عربي ودولي

أكد تلبية 90 بالمئة من مطالب الأسرى.. وكشف عن تعيين أقدم أسير في مركزية «فتح» … عبد الهادي لـ«الوطن»: تعليق الإضراب لنختبر جدية الاحتلال

| سامر ضاحي

أكد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي، أن الأسرى الفلسطينيين والسوريين يد واحدة، معتبراً أن تعليق إضرابهم جاء بعد تلبية 90 بالمئة من مطالبهم، وليس إنهاء للإضراب وذلك لاختبار جدية الاحتلال الإسرائيلي في تلبية المطالب التي تم الاتفاق عليها.
وأمس أعلن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي تعليق إضراب الأسرى الذي بدأه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي في 17 نيسان الماضي للمطالبة بتحسين أوضاعهم الحياتية داخل هذه السجون رافعين عدة مطالب لتلبيتها وما لبث أن انضم إليهم رفاقهم السوريون.
جاء إعلان التعليق بعد مفاوضات في سجن عسقلان بين قيادات أمنية فلسطينية وإسرائيلية وحضور ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.
وتجاوز عدد الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال 1300 أسير، وعلى رأسهم كان القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي إضافة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وكريم يونس الذي يعتبر من أقدم المعتقلين الفلسطينيين، كما شاركهم عميد الأسرى السوريين في سجون الاحتلال صدقي سليمان المقت.
وفي تصريح لـ«الوطن» كشف عبد الهادي أمس، أن الاتفاق سبقه مفاوضات «قبل 48 ساعة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقاد المفاوضات الأخ مروان البرغوثي ما أدى إلى تلبية 90 بالمئة من مطالب الأسرى الإنسانية».
وأوضح أن أبرز المطالب التي تم تلبيتها «تعدد الزيارات حيث كان سابقاً يسمح بزيارة واحدة للأسير واليوم ازدادت هذه الزيارات وبات يسمح بزيارتين كحد أدنى حسب طلب الأهالي».
وأضاف: «مبدئياً ستكون هناك زيارتان لأن هناك مشكلة في الزيارات ففي بعض الأوقات يتم تحديد زيارة يقوم بها نصف أهالي الأسير والباقي لا يستطيعون القدوم ولكي يعطى أولئك فرصة ثانية صار يسمح بزيارتين».
وإضافة إلى زيادة عدد الزيارات قال عبد الهادي: إنه سيسمح «بالاتصال هاتفياً بالأهالي حسب الحاجة والسماح لهم بالدراسة والموافقة على إدخال الصحف واحترام الأسرى بشكل لائق عند نقلهم من سجن لآخر».
وشدد عبد الهادي على أن الأمر هو تعليق للإضراب وليس إنهاءً له لأن التعليق هو «لاختبار التنفيذ من سلطات الاحتلال ومراقبته».
وحول تأثير زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي على تعليق الإضراب، قال عبد الهادي: بذلنا جهداً جباراً مع المجتمع الدولي ومنذ 3 أيام التقيت رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر (بيتر ماورير) بدمشق وسلمته مذكرة رسمية خلال اجتماع مهم في منزل السفير الجزائري بدمشق (صالح بوشه) وبحضور السفير الروسي (في دمشق ألكسندر كينشاك) والكوبي (روهيريو مانويل سانتانا) ومعالي (المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية) الدكتورة بثينة شعبان ووزير الإعلام الأسبق محسن بلال»، وأضاف: «وهو (ماورير) قال لي حرفياً: إن اقتراحات مقدمة على طاولة رئيس حكومة الاحتلال (بنيامين) نتينياهو وننتظر الأجوبة وأيضاً الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) تحدث مع ترامب ومع كل المجتمع الدولي وكان يحذرهم بأن أي استشهاد لأي أسير سيكون كارثة في المنطقة وكان موقفاً حاسماً وصارما».
وفي هذا الخصوص بدا لافتاً ما كتبه معلق الشؤون الدولية في صحيفة «كوميرسانت» الروسية سيرغي ستروكان أول من أمس بأن ترامب، أثناء وجوده على الأراضي الفلسطينية، تمكن شخصيا من إدراك مدى توتر العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد ثلاث سنوات من إخفاق مباحثات السلام ووصولها إلى طريق مسدود، حسب رأيه الذي أشار فيه أيضاً إلى دعوة لجنة شؤون الأسرى الفلسطينيين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى إضراب عام، بالتزامن مع زيارة ترامب، وإعلان «يوم الغضب»، في 24 الجاري.
بالعودة إلى تصريح عبد الهادي فقد كشف أنه «أمس (الجمعة) رددنا على كل الضغوطات الأميركية والدولية لوقف رواتب الأسرى بشكل واضح إذ عينا كريم يونس عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح وهو أقدم أسير فلسطيني والهدف الرد على المطالبات والتأكيد على أهمية الأسرى»، قبل أن يختم كلامه مؤكداً أن «الاتفاق يسري على الأسرى السوريين أيضا» مشدداً على أن «الشيء المطمئن أن هناك تكاتفاً وتضامناً بين الأسرى الفلسطينيين والسوريين وهم بالفعل يدٌ واحدة».
ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بنحو 6500 أسير، من بينهم 29 أسيراً محتجزاً ما قبل اتفاق السلام الذي وقع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عام 1993.
وكانت العاصمة دمشق شهدت عدة فعاليات تضامنية مع الأسرى ففي السابع من الشهر الحالي وبحضور عدد من المنظمات الفلسطينية وممثلين عن الأحزاب الوطنية في سورية نظمت «حركة فلسطين حرة» وقفة تضامنية مع الأسرى في منطقة المزة في دمشق، ألقيت خلالها عدة كلمات أكد فيها رئيس «حركة فلسطين حرة» ياسر قشلق أنه: «إذا لم يوحدنا الأسرى فلا شيء بعد ذلك يوحدنا، نحن توحدنا فلسطين ونحن كحركة على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية لأن كل الفصائل تؤمن بتحرير الأسرى وتحرير الأرض وخاصة في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر فيه المنطقة».
وفي التاسع من الشهر الجاري أيضاً نظم العشرات من الفلسطينيين والسوريين وقفة تضامنية مع الأسرى أمام بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدمشق وقدموا «رسالة احتجاج» لرئيسة البعثة ماريان غاسر، دعوا فيها المنظمة «للتدخل العاجل وممارسة أعلى الضغوط لتحميل حكام إسرائيل مسؤولية ما يترتب على هذه الجرائم من تداعيات»، في حين أكدت غاسر حينها «على اهتمامنا كلجنة دولية للصليب الأحمر بالإخوة الأسرى الفلسطينيين تماما كاهتمامكم بهم»، مشيرة إلى أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة قامت بالفعل برفع عدد زياراتها إلى الأسرى الفلسطينيين وخصوصاً في المشافي بسبب ازدياد عددهم في المشافي في الفترة الأخيرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن