سورية

اعتبر أن الدعوة الروسية الأخيرة في صلب القرارات الدولية وطالب دي ميستورا بـ«الحيادية وتوخي الواقعية»…«السوري القومي الاجتماعي» يدعو إلى إطلاق المقاومة الشعبية لمحاربة الإرهاب ويؤكد: جاهزون للتصدي لأي اعتداء يقوم به النظام التركي أو غيره

أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي في الجمهورية العربية السورية «تأييده المطلق» للجيش العربي السوري والقوات العاملة إلى جانبه، داعياً كل أبناء سورية القادرين للالتحاق في صفوفه، لما يشكله هذا من واجب وطني وقومي تاريخي.
وفي بيان صادر عن المكتب السياسي للحزب عقب اجتماع له ترأسه نائب رئيس الحزب، رئيس المكتب السياسي جوزيف سويد وصف ما حققه الجيش العربي السوري والمقاومة والشعب السوري في منطقة القلمون بـ«الإنجاز الإستراتيجي»، الذي كسر حلقة التوازن العسكري التي أراد العدو الصهيوني فرضها على حدودنا الجنوبية، لافتاً إلى «الإنجاز العسكري الذي أفشل ما سمي معركة (الجنوب السوري) والذي شكل هزيمة مدوية لغرفة العمليات الدولية والخليجية والصهيونية في الأردن (الموك)، ليتوازى ذلك مع الصمود الذي حققه الجيش والمقاومة الشعبية في جبهة القنيطرة المحررة، وفي محافظة السويداء الأبية التي كان لحزبنا شرف المشاركة في مقدمة القوات المدافعة عن المدينة ومطارها ومنشآتها، إلى جانب مشاركتنا في باقي المدن والمناطق التي استدعى الواجب الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري».
كما أشاد البيان الذي تلقت «الوطن» نسخة منه بـ«الإنجازات التي تحققت في مدينة الحسكة وريفها والتي استكملت دائرة الانتصارات في الجنوب السوري والقلمون، وشكلت مع صمود مدينة حلب ومواجهتها للهجمات الإرهابية الأردوغانية جبهة انتصار متكاملة شملت كل الأراضي السورية، وأسقطت كل محاولات إنشاء المناطق العازلة التي تمس السيادة السورية».
وأكد الحزب في البيان «تأييده المطلق للجيش العربي السوري والقوات العاملة إلى جانبه، في عملياتهم الميدانية والعسكرية وقيامهم بواجبهم الوطني للدفاع عن سورية والذود عنها». ودعا «كل أبناء سورية القادرين للالتحاق في صفوف الجيش العربي السوري، لما يشكله هذا من واجب وطني وقومي تاريخي». كما دعا الحزب إلى «إطلاق المقاومة الشعبية، لمحاربة الإرهاب، والدفاع عن الأرض والمجتمع، في كل القرى، والنواحي، والمناطق، والمدن والعمل كقوى شعبية رديفة إلى جانب الجيش العربي السوري، وتحت إشرافه صوناً لأرضنا وشعبنا ولمحاربة الإرهاب الدخيل على بلادنا ومقاومة أي اعتداء خارجي عليها».
وفي الشأن السياسي، جدد الحزب تأكيد «رفضه المطلق لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية الداخلية، تحت أي ذريعة كانت، ووجوب احترام السيادة الوطنية السورية»، مدينا ممارسات المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة والهيئات التابعة لها، لعدم احترام الشرعية الدولية للأمم المتحدة وسيادة الدول وعلاقات حسن الجوار وازدواجية المعايير في تحديد مفهوم الإرهاب ومحاربته.
كما أدان الحزب التصريحات وتحركات الحكومة التركية غير المسؤولة التي تأتي استكمالاً للنهج العدائي الذي يمارسه النظام التركي بحق سورية والذي أخذ دور العدو المباشر للشعب السوري.
وتوجه الحزب بنداء إلى القوى العلمانية والمدنية في تركيا «لمقاومة هذا الطاغوت المتصهين السفاح أردوغان»، مؤكداً «جاهزية الحزب لمقاومة أي اعتداء خارجي يقوم به النظام التركي وغيره بحق بلادنا.
وأكد الحزب «ضرورة التنسيق المباشر سياسياً وعسكرياً وأمنياً بين سورية والعراق، كضرورة حتمية يفرضها الواقع التاريخي والجغرافي والاجتماعي، لمقاومة ومواجهة العدو المشترك الذي يستهدف البلدين، ولإفشال مشروع التقسيم المرسوم لسورية والعراق، على أن تؤسس هذه العلاقة الحتمية والضرورية إلى تأمين تحالفات تشمل إيران وروسيا لمواجهة التنظيمات الإرهابية والقضاء على الإرهاب الذي يستهدف العالم».
وجدد الحزب تأييده لبرنامج الرئيس الأسد السياسي كأساس لحوار وطني سوري سوري، مشيراً إلى أنه ينظر إلى لقاءات موسكو التشاورية بعين «الأمل والترقب، علّها تؤسس لنقطة انطلاق نحو الحل المأمول»، مؤكداً أن أي مبادرة أو مشاورات «يجب أن تشتمل على ثوابتنا الوطنية السيادية، ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله»، معتبراً أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة لتشكيل حلف لمحاربة الإرهاب بمشاركة سورية تأتي في صلب القرارات الدولية ذات الصلة.
ودعا الحزب المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إلى العمل بـ«حيادية وتوخي الواقعية وتعرية الدول التي تساهم في إفشال مهامه»، ونصح الحزب دي ميستورا بـ«الانفتاح على كل القوى والأحزاب والهيئات الوطنية السورية التي لها حضورها في الساحة السياسية كأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية».
كما أكد الحزب رفضه الكامل أي دعوات أو إيحاءات «ترسيخ التقسيم في بلادنا جغرافياً، أو ديمغرافياً، أو قومياً، أو طائفياً، أو أياً كان شكله»، مؤكداً أنه «سيقاوم وسيواجه» مثل هذه الدعوات أو الإيحاءات، مؤكداً «تمسكنا بوحدة سورية أرضاً، ومجتمعاً، ونعلن أننا في حزبنا نتواصل ونتعامل ونتحاور مع أبناء شعبنا، كأبناء مجتمع سوري واحد وليس كعرب، أو أكراد، أو آشوريين، مسيحيين أو محمديين، صوناً لوحدة سورية، وسلامتها، مؤكدين أن الوطن السوري هو الحاضن الكامل للمجتمع السوري الواحد، لا يجوز حتى لأفراد سوريين التصرف بشبر من أرضه، تصرفاً يلغي أو يمكن أن يلغي فكرة الوطن الواحد، وسلامة وحدة هذا الوطن هي ضرورة حتمية لسلامة وحدة المجتمع السوري». وطالب الحزب المجتمع الدولي بإعلان موقف واضح وصريح تجاه الدول الراعية والداعمة للإرهاب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وشركاؤها الدوليون والإقليميون، وأنظمة السعودية وقطر والأردن وتركيا، مؤكداً أن أنظمة هذه الدول مسؤولة أمام شعبنا وشعوب العالم عن جرائمها تجاه الشعب السوري والإنسانية جمعاء، وهذه الأنظمة تصنف كعدو للشعب السوري حالهم حال العدو الصهيوني.
وأكد الحزب «معادلة القائد والجيش والشعب، تلك المعادلة التي كانت مرتكزاً للصمود والمقاومة والانتصار، ونتوجه إلى كل القوى المجتمعية والسياسية بضرورة رصّ صفوفها وصون وحدة المجتمع، وإسقاط كل التناقضات الجزئية من أجل خوض معركة المصير بقيادة الرئيس بشار الأسد».
وفي الشأن الداخلي، أكد الحزب دعمه لجهود الحكومة بمكافحة الإرهاب، وتأمين المتطلبات الأساسية للشعب السوري، بما يضمن الحياة الكريمة والآمنة واحترام القانون، وشخصية الإنسان وكرامته وحماية التراث ووحدة المجتمع. كما أكد ضرورة المصالحات المجتمعية على أن تكون مصالحات حقيقية وعلى مبدأ معالجة كل ملفات المفقودين والمخطوفين والموقوفين، وتسوية أوضاعهم عبر آلية واضحة ومحددة تكفل كرامة الإنسان ومصلحة الوطن. وسجل الحزب «تحفظه لعدم قيام الحكومة باتخاذ إجراءات واضحة وعملية لتحسين الواقع المعيشي وتأمين متطلبات صمود شعبنا واحتياجات المواطنين وخاصة المتضررين والمهجرين»، مطالباً باتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المتاجرين بلقمة الشعب وقوته، واتخاذ أشد العقوبات بحقهم.
ودعا قوى المعارضة الوطنية في الداخل السوري إلى رصّ الصفوف وتوحيد الجهود وبناء رؤية وطنية واحدة تساهم في رسم المرحلة المستقبلية لسورية المتجددة بالتعاون مع الأحزاب والقوى والهيئات الوطنية الأخرى.
ورفض الحزب «رفضاً قاطعاً الاعتراف بأي معارضات خارجية باعت نفسها للخارج ودعمت الإرهاب وطالبت بالتدخل الخارجي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن