سورية

ألن في أنقرة لبحث المواجهة مع التنظيم.. والتحالف يكثف غاراته في سورية…أوباما يعدل إستراتيجيته ضد داعش.. ويريد حكومة جامعة من دون الرئيس الأسد..!

في ما يبدو أنه تعديل على إستراتيجيته لقتال تنظيم داعش، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تكثيف التحالف الدولي الذي تقوده بلاده عملياته ضد التنظيم المتطرف في سورية، ملمحاً إلى أن تشكيل حكومة جامعة من دون الرئيس بشار الأسد هو الشرط لدعم دمشق ضد داعش. في حين وفرت طائرات التحالف الدولي دعماً «فعالاً» لمسلحي وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية في حربهم ضد داعش شمال سورية، وذلك بعد أن تجاهلت تقدم التنظيم في مدينتي الحسكة وتدمر وباتجاه السويداء.
وقال أوباما الإثنين من مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» حيث أجرى تقييماً مع القادة العسكريين للعمليات التي ينفذها الائتلاف منذ أيلول الماضي «نكثف جهودنا ضد قواعد تنظيم داعش في سورية»، مضيفاً: «ستواصل ضرباتنا الجوية استهداف منشآت النفط والغاز التي تمول الكثير من عملياتهم. نحن نستهدف قيادة (داعش) وبناها التحتية في سورية، مركز ثقل التنظيم الذي يضخ الأموال والدعاية حول العالم»، فيما يبدو أنه تعديل على إستراتيجية العراق أولاً التي كان التحالف يتبعها في حربه ضد داعش.
لكن أوباما حذر من أن هذه الضربات ستستغرق وقتاً. وتابع «لن يكون الأمر سريعا. إنها حملة طويلة الأمد»، مضيفاً: «في أماكن عدة في سورية والعراق، التنظيم مستقر بين مدنيين أبرياء، وسيستغرق اقتلاعه وقتاً. وكما في كل عمل عسكري، ستكون هناك مراحل من التقدم، لكن ستكون هناك انتكاسات أيضا».
وأشار أوباما إلى أن التحالف نفذ أكثر من خمسة آلاف غارة جوية في العراق وسورية نجحت في القضاء على «آلاف المقاتلين بينهم قادة كبار» في التنظيم.
وأضاف قائلاً: «لقد أوضحت للمساعدين لي أننا سنحتاج لمزيد من التدريب للمعارضة المعتدلة في سورية وتوفير المعدات لها. « ولم يقدم أوباما تفاصيل عما قد تفعله الولايات المتحدة في هذا الصدد.
وفي تطرقه للأزمة السورية، أعرب أوباما عن اعتقاده بأن «السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية (في البلاد) هو الانتقال السياسي إلى حكومة جديدة من دون (الرئيس) بشار الأسد». وقال إنه بحث هذا الموضوع خلال محادثاته مع قادة عدد من الدول الخليجية في منتجع كامب ديفيد أواسط أيار الماضي، كما بحثه «مؤخراً» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أوباما: «لقد وجهت إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل عملها على ضمان هذا الانتقال»، مضيفاً إن «هناك إدراكاً متنامياً لدى اللاعبين في المنطقة بأنه نظراً إلى التهديد البالغ الخطورة الذي يمثله داعش، فمن المهم أن نعمل سوياً وليس أن يعمل بعضنا ضد أهداف البعض الآخر، لقيام حكومة سورية تشمل جميع الأطياف».
وخلال الأيام الأخيرة، نفذ الائتلاف الدولي غارات جوية غير مسبوقة على محافظة الرقة ملحقاً أضراراً بالبنى التحتية والجسور التي يستخدمها داعش.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الاثنين أن هذه العمليات هدفت خصوصاً إلى دعم تقدم قوات حماية الشعب، مضيفاً: «إن نجاح الأكراد على الأرض» هو ما يبررها.
في الوقت نفسه، كانت قوات حماية الشعب تتصدى لهجوم واسع من تنظيم داعش على خط ممتد من الريف الغربي لمحافظة الحسكة وصولا إلى مدينة عين عيسى في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الرقة. وقال الناشط مصطفى عبدي بحسب وكالة الأنباء الفرنسية عبر الانترنت «غارات التحالف لها الدور الأهم والمحوري في المعارك».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش تمكن من الاستيلاء على مناطق عدة خلال «هجومه المباغت» الإثنين، إلا أن وحدات حماية الشعب مدعومة بغارات الائتلاف استعادت السيطرة عليها بعد ساعات.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «طائرات التحالف لعبت دوراً فعالاً في عملية استعادة السيطرة على بلدة وعشر قرى» كان دخلها التنظيم.
وأفاد المرصد عن مقتل نحو ثمانين عنصراً من التنظيم منذ فجر الأحد جراء عشرات الغارات التي نفذها الائتلاف الدولي.
وفي حين أكد المرصد أن التنظيم سيطر على عين عيسى أمس، وأن المعارك تدور الثلاثاء عند أطرافها، أكدت وحدات حماية الشعب أن أعداداً من الجهاديين تمكنوا أول من أمس من دخول المدينة، لكن وحدات حماية الشعب مدعومة بمقاتلين من فصائل عربية تمكنت من طرد العدد الأكبر منهم.
ويبدو أن الدعم الأميركي لقوات حماية الشعب قد تسبب بفتور بالعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.
على خط مواز وصل مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للتحالف الدولي، الجنرال المتقاعد جون ألـن، إلى العاصمة التركية أنقرة لإجراء مباحثات بخصوص التعاون في مواجهة داعش.
واستبق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي زيارة ألـن، بنفي أن يكون رفض الولايات المتحدة لفكرة منطقة آمنة في سورية يسبب «شرخاً هائلاً» في العلاقات بين بلاده وتركيا، واصفًا التقارير التي تتحدث بهذا الأسلوب بأنها «مبالغة». واستطرد قائلاً «أنقرة قامت، مرة أخرى، باستضافة موقع التدريب والتجهيز داخل تركيا، وهم يحملون عبئاً هائلاً برعاية ملايين اللاجئين من سورية داخل حدودهم».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن السفارة الأميركية في أنقرة، أن ألـن سيقوم بمشاورات مع مسؤولين سياسيين وعسكريين أتراك، فيما يتعلق بالتعاون من أجل وقف تقدم داعش وسبل إلحاق الهزيمة به.
وأبدت أنقرة مؤخراً نيتها لإنشاء منطقة آمنة في سورية، إلا أن واشنطن رفضت الفكرة متحدثة عن مشاكل لوجستية خطيرة تعترضها. ونتيجة لذلك اتجهت أنقرة نحو التسريب عن نواياها التعاون مع التحالف الدولي لمواجهة مخاطر داعش في سورية.
(أ ف ب – رويترز – روسيا اليوم – الأناضول)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن