قضايا وآراء

عمليات الأرياف الشرقية.. تأكيد على وحدة سورية

| ميسون يوسف

عندما قبلت سورية مذكرة «مناطق تخفيض التصعيد»، خشي البعض من مستقبل يبقى فيه الإرهابيون في مواقعهم ويستفيدون من حالة وقف العمليات القتالية ما يتسبب بالإساءة إلى أمن سورية ووحدتها وإطالة أمد العدوان عليها، ولكن كانت سورية وفي لحظة موافقتها على المذكرة، تفكر بشيء آخر انطلاقاً من جوهر المذكرة، هذا الشيء بدأ يتضح الآن من خلال عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه في الريف الشرقي لحمص والريف الشرقي لحلب وأيضاً في البادية شرقي ريف دمشق.
ففي الريف الشرقي لحلب تمكن الجيش العربي السوري بعمليات محكمة التخطيط، متقنة التنفيذ، من تحرير كامل الريف الشرقي هناك وأضاف من معدلات الأمن ودرجاته لحلب وقطع الطريق على الجماعات الإرهابية في أن تحاول القيام بأي مناورة أو محاولة لإفساد أمن حلب أو التأثير في نمط الحياة الآمنة فيها وهو الأمن الذي استعادته حلب بعد تحريرها قبل 5 أشهر، ومن جهة ثانية فإن من شأن الإنجازات الميدانية السورية في تلك المنطقة أن توفر الظروف المناسبة للاندفاع نحو الجنوب الشرقي باتجاه الرقة التي تحاول أميركا وضع اليد عليها، لامتلاك ورقة تبتز بها سورية وتضغط عليها.
أما في ريف حمص الشرقي فإن الجيش العربي السوري وحلفاءه سطروا صفحة انتصارات مضيئة ومهمة من الوجهتين العملانية والإستراتيجية، فهي فضلاً عن إبعاد الخطر الإرهابي عن حمص، أظهرت إستراتيجية جديدة تقوم على نظرية التنظيف الشامل للمنطقة وبهذا لا تستفيد سورية وحدها من نتائج تلك العمليات بل إن من شأن هذه الإنجازات أن تنعكس على لبنان حيث تبعد الإرهابيين عن حدوده وتحد من التهديدات والمخاطر التي شكلوها على الأمن اللبناني. لكن الأهم من كل ما ذكر هو ما سيكون من تداعيات لهذه الانتصارات على العمليات المستقبلية التي يحضر لها الجيش باتجاه الحدود الشرقية مروراً بتدمر جنوباً ثم إلى دير الزور حيث يترسخ الجيش العربي السوري صموداً هناك.
ويبقى لإكمال رسم المشهد العام، التوقف عند عمليات الإرادة والتحدي والشجاعة التي تخوضها بنجاح تام القوى السورية المندفعة نحو معبر التنف على الحدود مع العراق، حيث إن هذا التقدم أثار قوى العدوان على سورية، ولكن الجيش العربي السوري لم يأبه بردات فعلهم العدوانية واستمر في تقدمه بخطا ثابتة للوصول قريباً إلى المعبر، وليسقط خطة عزل سورية عن العراق التي تنفذه قوات التحالف العدواني على سورية بقيادة أميركية.
خلاصة القول: إن الجيش العربي السوري يرسم بعملياته الراهنة خطاً آمناً يتدحرج من الغرب إلى الشرق باتجاه الحدود مع العراق، في عملية عسكرية مدروسة تحقق الأمن للمدن الكبرى من حلب إلى دمشق مرورا بحماة وحمص، وتجهز على الإرهابيين وتقطع الطريق على قوى العدوان في مشاريعهم الانفصالية ومناطق العزل التي يروجون لها، عمليات تنبئ بأن سورية ماضية قدماً في تطهير أرضها من الإرهاب وتأكيد وحدتها التي لا تنازل عنها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن