سورية

لافروف عن عدوان التنف: المسألة تحتاج إلى تسوية.. وندعو واشنطن إلى الانخراط في تحديد مدى مناطق تخفيف التصعيد

| الوطن- وكالات

أعلنت روسيا أمس أن العدوان الأميركي الذي استهدف موقع عسكري سوري في منطقة التنف شرقي البلاد، وتهديدات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، للجيش العربي السوري بخصوص عدم الاقتراب من هذه المنطقة، «مسائل بحاجة إلى تسوية».
وبعد أيام من تسرب تقرير عن مباحثات دبلوماسية عسكرية بين واشنطن وموسكو في العاصمة الأردنية تتناول تحديد «منطقة تخفيف التصعيد» في جنوبي سورية، دعت الدبلوماسية الروسية الولايات المتحدة إلى المشاركة في العمل على تحديد أبعاد مناطق تخفيف التصعيد، التي نصت على إنشائها مذكرة أستانا الموقعة بين روسيا وإيران وتركيا.
وتصر إيران والولايات المتحدة على رفض أي دور للآخر في تسوية الأزمة السورية. وتحاول موسكو إقناع واشنطن بقبول الدور الإيراني كما حددته عملية أستانا، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تخفي مساعيها لمواجهة إيران في المنطقة، وإغرائها لروسيا بفك ارتباطها عن إيران في الشرق الأوسط مقابل الاعتراف بالمصالح الروسية بسورية والمنطقة.
وأطلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة لواشنطن من أجل تطوير القناة العسكرية بين البلدين في سورية التي أسسها اتفاق عدم التصادم لعام 2015. وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره النيجيري في موسكو، رد لافروف على سؤال عن مناشير ألقاها طيران التحالف الدولي تحذر قوات الجيش العربي السوري من الاقتراب من منطقة التنف في البادية السورية، قائلاً: إن «الولايات المتحدة لم تكتف بالتهديد بل استخدمت القوة في تلك المنطقة»، ووصف الوضع بـ«المقلق، لأنه يمس سيادة الجمهورية العربية السورية مباشرة»، ودعا إلى التهدئة عندما قال: «هذه المسائل تحتاج إلى تسوية»، كاشفاً أن العسكريين الروس يؤدون مساعي في هذا الصدد، وقال «هذا (التسوية) ما يقوم به عسكريونا الآن، حيث يتم العمل على القناة التي أنشئت سابقاً، لمنع وقوع حوادث واصطدامات بين القوات الروسية الجوية والتحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة».
ودعا لافروف واشنطن إلى العودة عن قرارها عدم المشاركة في تنسيق مناطق تخفيف التصعيد التي نصت على إقامتها مذكرة أستانا. وقال: «كان من الممكن أن يزداد هذا العمل نجاحاً، لو أن الولايات المتحدة وافقت، بالإضافة إلى هذه القناة الضيقة، أن تشارك في العمل على تحديد معايير مناطق تخفيف التصعيد»، كاشفاً أن الأعمال جارية في هذا الإطار وستعرض نتائجها في اجتماع أستانا الذي سيعقد قريباً، في إشارة إلى اجتماعات الخبراء الروس والإيرانيين والأتراك الجارية لتحديد مساحة مناطق تخفيف التصعيد والمناطق الأمنية وقوام قوات المراقبة العسكرية. وقال: «التوافق على معايير هذه المناطق مستمر، وستقدم نتائج هذا العمل إلى لقاء المشاركين في صيغة أستانا الذي يجب أن يتم في وقت قريب».
كما رحب رئيس الدبلوماسية الروسية بانضمام الولايات المتحدة ليس فقط إلى مسائل تجنب الصدامات الجوية، بل إلى تنسيق أبعاد مناطق تخفيف التصعيد في سورية.
وسبق لسفير روسيا في إيران لوان جاغاريان، أن أشار إلى أن واشنطن تعارض الحضور الإيراني في مفاوضات أستانا. وذكر أن «الأميركيين لا يرغبون في مرافقة إيران في مفاوضات أستانا ويعتبرون دور إيران سلبياً في سورية». وتابع: إن روسيا «تعارض الرأي الأميركي حول دور إيران الذي تعتبره إيجابياً في التوصل إلى حل في الأزمة السورية»، مضيفاً: «إن الحل غير ممكن من دون إيران».
وردت طهران، على لسان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، على المواقف الأميركية، معربةً عن استعدادها لـ«مضاعفة» دورها عبر إرسال قوات عسكرية من «أجل الحفاظ على الأمن في المنطقة» وفي إطار التعاون الرباعي بين طهران وموسكو وبغداد ودمشق.
وأكد شمخاني أن بلاده تعارض مشاركة الولايات المتحدة في حماية حدود «مناطق تخفيف التصعيد»، لأن لسورية حكومة شرعية، وهي فقط التي تحدد من له حق بالوجود على أراضيها.
وتحدثت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الممولة من النظام السعودي عن اجتماع عسكريين ودبلوماسيين أميركيين وروس في عمان قبل أيام لبحث إقامة «منطقة آمنة» تقع بين دمشق والأردن، وذلك ضمن مسعى واشنطن لـ«اختبار نيات موسكو ومدى قدرتها على الطلاق مع طهران».
وبحسب الصحيفة، يفكر الغرب في «التفاهم مع موسكو لضم درعا والقنيطرة والجولان وجزء من ريف السويداء امتداداً إلى معسكر التنف ومعبر الوليد مع العراق «ضمن منطقة آمنة»، بحيث تقام في مناطق المعارضة مجالس محلية وممرات إنسانية وعودة للنازحين واللاجئين ومشروعات إعادة أعمار، مع احتمال التوصل إلى تفاهم على وجود رمزي لدمشق على معبر نصيب مع الأردن ورفع العلم السوري الرسمي في نقاط معينة في «الشريط الأمني» الذي «يجب أن يكون خالياً من ميليشيا إيران و(حزب اللـه)».
وعلى الرغم من دعوة لافروف وهذا التقرير عن مباحثات عمان إلا أن التوتر لا يزال يتحكم في العلاقات الأميركية الروسية. ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن موسكو قلقة من أن الاتصالات مع إدارة ترامب لم تسفر بعد عن تحولات إيجابية في العلاقات بين الدولتين.
في غضون ذلك، نشرت الصحافة الروسية تقرير أشار إلى أن ما يشهده الشرق السوري من عمليات للجيش السوري مدعوماً من القوات الجوية الروسية ولواء قوات الإنزال الجوي الروسية، و«قوات سورية الديمقراطية- قسد» وغيرها من ميليشيا «الجيش الحر» مدعومة بالتحالف الدولي يعكس وجود منافسة غير المعلنة بين روسيا والولايات المتحدة للسيطرة على حقول النفط والغاز وطرق النقل، التي تمر عبر تدمر ووادي الفرات والمناطق المحاذية للحدود مع الأردن والعراق، حيث تحاول قوات التحالف إبعاد مسلحي داعش باتجاه تدمر، لتتمكن بعد ذلك من استعادة السيطرة على الرقة والتوجه نحو دير الزور حيث حقول النفط الغنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن