رياضة

جدلية فينغر

| محمود قرقورا

يتحدث الكثيرون من نقاد اللعبة عن نهاية مسيرة المدرب الفرنسي فينغر مع مدفعجية لندن من منطلق أن المدرب لم يعد عنده ما يقدمه للفريق، وخاصة أن لقب الدوري الإنكليزي الممتاز غائب عن خزائن النادي مؤخراً وهو الذي ذاق عسل التتويج به 1998 و2002 و2004.
العقل المفكر الفرنسي أزعجته انتقادات بعض جماهير آرسنال فاضطر لوصفهم بالعار كما وجه انتقادات مبطنة لإدارة النادي الضبابية من وجهة نظره حيال وضع الأمور في نصابها وامتلاك ثقة القرار في الزمان والمكان المناسبين كإشارة واضحة من المدرب لعدم البت بمستقبله في الظروف الحالكة الصعبة.
إنه لشيء جميل أن تختتم مسيرة أي مدرب بلقب يشار إليه بالبنان، والتتويج بالكأس الأقدم في العالم ليس سهلاً، فما بالنا إذا أطاح بثلاثة أندية من الدوري الممتاز أولها ساوثمبتون بالخمسة ثم السيتي وتشيلسي في الخطوتين الأخيرتين، ولا ننسى أنه أنهى الدوري الممتاز بخمسة انتصارات أحدها على اليونايتد بقيادة مورينيو وآخرها على إيفرتون بعقله الهولندي كويمان وهذا يعني أنه تفوق على كبار مدربي العالم في الشهر الأخير.
التوءمة بين فينغر وجماهير المدفعجية لم تعد كما كانت، والمحبون للمدرب الفرنسي يتمنون عليه اتخاذ القرار الحازم بالرحيل حالاً، لكن القريبين من جدران ملعب الإمارات يتوقعون بقاء أرسين فينغر لأنه رأس هرم المشروع التجاري الناجح القائم على تطوير المواهب ورعايتها وبيعها وهذا هم إدارات الأندية الكبيرة في العالم.
فينغر أحرز لقب الدوري الإنكليزي الممتاز ثلاث مرات والكأس سبع مرات والدرع الخيرية ست مرات وقاد الفريق لوصافة اليوروباليغ مرة والشامبيونزليغ مرة وحافظ على مكان الفريق في دوري أبطال أوروبا 19 موسماً متتالياً، لكن التاريخ لا يشفع عادة والتغني بأمجاد الماضي رؤية النرجسيين، وبناء عليه فإن لقب الكأس الأقدم في العالم نقطة بيضاء في ثوب المدفعجية الأسود هذا الموسم الذي شهد مذلة كبرى في الشامبيونزليغ أمام البايرن بهدف لخمسة ذهاباً وإياباً، ولذلك فإن مستقبله مع الفريق موضع جدل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن