقيادة «النصرة» منيت بانتكاسة كبيرة في هجومها الأخير وإثر محاولات عديدة لتنفيذ الوعود التي قطعتها لداعمها الرئيسي حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية» بتعديل خطوط التماس في حلب لمصلحتها كمقدمة لاختراق الأحياء الغربية الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش.
وأكد المصدر مقتل 17 من عناصر «النصرة» في كمين محكم للجيش الذي غض طرفه عن تسللهم إلى البناء الواقع في الزاوية الشمالية الشرقية مقابل جامع الرسول الأعظم فعمد إلى محاصرتهم واقتحام الطابق الأرضي الذي احتموا فيه والقضاء عليهم.
وتمكنت وحدة الجيش المرابطة من تدمير العربة المفخخة BMB التي كان يقودها انتحاري «النصرة» الملقب بـ«أبو أسامة الجزراوي» قبل وصولها إلى هدفها مقابل جامع الرسول الأعظم، ما انعكس على سير المعركة على الرغم من استخدام المهاجمين للأسلحة الثقيلة والصواريخ المتطورة والاسطوانات المتفجرة التي انهمرت على الأبنية المأهولة بالسكان وأوقعت شهداء وجرحى.
مصدر معارض مقرب من أحد فصائل «غرفة عمليات فتح حلب»، والتي شاركت في الهجوم على جمعية الزهراء مع «أنصار الشريعة»، أوضح لـ«الوطن» أن مسلحي الغرفة رفضوا مساندة مقاتلي «جبهة النصرة» المحاصرين وتلبية نداء الاستغاثة الذي أطلقوه على خلفية خذلانها لزملائهم من «ثوار الشام» الذين حوصروا الأربعاء الفائت في مبنى بمنطقة إكثار البذار خلال كمين للجيش شمال الجمعية والذي تمكن من قتل 37 منهم وأسر 7 آخرين بث التلفزيون السوري اعترافاتهم بتلقيهم تدريبات داخل الأراضي التركية وبدعم من حكومتها والسفاح رجب طيب أردوغان.
وتعمق الشقاق بين غرفتي «أنصار الشريعة» و«فتح حلب» إثر المصائد الناجحة التي نجح الجيش العربي السوري في نصبها لمسلحيهم وتبادل الاتهامات فيما بينهما بالعمالة لنظام الحكم والاستفراد في اتخاذ قرارات بدء المعارك والانسحاب منها من دون تنسيق.
وقدر مصدر ميداني لـ«الوطن» عدد قتلى المسلحين في هجوم ليل أمس الأول، الذي استمر 5 ساعات، بأكثر من 150 قتيلاً ونحو 300 جريح، ما سيترك أثراً كبيراً على سير المعارك مستقبلاً في حال استمرارها.
وإقرار بفشلها، أوقفت غرفة «عمليات أنصار الشريعة» الهجوم على حي الزهراء وانسحب عناصرها من المواقع التي سيطروا عليها ليل الإثنين – الثلاثاء، حسبما ذكر موقع «الدرر الشامية» المعارض.
وتمكنت وحدات الجيش من إحباط هجوم شنته «النصرة» صباح أمس على الشيخ لطفي أقصى جنوب المدينة وتدمير رشاش ثقيل وقتل 5 مسلحين 3 منهم من غير السوريين، في الوقت الذي استعاد فيه الجيش زمام المبادرة سريعاً وشن هجوماً صباح أمس بالطيران والمدفعية والصواريخ على البحوث العلمية الذي تسلل إليها المسلحون في وقت سابق غرب حلب الجديدة وأوقع في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى.
ونقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش وجهت «ضربات دقيقة» على بؤر المسلحين في أحياء الراشدين الأولى والليرمون والزيدية وبستان القصر وقاضي عسكر والجديدة، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتكبيدهم خسائر بالعتاد.
وفي الريف الجنوبي لحلب، نفذ الجيش عمليات نوعية على مواقع المسلحين ومحاور تحركاتهم ببلدة بنان الحص وخربة المعاصر ما أسفر عن سقوط العديد من المسلحين قتلى ومصابين وتدمير آليات وأسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم. جاء ذلك بعد يوم من مقتل عدد من المسلحين خلال عمليات للجيش على تجمعاتهم في قرية العامرية، بينهم (سامر رضوان مرجان – حذيفة هيثم قنطي- علي حمدو قنطي – كمال أبو حفص)، وفقاً لما نشرته مصادر المسلحين على مواقع التواصل الاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن