ثقافة وفن

مستعدّة للاستقرار في سورية إن لزم الأمر … سميرة المقرون لـ«الوطن»: أستمتع في العمل مع السوريين فثقافاتنا واحدة وتفكيرنا مشترك

| عامر فؤاد عامر

نجمة تونسيّة أحبّها الجمهور العربي، من خلال مقدرتها على تجسيد شخصيّات فنيّة متنوّعة، وبأعمار بين الكبيرة والصغيرة، بدايتها في تونس في مسلسل «مكتوب» للمخرج «سامي الفهري»، كما كان لها حضور في الدراما السوريّة في مسلسلي «ذاكرة الجسد» للمخرج «نجدة أنزور»، و«تخت شرقي» للمخرجة «رشا شربتجي»، وفي السنوات الأخيرة كانت بطلة عدّة مسلسلات في الدّراما المصريّة مثل «أبو البنات»، و«الكبريت الأحمر»، و«طريقي» وغيرها. أمّا تجربتها في السينما فكانت عبر فيلمين مصريين هما «وردة»، و«كرم الكينج». اليوم تؤدي شخصيّة «قمر» في مسلسل «جيران» الكوميدي للمخرج «عامر فهد». وعن هذه التجارب وعن محبّتها للدراما السوريّة، ولسورية، ومواضيع أخرى، تحدّثنا الفنانة «سميرة المقرون» في حوار خاص لـ«الوطن».

بين سيرين في مسلسل مكتوب وشخصيّة قمر التي تؤدينها في مسلسل جيران مرّ عدد من السنوات. كيف تطوّرت خلالها الفنانة سميرة؟
عندما بدأت العمل في عالم التمثيل كانت شخصيّة «سيرين»، وهي أول شخصيّة أقوم بتأديتها وكانت في مسلسل «مكتوب» في تونس، واليوم مرّ على ذلك عشر سنوات، هي سنوات نضج وعمل، تعلّمت فيها الكثير من التقنية في التمثيل بالإضافة للنضج العمري أو الداخلي الخاصّ بالإنسان، وهذا أيضاً يساعد تلقائياً في تجسيد الشخصيّات، فالحياة عموماً تمنح لهذه المهنة عمقها من خلال غنى التجربة الشخصيّة، وهناك فرق كبير بين بدايتي التي كانت في عمر 19 عاماً وبين اليوم وقد بات عندي طفل ودخلت تجربة الأمومة.
خطوتِ مع الدراما السورية منذ البداية في عملين، ماذا أضافا لشخصيّتك الفنيّة؟
نعم أحمد ربي أن حصل ذلك معي، وقد كانت بدايتي مع الدّراما السوريّة في عملين، الأول «ذاكرة الجسد» مع الأستاذ الكبير «نجدة أنزور» الذي تشرفت بالعمل معه، وفرحت حينها عندما وقع الاختيار عليّ بأن أعمل في مسلسله، ولاسيما أن سنّي كانت صغيرة وتجربتي كذلك الأمر، وأيضاً كنت في مسلسل «تخت شرقي» ضيفة حلقات منه للمخرجة «رشا شربتجي»، واليوم أحقق تجربتي الثالثة في مسلسل «جيران» مع المخرج السوري أيضاً «عامر فهد»، وأنا أستمتع في العمل مع السوريين بالذات كممثلين أو فنيين أو مخرجين، لأن ثقافاتنا متقاربة كثيراً فكأنني أعمل في بلدي، فالتفكير مشترك ووجهات النظر قريبة جداً من بعضها. وأنا أحبّ التمثيل الهادئ الواقعي السهل الممتنع، وهذا ما أجده مع السوريين ولاسيما المخرجون الذين وجدتهم يفضّلون هذا النوع من التمثيل.

لماذا لم يتكرر العمل في الدّراما السوريّة من جديد؟
للأسف الشديد لم يتكرر العمل في الدّراما السوريّة، على الرغم من زيارتي لسورية عدّة مرّات، وكان ذلك بعد تصويري للعملين «ذاكرة الجسد» و«تخت شرقي»، وكنت مستعدة للاستقرار في سورية إن لزم الأمر، لكن بدأت المشاكل والأحداث في تونس ثم في سورية، وبالتالي تغيّرت المشاريع وابتعدنا عن كلّ ما خططنا له. لكن اليوم أنا أصوّر دوري في مسلسل «جيران»، وهو عمل سوري، ولربما من مسلسل «جيران» أنطلق في تجربة جديدة مع الدّراما السوريّة.

كان لك في مسلسل «أبو البنات» حضور مميّز ولاقى متابعة عربيّة واسعة، حدثينا عن هذه التجربة؟
بالنسبة لي مسلسل «أبو البنات» لاقى إعجاباً منقطع النظير في كلّ مكان تمّ عرضه، سواء في تونس أم مصر أو الإمارات والخليج، فشخصيّة مريم أعجبت الكثير من الأمّهات اللواتي كنت ألتقيهن مصادفة في كلّ مكان، ليقولوا لي لقد أتقنت الدّور وعشنا معك تفاصيل الشخصيّة والأحداث، وقد تعاملت مع الشخصيّة بمحبّة كبيرة، وقد أتقنت فيها اللهجة بقوّة. وأتمنى تكرار التجربة، وأنا أحبّ الأدوار الجديّة التي تحمل رسالة وعمقاً، فدور مريم، أم البنات، يحمل الكثير من المشاعر التي تصاب بها الأمّ التي تخاف على بناتها، وعلى مصيرهن، ولاسيما في الأسر المفككة التي يحصل في الطلاق، وتتعذب بسببه المطلقة.

ما جديدك اليوم في الدّراما التلفزيونيّة؟
كنت قد قررت عدم العمل في هذا الموسم، فالموسم الماضي اشتغلت في عملين هما «الكبريت الأحمر» و«أبو البنات» وأخذا مني وقتاً كبيراً، وكان لا بدّ لي من أخذ وقت مستقطع أعود به إلى راحتي، وأجوائي الخاصّة في حياتي الشخصيّة بعيداً عن العمل. وعندما كنت في الإمارات وعبر إجازتي تواصلت معي شركة كلاكيت للإنتاج الفني، واقتنعت بالعرض ولاسيما أن مسلسل «جيران» هو مسلسل كوميدي الصبغة، وأنا لم أجرب الكوميديا بصورة صريحة، وكذلك عرضه سيكون على قناة جديدة، ولذلك قلت لا بدّ من خوض التجربة لكونها جديدة جداً لي.

في رصيدك فيلم سينمائي. كيف وجدتِ نفسك في التجربة السينمائيّة؟
لليوم لا أعدّ نفسي أنني ممن خاضوا تجربة سينمائيّة. ففيلم «وردة» كان يحمل فكرة غريبة، وهو ذو طبيعة وثائقيّة، فالمنتج «محمد حفظي» صديقي وطلب مني أن أمثل الدور، وكنت في فترة سياحة في مصر، وهناك طُلب مني هذا الدور، ولما تعاملت مع هذه الكاميرا استمتعت جداً لأنها تجربة جديدة، وفي الفيلم خصوصيّة أننا نمسك الكاميرا ونصوّر بأيدينا ونؤدي المطلوب. أمّا في فيلم «كرم الكينج» فكان لي دور بسيط جداً، وجاء مع بدايتي في التمثيل في مصر، وكنت أثناء ذلك أصور في مسلسل «الكبريت الأحمر»، وكان هاجس الخوف ما زال حاضراً بسبب التوجس من إتقان اللهجة أو عدم إتقانها. وعلى الرغم من ذلك تحديت وخضت التجربة. لكن لليوم لا يمكن القول إنني خضت تجربة سينمائيّة، وأنا متحمّسة لدخولها واليوم أصبح لدي نضوج جديد للسينما ولاسيما أن الدّور السينمائي هو دور سيحيا العمر كلّه، وهذه خصوصيّة الفيلم السينمائي، وأنا مستعدة له.

هل من رغبة لدخول عالم المسرح؟
أي ممثل حقيقي يرغب في دخول تجربة المسرح، فالطاقات الحقيقيّة للممثل لا تظهر إلا على هذه الخشبة. لكن بالنسبة لي لم أملك الوقت الكافي لاتخاذ القرار المطلوب لدخول التجربة المسرحيّة، ولاسيما أنه لدي طفل يحتاجني وحياة شخصيّة بحاجة لحضوري فيها قدر الإمكان، وهذه أولويّة لا بدّ لي من العناية بها أكثر.

من ضيفة في برنامج مسابقات إلى نجمة عربيّة تقف أمام أبطال ونجوم. ماذا تقولين اليوم لمن يرغب في دخول الساحة الفنيّة؟
أقول: أي شخص يملك الموهبة والرغبة في الدخول للساحة الفنيّة أو أي مجال من مجالات الفنّ فليقدم على ذلك فليس أجمل من تفريغ الشخص لطاقة يملكها ويستمتع في تفريغها بحق، فبالنسبة لي لولا مشاركتي في برنامج تلفزيوني كضيفة وإصرار شخص على مشاركتي في هذا البرنامج، لما طرقت الباب، وكنت أرفض الفكرة على الرغم من مشاركتي في مسرحيات كثيرة وأنا صغيرة في المدرسة أو حفلات راقصة أو رياضيّة، فقد كنت أرغب في متابعة الدراسة وخط التعلّم، ولكن عندما لمست رغبة شخص وإيمانه بمقدرتي على أن أكون بقدر الفرصة التي منحني إياها فوافقت حينها على المشاركة، وبعد أن حققت النجاح في البرنامج لم أتمكن من التراجع للخلف، وقد اعتدت على تقديم هذه الطاقة وتقديمها للجمهور، ولذلك أنصح أي شاب أو شابة في الدخول للوسط الفني سواء في الرسم أم الموسيقا أو التمثيل أو أي مجال آخر بأن يفرغ طاقته ويكون شجاعاً ولا يتردد على الرغم من كلّ ما يقال عنه، فاللحظة التي يقدم فيها الشخص جهده هي الأغلى وهي الأهمّ ولا داعي لسماع أي شيء من السلبيات التي تروّج عن الفنّ وأهله، وكلّ الأمور الأخرى يمكن أن تتحكم بها من دون أن تتأثر بأي توصيف لا يليق.

كلمة من الفنانة التونسيّة سميرة المقرون لسورية، وللشعب السوري:
هناك الكثير من الكلام الجميل الذي أودّ أن أقوله للشعب في سورية، وهي البلد الذي أعدّه من أجمل البلدان التي زرتها في حياتي، وكثيراً تعلقت في سورية وعراقتها وثقافتها والناس فيها والأخلاق التي يتمتعون بها، فسورية هي التي جمعت الحضارة مع الجمال مع القدم والأصالة والجديد والتحضّر، وأنا أحسدكم على هذا البلد وأتمنى له الشفاء من المرض فكلنا مرضى طالما هذا البلد لم يشف بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن