ثقافة وفن

«رمضان تظاهرة نوستالجيا» في الإذاعة والتلفزيون!

| يكتبها عين

رغم أن الموسم الرمضاني للإذاعة والتلفزيون هو فرصة للخلق الفني والإبداع، إلا أن نمطية الأعمال البرامجية والتعامل الفني مع الشهر الكريم تعتمد في أغلبيتها على تذكر الماضي!
ونلاحظ ذلك بدءا من عرض الفانوس في شعارات المناسبة إعلاميا وصولا إلى طبيعة الحديث مع الضيوف، حتى إن أول ظهور مسائي في برنامج المسابقات كان للمسحراتي علما أن هذه الظاهرة أضحت من الماضي، ولايبنى عليها الآن كمظهر من مظاهر الحياة المعاصرة في رمضان..
وقد يثير هذا التوجه عدة تساؤلات من بينها: هل هناك عجز يتعلق بإعداد تصورات عن الحاضر في رمضان.. أو ربما يفرض نفسه سؤال من نوع آخر: ألا يستطيع مصممو الغرافيك استبدال فانوس رمضان بمعطى آخر له علاقة بالحداثة مثلا..
وفي التفاصيل اليومية، يبدو كأن رمضان الحالي هو غير رمضان الماضي، في طقوسه وتقاليده المعروفة، أو كأن العرق سوس الحالي لا نكهة له، أو أن القمر الدين هذه الأيام يحتاج إلى مشمش من نوع آخر..
هذه الظاهرة النوستالجية في التعامل مع برامج رمضان تفرض تلقائياً الاتجاه إلى وضع تصور فني جديدة للمناسبات الخاصة بهذا النوع، ومن المفيد أن يجري العمل عليها حتى خارج رمضان..
والغريب أن إدخال المولوي في البرنامج الرمضاني هو جزء من هذه الظاهرة، وقد لجأ الراقص المولوي الذي قدمه أحد البرامج إلى ارتداء الثوب الملون، وهو نموذج مصري، لكنه ليس في صلب الفكرة المولوية وتقاليدها..
وإذا كان الاستلهام من الماضي يقيّد الفن في استنباط أدواته وتصاميمه على هذا النحو، فإن العملية تصبح عامل كبح بدلا من أن تكون دافعا للإبداع، وهذه المسائل يشعر بها الفنان أكثر من غيره.
وعلى العكس من ذلك، لم تقم الدراما التلفزيونية بأي محاولة لإنتاج نص يتحدث عن الحياة في رمضان، فهي تنتج بمعزل عن المناسبة، رغم أن شهر رمضان هو سوق لتصريف المنتج الدرامي محليا وعربيا..

هاي برنتيشن!
قناة سما الفضائية، وفي برنامج صحي، تتحدث الطبيبة عن ارتفاع الضغط الشرياني، والأغذية المتعلقة به، ودائما ترد عبارة «هاي برنتيشن» عن المرض المذكور، وكأن المشاهد السوري يجيد ست لغات!

المولوي الملون!
في برنامج صباح سوري الذي احتفى برمضان قبل يوم من حلوله استضاف راقص مولوية وثوبه ملون ومن طابقين، وهي موضة يستنكرها المولويون، لأنها لاتتطابق مع شعائر الطريقة المولوية!

مقدم البرنامج لا نعرفه!
عندما نأتي بمقدم برنامج على أساس أنه مختص شيء جميل، ولكن المشاهد لم يعد يفرق بين الضيف ومقدم البرنامج خاصة أن المقدم يسأل أسئلة عادية يمكن أن يسألها أي فائض عن العمل. والمقصود: برنامج واقع المعلوماتية والتكنولوجيا!

زرادشت ابن عمة نيتشة!
انتشرت على وسائل التواصل وحتى في بعض الفضائيات العربية السخريات المرة المتعلقة بقناة سما الفضائية حول السؤال المطروح: عن زرادشت وعن جنسيته وعمله..

قيل وقال:
• توقفت بعض البرامج التلفزيونية لعدم وجود رعاة.
• جمع عدد كبير من الرعاة في برنامج واحد..
• الأسئلة في أغلبيتها من الدراما في برامج المسابقات، وكأن الثقافة الدرامية والفنية هي التي تميز المشاهد السوري..
• تصوير البرامج في الهواء الطلق شكل عامل طمأنة للناس بأن الحياة تعود فعلا لطبيعتها..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن