شؤون محلية

اقتصاد المعرفة «الأسود»!

| محمد حسين

لا أنكر أن مصطلح «الاقتصاد المعرفي» يصيبني بالقشعريرة المعرفية كلما مر بخاطري أو قرأته أو سمعت عنه وهذه القشعريرة تتبدى بحالة من الذهول المعجون بالإعجاب بقدرة بعضنا على تطبيق هذا المصطلح حتى قبل أن يخطر ببال أحد من العالم المتقدم الذي يعتقد أنه يحتكر المعرفة واقتصادها أيضاً..
وكي نكون أكثر إنصافاً لابد من القول إن الكثير من أثريائنا لم يولدوا وفي جيوبهم دنانير مذهبة ولا حتى ملاعق خشبية، وكل موهبتهم أنهم اكتشفوا القيمة الفعلية للمعرفة وبالتالي استثمارها لتكوين ثرواتهم الطائلة، فمثلاً موظف بسيط شاءت له الأقدار أن يكون في موقع العارف بأمور التنظيم والمخططات التنظيمية وتوسعاتها فما كان منه إلا أن استثمر بذلك شراء للأراضي أو سمساراً لمتعهدين آخرين فكانت ضربته الأولى في عالم الاستثمار والتجارة، وآخر شاءت له «واسطته» أن يكون في موقع يتيح له الاطلاع على دراسات المشاريع وكذلك الكلف التقديرية وحتى الأرقام التي تقدم بها المتعهدون المتنافسون المتقدمون للمناقصة أو للمزايدة فما كان منه إلا أن باع هذه المعرفة لمن يدفع أكثر من الراغبين بالفوز بهذه المناقصة أو المزايدة!
ولأن لكل معلومة سعرها في بورصة الاقتصاد المعرفي، يمكن أن نترك لخيالنا جموحه في تصور هذا العالم الأسود للخفايا الثمينة جداً!
ربما من الصعوبة تقدير الناتج الفعلي لاقتصاد معرفتنا هذا ولكن بالتقديرات الأولية يمكن تخيل أنه في المراتب الأولى عالمياً وعربياً ولذلك يمكننا أيضاً أن نحلم بأن نستيقظ ذات صباح على السؤال المعرفي الأهم في اقتصاد المعرفة وهو من أين لك هذا؟
ترى هل أصابتكم القشعريرة كما أصابتني الآن؟ أتمنى ذلك!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن